خيرة جليل

كانت تحت الغطاء الدافئ ممددة على سريرها بدار العجزة وكنت ممسكة بيدها، نظرت إلى وجهها الشاحب وجسمها النحيل ورأيت دمعة ساخنة تنزل من عينيها نحو أسفل خدها ويداها ترتجفان بين يدي. سألتها بكل حسرة : حبيبتي ما يبكيك ؟ هل تخافين الموت ؟ ألهذه الدرجة تخافينها رغم كبر سنك وكثرة نكباتك وفواجعك، ألهذه...
دُفع الباب وانتشر دخان كثيف بالغرفة ورائحة عطر قوي ، قامة طويلة تتقدم نحوي بخطى واثقة . - من يتقدم ؟ ماذا تريد ؟ توقف وإلا... - وإلا ماذا؟ ستنادي الشرطة، لماذا ؟ أم انك ستطلق علي الرصاص ؟ أنا ميت منذ زمان طويل .... والله لا أعرف هل أنا ميت أم ميتة .... أنت من سيقرر من أكون . تقدم نحوي كائن بشري...
هذا بستان الحياة اليانعة، أحاطوه بأسلاك الخذلان والتواطؤ الشائكة. من يجرأ على سرقة تفاحة الأحلام في مقتبل العمر. جميع الجرائم في حق الإنسانية مباحة إلا الحلم بغد جميل وسرير مريح. هي تعلم أنه يشحن بطارية إبداعه من لعب مسرحية العشق الممنوع، وهو يعلم أنها من فصيلة الحرباء الانتهازية، تقتنص كل فرصة...
"جميلة رائحة التراب عند سقوط المطر تذكرني بشيء لا أعرفه لكنني أعشقها .... ربما تعود بي الى فترة الطفولة حين كنت أهرب للسيدة الوالدة لألعب مع أخوتي الذكور وأعمامي عند سقوط الزخات المطرية الاولى المبشرة بانتهاء فصل الصيف وبداية فصل الخريف .... لذة وانعتاق طفولي كان ينتهي بأخذ فلقة من عند السيدة...

هذا الملف

نصوص
141
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى