لفظه الباب إلى الشارع، فسار مسرعاً وفي أذنيه تتردد صيحات زوجه وأناتها، كما يتردد قول خادمته (أسرع يا سيدي. أسرع بالقابلة، إنها تعاني آلام المخاض)! إلام المخاض، وفي مثل هذا الوقت بالذات، وقت ذهابه إلى النادي لملاقاة أصحابه؛ لا! إن هذا لشيء مزعج مؤلم! ألم تجد تلك الآلام وقتاً آخر؟ كان الأحرى بها...
ما إن استلقى على سريره ووضع رأسه على الوسادة، حتى انتبه إلى حركة غريبة في الغرفة التي ينام فيها وحده! ما معنى تلك الحركة؟ وما هو تفسيرها؟ وتوقف فكره. . بل أنه جاهد حتى أوقفه عند هذا الحد خوف الوصول إلى التفسير الذي لا يقبل الشك. . وكان يجاهد أيضاً في أن يهدئ من روعه، وأن يخفف من خفقان قلبه. ...
ما إن ألقى نظرة على غلاف المجلة التي تناولها من يدي حتى تغيّر لونه ! ولبث وقتًا غير قصير يتأمل الغلاف الذي طُبِع عليه صورة فتاة شقراء جميلة. ثم سمعته يهمهم مأخوذًا ـ كأنها هي ...ففهمتُ من كلامه أنه يشبّهها بفتاة يعرفها، فقلتُ متسائلاً :
- من هي؟...