على ضفاف النهر جمّع يوسف النجّار جذوع أشجار متنوعة الثمر، عازمًا أن تكون هي مركبته التي تنقله على طوفها إلى العالم هرباً من طوفان الشرّ من حوله . ولذا فقد أسماه العسس بنوح العصر، رغم اختلافات في التفاصيل، فالرجل أطرش، وأولاده السبعة خرس، وزوجته عمياء، وقد اعتنى يوسف هنا بتجميع ما يحتاجه لرحلته...
من المسائل التي يُعتقد بصحتها وهي خاطئة أنّ الكاتب الذي لا يذكره النقد كثيراً هو كاتب متواضع التجربة، قليل الإمكانيات، هزيل العطاء؛
والذي يذكره النقد كثيراً هو مبدع كبير صاحب تجربة مميزة، بينما الحقيقة قد تكون عكس ذلك تماماً، لا لأن هناك عوامل خارج أدبية تتحكم في توجيه اهتمام النقاد نحو كتّاب...
عندما اقترب الملك فيليب من سرير فيلاديلفيا الملكي، حيث سيلقي ملكته الباكر لأول مرة على السرير المعظم لتصبح ملكة الأمة الإغريقية، كانت منطرحة على ظهرها وقد أقفلت عينيها، منتظرة أميرها ليلبس خاتمها غير الملموس، بأفعوانه المشهر سيفه، الذي استقام وقد سالت من فوهة قمته الرطبة لتوها قطرات عسل أبيض...
تقديم:
أناشيد الحزن ، لا تخص
الإنسان لوحده
أتداعى مع عثرة جافلة لرجل فرسي الشهباء ، خائفا من كسر في قدمهـا ، فيأتيني صوت نائب العريف شيركو بلكنتـه الكرديـة ، ونحـن فـي طـريق صعودنا إلى جبل هندرين قبل أيام :
– سيدي لا بد أن نعدم الفرس الشهباء ..
– ماذا ؟؟ ماذا ؟؟ سليلة ممتاز* .. لا يمكن...
إيقاع لأصوات … ربما هي رنات .. لكنها أصوات اصطدام .. أو احتكاك … كلا … كلا … إنها أخيلة … لكن الأصـوات تـرتفع … تقـوى.. تقوى أكثر … وترتفع .. عالية.. مدوية … هناك وجه يلتفت بسـرعة .. فيقول لنفسه …
– هي ناسكة .. أو راهبة رشيقة ..
لكن الأصوات السابقة ترتفع مجددا … تقـوى .. وتقـوى ، وتـدوي ...
تعرج ماريا إيلونا Maria Eeszlen Elona في تيه بشوارع مدينة بودابست هرباً من كثرة ما سمعت من البيت القـائل :
: إيلونا ربةّ البيت, تصب الخل في الزيت (1) .
بيت الشعر الذي حرّفه، ويردده شريكها، ورفيق سريرها، جبرائيل منصور فقد صار هذا البيت الشعري مثل كابوس تطرق مفرداته على جمجمة ماريا، وكأنها مطارق...
أمام حسان كومة من أعقاب السجاير ، وعدة أقـداح مـن المـاء ، توحـي للناظر أنه قلق، ينتظر ميعاد اللقاء مع أحد ، لكنه كان انتظارا من نوع آخر ، فما زال حسان يفكّر في الأرملة التي مات زوجها تحت أقـدام حصـان القائد ، فقد تداعت صورتها إلى فكـره عندمـا وقـع نظـره عـلى العجـوز النمساوية ، تسَرّح شعرها في...
عندما التم الجمع المعتاد على قضاء سهرة الخميس في المطعم المكسيكي – دون بيبه – وضعت طاولة كبيرة في الوسط، ومن حولها طاولات رواد المطعم الآخرين، وقد شكلت هيئة أسود متحفزة للقفز .
وبينما تقاطر المدعوون إلى الطاولة الكبيرة، كانت فرقة العزف تردد ألحاناً أندلسية شجية، ومن بين المنشدين هناك وجوه تلبس...
القصّة :
تقديم
وهل للغربة ضفاف
يدخل يونس الشقة التـي اسـتأجرها؛ ليقيـم فيهـا فـترة الخـريف، والشتاء؛ ريثما ينتهي من مهمته التي قدم من أجلها؛ فيقوم بالنتقل بيـن الصالة؛ والغرف؛ والملحقاتح وعندما يذهب إلى الشـرفة تجتذبـه الشـمس ببريقها المنعكس عن مياه...
في ظلمة البئر
يتصرّف المغدور كالأعمى
– ما الذي في نهاية هذه الظلمة؟
– إنه ماء يترجرج في أسفل هذا البئر .
حدثها بأنه قد رأى مثل هذا البـئر مـن قبـل ، إنـه يذكّـره بأشـياء قديمة ، أشياء لها أثرها في حياته .
– إنها البئر نفسها التي أخرجتني منها حين حاولت الانتحار .
سألها عن شعورها عندما كانت في...