خير جليس.. الكتاب وحده لا شريك له

يَبْدو أنَّ ثمَّة ﭽينًا يُولدُ بهِ الإنسانُ يَتعلَّقُ بما يُمْكنُ أنْ نُسمِّيهِ، مَجَازًا، بغريزةِ القراءة، ثُمَّ تَأْتي بعْدَ ذلك الظروفُ البيئيةُ التي إمّا أنْ تُغذِّي هذا الـﭽين، لِيَكْبُرَ ويتكاثرَ إلى أنْ يُؤدِّي دوْرهُ كما ينْبغي طائرًا بصاحبِهِ إلى عوالمَ أُخْرى، ليحْياها بصُحْبةِ ما...
قالوا عن المرحوم: (والله المرحوم ده ما ساب لينا ولا شي، بس كرتونة كتب)، احتار كثيراً في بعض امور الميراث وحصر التركة، ولا اجد بنوداً واضحة تتحدث عن تقسيم التركة المعرفية وايلولة المتعلقات الفكرية من كتب ومؤلفات ومخطوطات ومذكرات وغيرها من وسائل حفظ المعارف الإنسانية. حدثتني صديقة من غانا، توفي...
لم يدرك عبد الرحمن حياوي أن إصابة عينه، أثناء معركة جنين في فلسطين عام 1948، ستنقله من مدينته بعقوبة، التي تقيم له ثقلاً كبيراً، الى بغداد/ قسم ديوان وزارة الدفاع، وستغير حياته تماماً، وتجعله يفتتح ويضيف إحدى أهم وأقدم مكتبات بغداد التي أثرت روادها معرفياً، بقلب ثقافي وأدبي لن يمحى من الذاكرة من...
لمٌا أشرع في الكتابة ، أنشغل في بداءة الأمر بتداعي الأفكار ، الكلمات ، المجازات ، ثم بعد ذلك أحاول أن أمنح لهذا التداعي أشكالا ، ذلك لأنٌ هذا التداعي الذي ندعوه تداعيا تلقائيا أو تداعيا مْلهما ، لا يوجد إلاٌ في مستوى معين من مستويات اللغة . لدينا إذن الوقت لهذ التداعي ، لكن إذا لم يتم تحويل هذا...
" أنا قارئ أنتمي إلى تلك الفئة من الناس الذين يقرأون في أي مكان وزمان ، أحمل الكتاب معي أينما أذهب ، ويعرف أصدقائي أنني شخص موثوق عندما يحتاجون إلى ترشيح لكتاب يقرؤونه، أو عندما لا يمكنهم تذكر من هو مؤلف الكتاب الفلاني وكم طبعة صدرت له ، إن حياتي العملية شديدة التداخل مع محبتي للقراءة لدرجة أنني...
يقول المتنبي: أعز مكان فى الدنى سرجُ سابحٍ/ وخير جليسٍ فى الزمانِ كتابُ. ومن المؤكد أن هذا الشاعر عرف كلتا المتعتين. فشعره يدل على أنه كان فارسا؛ كما يدل على أنه كان يجالس الكتب، ولا سيما كتب الفلاسفة. ومن ثم كان وصفه بأنه شاعر حكيم. أما أنا فإنى لم أعرف متعة السباحة مع الخيل إلا مرة واحدة...
نص محاضرة أمبرتو إيكو في مكتبة الإسكندرية ترجمة جامعة الاسكندرية فلقد كان هذا المكان في الماضي، كما هو في الحاضر، وكما سيكون في المستقبل، مكرسا للحفاظ علي الكتب، وبالتالي فإنه يعتبر، وسيعتبر كذلك في المستقبل، معبدا للذاكرة النباتية. فالمكتبات كانت عبر القرون وسيلة مهمة للحفاظ علي الحكمة...
من غير سابق تعارف ، ألتقيتها في باحة الجامعة ، ترتدي الكستناء المطرز ، بوجه طفولي لايخبرك أكثر من ذلك ، تتجول في الضوء كالفراشات . سألتها متقضبا : و أين المكتبة ؟ ترافقها ابتسامة مشذبة : عند منتصف النظر ! لا عليك ، سأرافقك حتى تصل . شكرا لك ! على بعد خطوات ، دلفنا إلى بهو المكتبة، مدينة الشعاب...
تتحدث الصديقات عن مكتبات البيت ، وعن قراءات منتصف الليل على الضوء الخافت. أو على كرسي هزّاز في حديقة. أنا لم تكن عندي مكتبة. لكني كنت أقرأ بدءا من ورق الجريدة الماسح للنوافذ. كان أبي يحب الكتب، فيشتري الكتب. كانت أمي تضيق بالرزق وبالشقة الضيقة فترمي الكتب. لحسن حظ بيتنا أنه كان بمخزن جانبي في...
ذات مرة كتب كافكا في رسالة إلى أحد أصدقائه عن الكتاب الذي يجب أن يُقرأ، وعن ردّة الفعل الناتجة عن القراءة، لقد أشار أن الكتاب الذي لايجرح بعمق، الكتاب الذي لا يوقظ بضربة على الرأس ليس جديراً بأن يقرأ! كافكا يعطي للقراءة مفهوماً تدميرياً، القراءة التي تؤلم بعمق مثل كارثة، أو موت حبيب، القراءة...
بعد عشرين عاماً من صداقة الكتب أتساءل ما الذي منحتني إياه الكتب، وهل لحياتي أن تأخذ شكلاً ومساراً آخر لولا اهتمامي بها؟ ما أعرفه أنها لم تعد مجرد هواية أو تسلية لملء أوقات الفراغ، بل هي أسلوب حياة، لهذا لا أفكر كثيراً فيما إذا كانت الكتب قادرة على تغييري للأفضل أو للأسوأ، أعرف فقط أن للكتب...
يُنظم المرشدون السياحيون جولات في طرقات “عوليس” و”دون كيخوتي” المُرهقة؛ يُقال إن مبان متداعية تأوي بداخلها غرفة نوم “ديدمونة” في “البندقية” وغُرف “شهرزاد” في بغداد، تؤكد إحدى القرى الكولومبية أنها ماكوندو “أورليانو بوينديا” الحقيقية، وتفخر جزيرة “خوان فيرنانديز” بأنها استقبلت الإمبريالي الفريد...
كان أبي من القراء القلائل الذين يطالعون الصحيفة أو الكتاب في سنوات الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، كنت أراه يتصفح صحيفة فلسطين أو الدفاع، وتارة يقلب صفحات كتب فقهية أو تاريخية على ندرتها، فأورثني حب المطالعة والكتاب. كان إبراهيم المحمود – أبي- يعمل خياطًا، يتاجر أحيانًا بالملابس...
حين كنت أرتب أشيائي القديمة، وجدت كتابا باليا أو بالأحرى أشلاء كتاب تبدو عليه الحكمة والأنفة .. يوحي بأنه من زمن غابر مع أنه على الأرجح ليس كذلك. حملته برفق بين يداي وكأنه طفل محروم يتيم يحتضر. قد اصفرت صفحاته وضعفت والتصقت ببعضها التصاقا يصعب فصلها دون تمزق وكأنها غاضبة من إهمالها لا تأبى إلا...
بدأت علاقتي بالكتاب في سن مبكرة وأنا طفل صغير. كان وراءها دافع طفولي داخلي لاكتشاف الحروف، قبل أن تتحول إلى رغبة لإزجاء وقت فراغ كان متسعا في زمن لم يكن فيه للتلفزيون سطوته الراهنة وهو ما عمل على تشكيل علاقة مبكرة مع الكتاب توثقت مع مرور الوقت لتصبح ركنا أساسيا وطقسا يوميا. والدي كان صاحب الفضل...

هذا الملف

نصوص
157
آخر تحديث
أعلى