اضطررت منذ مدة أن أراجع كتبي مرة أخرى، فلقد أجبرتني الظروف أن أتخلى عن جزء من مكتبتي. و هكذا، إذا بي أقف أمام خزانات المكتبة و أتهادى خطوة خطوة أمام صفوف الكتب محدثا نفسي: "هل تحتاج هذا الكتاب؟ هل تحبه؟ هل أنت متأكد أنك ستقرأه مرة أخرى؟ هل سيؤلمك أن تتخلى عنه؟"
وبما أني أحد أولئك الذين لا...
أتمنى أحيانا لو كنت أُمية ، إذ اكتشفت أن مصيبتي أو نعمتي تكمن في كوني أعرف القراءة أو بالأحرى في كوني أقرأ. كل كتاب أقرأه ، يدخلني عالماً جديداً ويفتح أمامي بوابة نحو المجهول ، أغوص فيه أسابيع ، أُقلب الصفحات بنهم الجائع وبشوق الملهوف . والعجيب في الكتاب أنه يشعل ويشغّل خيالي فيجعلني أعيش تفاصيل...
ماذا يبقى من كاتب بعد رحيله؟ تبقى كتبه. هل تحفظ الكتب الكاتب؟ قد يظن الكاتب أن كتبه تحفظه. هذا وهم. الكتب كتب. الكتب لا تحفظ كاتباً. الكاتب راح، ذهب، انتهى. ما يبقى منه في كتبه صورة، خيال، ليس هو. هذا اذا بقيت كتبه. الكتب أيضاً قد لا تبقى. النروج تستعيد إبسن هذه الأيام. دبلن تحتفل بيكيت. الرجلان...
لا أحد ينكر دور الكتاب في تقدم المجتمعات ورقيها، فهو الجسر الثقافي المتين الممتد بين الأجيال.
ومهما تطورت وتعقدت حياة البشر، يبقى الكتاب محافظاً على مكانته الاجتماعية والثقافية، فلا التكنولوجيا أثرت عليه ولا الظروف السياسية والاقتصادية حدت من انتشاره، ولا الدول تجاهلت دوره الحيوي في تثقيف...
قال لي صاحب مكتبة كبيرة إن أكثر الكتب مبيعاً خلال العام الماضي كانت كتب الطبخ والتنجيم والتخسيس، والمذكرات التاريخية بما في ذلك السير الشخصية لنجوم السياسة والمجتمع في العالم. دليل واضح على التناقض المترسّخ في شخصيتنا، وعلى الأحلام النرجسية وتنازلات الضعف الانساني أمام إغراء المردودات المادية...
المكتبات مظاهر علمية والأهتمام بها شرط للإحتفاظ بالمعلوم «لو تحطمت كل الآلات الحديثة ومعامل الذرة وبقيت المكتبات لتمكن رجل العصر من إعادة بناء هذه الحضارة الآلية والذرية ولكن لو تحطمت المكتبات فأن عصر القوة الآلية وعصر الذرة يصبحان شيئاً من آثار الماضي»(3)، وقد «بدأ اهتمام العرب يتركّز على...
الساعة الثالثة صباحاً ، أنا مُكتظ فوق العادة بالشعور، والذكريّات تقررُ اختناقي هذا الحيّن ، عندما نتذكرُ من لا يستحق ، نعاقبُ على نسيانا لجواهر الحيّاة ، والتي فرطنا بها لأسبابٍ حمقاء لا أكثـر . أكتبُ الآن لأن دمعة واحدة لا تكفي لوصف ما أعيشه، لقد فقدتُ مقدرتي على البكاء مذ زمن بعيد ، وصرتُ أبكي...
أعرت منذ سنين خلت زميلا في الدراسة ديوان شعرعربي فأعاده إلي مشكورا بعدما أشبعه قراءة ودرسا ،جريا على العادة وضعته في مكانه المعهود بين الكتب في رف من الرفوف ونسيت أمره تماما إلى أن جاء اليوم الذي استبدلت فيه مكتبتي القديمة بأخرى جديدة وشرعت في ترتيب الكتب حسب الأولوية والأهمية ،الكتب التي أوليها...
أتابع كل جمعة الخطبة التي يلقيها الشيخ الدكتور عصام أحمد البشير في مسجد النور، فالرجل خطيب موسوعي مفوه يحفظ كثيرا من أشعار العرب كما لا يستهان به من الاحاديث النبوية الشريفة والحكم، أشار الشيخ في خطبة الجمعة الفائتة الي اليوم العالمي للكتاب ولما كان معظمنا يجهل أهمية الكتاب حتى أولئك الذين...
في الستينيات، و'ما أدراك ما الستينيّات!'، حسب التعبير الاستنكاري لرئيس مصر الإخواني محمد مرسي، كان بمستطاع طالب الثانويّة العامّة القادم إلى مصر، بمصروفه البسيط، أن يعرج على شارع 'النبي دانيال' بالاسكندريّة (الذي يعادل في قيمته الثقافيّة ودوره سور الأزبكيّة في القاهرة، ويُذكِّر بشارع المتنبي...
على شارع المتنبّي الواقع في قلب بغداد يتردّد مثقفو العراق ومبدعوه ليتبادلوا الآراء، أو ليقتنوا الكتب ، أو ليجلسوا في مقاهيه يحتسون الشاي البغداديّ ...أي إنّ هذا الشارع لم يكن مجرّد سوق لبيع الكتب.. بل كان.. ناديا كبيرا..فضاء ثقافيّا مفتوحا على شوارع بغداد وحواريها...وفوق ذلك هو رمز
العراق...
توقفت أمام كومة الكتب المتراصة على حامل من الخشب الرخيص، وبمقابلها كومة أخرى أمام “فاترينة” محل كبير، قديم وشهير، وعلى أرض الرصيف حولهما كومات أخرى، مرتبة، وبعضها مغلف ببلاستيك رخيص أيضا.
الكتب منسقة بشكل غير عشوائي، ليس بعناية فائقة، لكن الترتيب ينم عن درجة ما -لا تزال بسيطة- من المعرفة...
لا أتخيل الدنيا بدون كتاب ، ولا أتصور العالم بدون حبر المطابع. وليست هذه نظرة حالمة.. أو لأن "الحـُبَّ للحبيب الأول" بصفة الكتاب أول عشقي الثقافي..!.
ولكن لأني أؤمن - حد اليقين - أن ثقافة الكتاب أبقى وأمتع وأيسر...
أليس الكتاب - كما قال أبو عـثـمـان الجاحظ في مقولة جميلة أخاذة: "يفيدك ولا...
ربما يكون هنالك كتّاب يعكفون على الكتابة، بلا خوف يعيقهم ولا فشل يترصد لهم، ولكنني لم أقابل منهم أحداً! فحتى الكاتب الأيرلندي المعروف صمويل باركلى بيكيت، كان قد علّق لوحة إلى جانب مكتبه، خُط عليها ” افشل. افشل مجدداً. افشل بشكل أفضل”.
لطالما آمنت بأن الكتابة مهنة عسيرة! فلا يمكن لأيّ كلمة أخدشُ...
استمعت مؤخرا لمقابلة مع آن باتشيت، سئلت فيها عن مرحلة مراجعة وتحرير النصوص. فأجابت: “مرحلة المراجعة عندي اسمها إليزابيث ماكراكين.” اعتقدت وقتها أنه أمر مضحك، ولكنها كانت على حق. أنا أيضا أسمي هذه المرحلة في جزء كبير منها بـ هانا تينتي وهيلين إليس.
التقيت هانا وهيلين منذ ستة عشر عاما في ورشة حول...