الدقائق التي تسبق الغروب، يعمه الاِرتباك، يستبد به خوف، يتقلص فيه اكثر من جانب، ويصل إلى هاوية الخذلان وكأنه يودع شيئاً عزيزاً مبهما. يسارع إلى مقهاه المفضل حيث يتوسط شارع الأطباء، ليرقب كل حركة، ويتفحص كل خلجة، ويحلل كل صوت..
سيارات وزعيق ومرضى ، رجل مجنون يرمي الزبد من فمه، قدح شاي لم يزل...
أنا غريب ياأمي
كصبيرة صحراء
الشارع الذي بعثر سنيني
ذاب بين الاف الشوارع
امالي التي قضمت أيامي كالخريف ...ماتت
أتذكرين...
أيامي المشمسة وليالي المبعثرة
اهاتي المزمنة
وشحوبي
ثوراتي المبللة بعطر الفقر
كلها ماتت ..!
حتى حالات الصحو
حيث الشمس والآقمار
وصراخ الصبايا
حين استرخي فوق فخذيك
وراسي تحت...
انقضى شهرأذار، وبدأت الطيور تحلق في السماء بنشوة مطلقة، تصفق باجنحتها وتنطلق مرتفعة إلى الفضاء البارد، تسكن تلك الاجنحة وتترك الريح تتحكم في مسار أجسادها الصغيرة. حام اثنان من تلك الطيور حول عمود الكهرباء، ثم أستقرا فوقه، بالضبط عند الزاوية التي تشكل علامة الصليب(+)..
راح الذكر يدور حول المكان،...
الدقائق التي تسبق الغروب، يعمه الاِرتباك، يستبد به خوف، يتقلص فيه اكثر من جانب، ويصل إلى هاوية الخذلان ، وكأنه يودع شيئاً عزيزاً مبهما. يسارع إلى مقهاه المفضل حيث يتوسط شارع الأطباء، ليرقب كل حركة، ويتفحص كل خلجة، ويحلل كل صوت..
سيارات وزعيق ومرضى ، رجل مجنون يرمي الزبد من فمه، قدح شاي لم يزل...
تركته يضحك
فمابال قلبي منقبض عليه؟
تركته يمشط شعره
رغم عدم قناعتي بتسريحة شعره
فما بالي ارى شعره مخضبا
الهي ...
ارجو ان تكون ظنوني خائبة
ساعود للبيت..
فقلبي يوخزني
كل شيء يقول لي ان امرا جللا قد حدث .
الهي ارجو ان يفتح لي الباب بيده
ارجو ان يكون اول من القاه
لاضحك بوجهه
لا اتاكد ان ظنوني خائبة...
عشرون عاما
ونحن نلعق جراحنا كالقطط
ونخبؤها كالأمهات
لم تسعفنا السنتنا الحادة
ولا ايدينا الموشومه
بصور الأرغفه واسماء الجلادين
في الوقوف على ارصفة الوطن
عشرون عاما..
والساقطات
تنثر جدائلها
تمضغ بقايا الوطن
وأشلاء الفقراء
والسياط الملونه بلون الدم
تتلوى على ظهورنا كالافاعي
لم تمنحنا فرصه الشهيق...
كان يزهو بالعلم الذي ثبت على حافة عجلته ، حين يداعب وجهه كلما حركته الريح. ويزهو اكثر وهو يتلقى كلمات فخر وترحيب ، لم تصل مسامعه منذ ولادته . فقد اطلقوا عليه القابا كثيرة كالذيب والبطل، واسد الساحة ..
لذلك فقد حاول ان يبذل جهدا اضافيا كي يفي تلك الالقاب حقها . فراح يتوغل الى نقاط لم يصلها غيرة...
ياامراة
اتقنت اللعب على الحبلين
الى اين ياخذك اللعب
....الى اين ؟
للرمش
الف الف آه في القلب
والف قتيل على الثرى للعين
ولنا في الثغر شفاء
وفي الجيد صلاة
وبلسم في الخدين
كم جاوزت البحر بنا
والنهر
والنبع
ولم نذق منك الا دمعة
أو دمعتين...
أربعون عاما من الكبوات
و أصابعي المبتورة
تبحث عن شريان
ومبضع
عن لفافة تبغ
بصمة كف
فقد بترها ابن الخنزيزة
تركها عصبا يداعب الريح والمأساة
ويدق أبواب الهزيمة
والأصدقاء المنهكين
وأطلال بارات(نادي الموظفين والمصايف)
حيث التبغ والسعال
الطيبة والصهيل
التمرد المكبوت
والخوف والأختباء
حيث النهر الساخر...
أنا بحاجة لامرأة
حين تراني
يتساوى عندها:
الليل والنهار
الكفر والايمان
الطهر والرذيلة
وحين أراها أنسى أنها امرأة
روح.
نسمة تتسلل إلى رئتي
إلى امراة:
تحيل اعضائي رمادا
وروحي شمسأ
واناملي بركانا
لإمرأة
لا أضحك إلا لعينيها
ولا إرتشف إلا شفتيها
لا أتدفأ إلا بصدر ها
ولا أحتسي إلا رحيقها
إمراة إذا...
حبيبتي قولي ليّ :
من الذي أتى بنا ؟
وهل أتينا صدفة
ودونما احتضار ؟
أو أن ما وراءنا حكاية
بحاجة إلى حوار؟
وأين نمضي ياترى
في لجة الأقدار؟
وما لهذا الكون ...ما له
قد عج بالأشرار؟
لماذا منا جائع
ومتخم جبار ؟
لماذا الموت في شتائنا؟
وصيفنا دوار؟
وكيف نبني عشنا
وما نرى دمار ؟
وهل لنا من مارد
يأتي إلى...
الحزن ينبض
والضجر يتربع على القلب
صرتي تنام بين أكتافي كالعجائز
وصوتي الذي طالما ذكرني بالثغاء
يغفو على شفاهي كالأطفال
لم تزل قبلات أمي
تتأرجح على راسي
وصور الزقاق تتقافز في عيوني المذعورة
رجال المحطة لايعباون بكلمات الوداع
فالقلوب التي تركتها ترتعش
خلف الاسوار
لاتعنيهم
والدموع التي تهطل
ليس لها...
فيما كنت ارقب السماء
والحزن يتنقل في عروقي
كثري متخم .....
يهزني كالخريف
ومخالبه تتجه إلى القلب
وبراعمي التي أغلقت افواهها
وأيقظتها عواصف الشتاء
بدت عيونها الكئيبة
كمغارات اثرية
أضلاعي التي حلمت بعطر الياسمين
تحولت إلى قلاع محطمة
ولم تزل ذراعي
الموشومة بنقوش جاهلية
تومئ إلى السماء وتصرخ :
إلهي...