اليوم جدّدتُ أشيائي وأشعاري
وأعلنتْ عن قدوم الصيْف أزهاري
وطيْف محبوبتي
ظِلٌّ يلاحقني
ولا يفارقني
ويستريح بجنبي
لأنّني كنتُ قد أحببْتُ من قلبي
وما عرفتُ لهذا الحبّ تأويلا
إنْ كنتُ فاعَـلهُ
أوْ كنتُ مفعولا .
خيالها صار عرْسا في شراييني
ومهرجانا ربيعيّا يناديني
له عبرتُ مسافات المسافاتِ
وذي...
لمْ أُدِرْ وجهي إلى خلفٍ
ولم أنظرْ ورائي
خوْفَ أنْ أوقظَ ليلاً راقدًا من نوْمِهِ
أو أزيحَ الدّفْءَ عن قطٍّ صغيرٍ
سابحِ في حُلـْمهِ
فأنا لي حاضرٌ يجري
ولي آتٍ أمامي
لي مواعيدُ لبَوْحِ الحرفِ…
لي ما لا تراهُ الشّمسُ إذْ تَطرُقُ عندَ الصّبحِ بابي
لي هدوئي واضطرابي
لي سؤالُ الأفُقِ الممتدِّ ..
لي...
أنْ يشُكّ المؤَرّخ في ما تقول الحكاية ُ
يعني اختلاف الرُّواةْ
في تفاصيل سرْد الوقائع ِ أوْ في تفاصيلها
عندما لا تـُوَفـّق في رسم أحداثها الكلماتْ
والمؤرّخ يمشي على الماء حتـّى
إذا لم يجـدْ ما يقولْ
قال لا بُدّ لي من ترابٍ يُثبّتُ رجليَّ عَلـّي
أغَرْبلُ ما قد رأيْتْ
قبل أنْ أتثبّتَ في ما سمعتْ...
لنْ أنام اليوم إلاّ
ساعة واحدةً
لي التزاماتي التي تحتاج أنْ أسهرَ كيْ إنجزها
فكرة أوْسع من مقطع شعْر في قصيدْ
ومقالٌ بعدُ لم أكملـْه عن نصّ روائيّ جديدْ
وثلاثون سؤالا عن حياتي...
وكتاباتي ...
وأفكاري...
وآرائيَ في الشعر الذي
يُنشر في ضيـْعة يوزامبرجْ
واليوتوبْ
وعن الوضع السياسيِّ الذي يحرق أعصاب...
هذه العبارة قالها الكاتب الأرجنتين خورخي لويس بورخيس (1899ـ1986) Jorge Luis Borges وهو متعدد الأنماط الكتابية المتراوحة بين السرد والشعر والنقد ، وتقول بعض الروايات إنه أصيب بالعمى لكثرة انكبابه على قراءة الكتب.
أما أنا فقد وجدت الجنة في الكتب منذ شهر مارس المنصرم بعدما كنت أتشمم رائحتها فقط ،...
كيف لا أحمِلُ أوْزاري وقدْ
ضيّقَتْ دوني مسافاتٌ سبيلا ؟
لم يَعُدْ لي غيْرُ ما يَحْسِبني
شاعرًا يُطْرِقُ حُلْما مستحيلا
لغتي زيْتٌ ، وزيْت لغتي
في حِماها صرتُ نارا و فتيلا
ليْتها تصْعَد من صوْتي إلى
قارئٍ يذْرَعها عَرْضا وطولا
كيْ يرى فيها بقايا وطنٍ
بائس ينهار مكْلومًا عليلا
كلّ صبح هوّ مفتوح...
وأبقى إذا أغلق الصـّوْءُ عيْنيهِ
لا عن يمينٍ
ولا عن يسارٍ
ولا عن وسطْ
أثّثُ بالسّهد بيتي مساءً
وفي صمتها أنخرطْ
وأحرص فيها
على أن أفكّر في ما سأفعل في الغدِ...
والغدُ كالأمسِ في عُرس نوْم يغُطْ
ولن أفتحَ البابَ إلاّ صباحًا
فحَضْرُ التّجوّل يحتل كلّ الشوارعِ
مُنشرحا منبسطْ
وحضْر التّجوّل يُغري...
ما الذي سوف يبقى ـ إذن ـ لي
على شاطئ
من شواطئ ما بَعد عَصْر الحداثة ِ
والانبهار المُبيدْ
غير أغْشيّة من غبار النظام الجديدْ
واحتمال يسوق الخرافة
من مَقْتل الغُولِ
كيْ لا يُخيفَ الصّغارْ
ثمّ يوجز في " جيغا أوكْتَتْ
جميع الكلام الذي ينفع النّاسَ
أمّا جُفاء الزّبَدْ
فهْو لي
حين أسلك درْب المجانين...
أسافرُ
لو تعرفونَ الطّريقَ التي سوفَ أسلكُ
هلْ ثَمّةَ الآنَ ضَوْءٌ
يؤدّي إلى نجمةٍ في سمائي
وهل ثمّةَ الآنَ ماءٌ
ينازعُني حينَ أنقذُ من سوءةِ الطّينِ مائي
إنا واثقٌ من كلامي
ولي حينَ آوي إلى ضجرِ الوقتِ ميْلٌ
إلى أنْ أخلّصَ عنصرَ روحيَ
من كيمِياءِ العناصرْ
ففي ما أرى الآنَ حولي
خلائقُ لا صوتَ...
وأذكُرُ أنّي
تجرأتُ يوما على القوْل أني فقيرْ
وشعْري شعاري
فلا الشمس مفتاحها في يميني
ولا قمرٌ ضاحكٌ في يساري
وأنّي ورثتُ الذي
يرِثُ المَنجَميُ المكابدُ من عرَقٍ وعذابْ
وما يتكسّر تحت الترابْ
وفوق الترابْ
وما يجعل الليلَ يأكل قُرْص النهارِ
فيُرْهقني ما أُريدْ
ولا أشتري خبزَةً بقصيدْ
محمد عمار...