مريم جنجلو

داخلَ البحرِ أقفُ وَحدي مثلَ منارةٍ بعينٍ مُطفَأة تسهرُ فوقَ رأسِ رجلٍ مريض الشتاء رجلٌ مَريض دائمُ البكاء كثيرُ البلل عُكازُهُ الثخينُ الأعوج ضلعُ شجرةٍ بيجامتُهُ الرثةُ الرَّطبة قماشُها ورقُ الخريف لا أحفادَ للرجلِ ليجمعَهُم حولَهُ ويُراقبوا بدهشةٍ فمَهُ المُعتمَ كَمغارةٍ حينَ ينفتحُ...
إنها السابعة صباحاً, سيجارة واحدة بقيت في العلبة, زمّت شفتيها الممتلئتين على الفلتر الإسفنجي, بسرعة تناولت الهاتف البارد, إلتقطت سيلفي مثيرة, وطار الدخان في أرجاء الغرفة. لعابٌ قليلٌ التصق بسقف حلقها الجاف, لا بأس, أن تشعل حريقاً داخل جوفها وتطفئه عشرين مرة في غضون ساعات أمر عاديّ. طعم المرارة...
أنتظرُ غياب الشمس لأخرجَ إلى الشارع أمشي وأسحقُ بحذائي صراصيرَ وأوراقَ شجرٍ لا يحزنُ عليها أحد أيها المساء الكئيب إبحث لي بين الشرفات عن أغنية تافهة أرددها وأنا أجمع اللّافندر لأزيّن به كرسيّي الهزّاز الأبيض وأتركَه يرتجف بردًا أمام نافذتي القرميدية المشرعة ريثما تكونُ قد أتيتَ ثانية. أيها...

هذا الملف

نصوص
18
آخر تحديث
أعلى