لقد تداولت الصحف -ومنها عالمية- وفاة الشاب عبد الوهاب لاتينوس، وهو شاعر صغير السن، ومغمور. تناولت الصحف نبوءاته عن موته غرقاً. لكنه في الحقيقة لم يتنبأ، فلاتينوس، كان يدرك أن الحرية لا تتأتى بالوصول، بل بعدم الوصول، فأن تظل حراً، يعني أن تظل هارباً، ولا يعد الموت إلا استمراراً لحالة الهروب...
وإذا كنت سأكتب قصة فلا بد من أنسنتها..، إذ لا سبيل إلى كتابة قصة بلا أنسنة. إن الطبيعة بأسرها، روتين ممل، تكرار لعلاقات واضحة، غير أن الإنسان هو وحده الأقل وضوحاً والأكثر غموضاً، ولو ولد جميع البشر وهم مصابون بالبله المغولي، لكانوا بالفعل جزءا من الطبيعة؛ إذ سيدخلون في حالة التكرار الطبيعية،...
يجب أن اقلم أظافري، التي تحولت لمخالب. وقبل ذلك الدخول في معركة مع الإستحمام، وحلق الشارب واللحية المشعثة، والبحث عن ملابس داخلية أقل إتساخاً مما أرتديه الآن. أحتاج لصابونة حمام، وفرشاة أسنان، ومعجون، لأن الفرشاة بدون معجون لا معنى لها. في الواقع يمكنها أن تجرح اللثة، وتزيل الطبقة القوية للسن...
"كل فضيلة يجب أن تكون ابتداعاً شخصياً، ودفاعاً ذاتياً عميقاً وضرورياً، وفي أي اعتبار آخر، فإنها تمثل خطراً"
نيتشه- عدو المسيح
هل قتل نيتشه نفسه، ذلك لأنه بلغ من الضعف، مبلغاً يحتم عليه أن يحول فلسفته النظرية لأفعال حقيقية:
لقد قال: "الضعفاء والفاشلون يجب أن يهلكوا".
لذلك؛ قد يكون نيتشه قد عمد...
المنتقم، الجبار.. إن الله منتقم، وإذا كان الله منتقماً، فلا عيب أن يقتدي الإنسان بعمل الله في حدود الإستطاعة.
(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) وهنا ليس الحديث عن الدفاع عن النفس، بل عن الإنتقام بالمثل. فليست أغراض العقوبة مرتبطة فقط بالردع الخاص (أي منع المجرم من العودة...
ما كنت آمل أن تكون " الحلقة" ختامية، رغم أنها كتابةً، هي الأخيرة، وفي اعتقادي أنها ليست ختامية، حيث يستمر الكلام بمعنىً آخر، وليكون للكتابة مدى آخر بالمقابل، على مستوى تلقّي الأثر، وما يمكن أن يحدث تالياً ترقباً بالنسبة إلي، وربما كان الذي أثيره هنا بصدد المنصوص عليه شعراً لدى أمل الكردفاني،...
سأحاول هنا أن أكتب نصي بناء على نص أمل الكردفاني الذي يمكنني غض النظر عن " تجاوزاته" اللافتة في محاولة توسيع حدود المعنى، ما لا يهمس به، حيث يبدو لي أن هناك من يبتسم، من يضحك، من يقهقه خلف ستارة متحركة، ناظراً إلي، مصغياً إلى صوتي الداخلي، مدققاً في كلماتي المسطورة، منتظراً ما يمكنني قوله عبر...
أتصور هنا، تقديرياً، نوعية الحوادث التي نعيشها، أو نسمع بها، أو نقرأها، وكيف تستحيل قصصاً وحكايات، ومحفّزات روايات بالمقابل. أي مهارة تتطلبها اللعبة السردية هنا، جهة اقتناص حادثة معينة أو أكثر، لتكوين نسيج حكاية أو قصة، حتى لو أن الكاتب اختلق حادثة من بناة خياله، فثمة واقع مرصود، وثمة خميرة...
في النطاق الفلسفي المفتوح، تتوتر اللغة، كما لو تعيش مخاضاً، تنبىء بمخاض، وتنتقل من مخاض إلى آخر، بمقدار ما تمتد إلى ما وراء الرؤية الحسية، تبعاً للمحرّك الفلسفي الذي يعنى به شخص ما، في موقع ما، واستجابة لمؤثر ما بالتأكيد، وفي نطاق بحثقي ما كذلك. هنا أجدني متحمساً برويَّة، لتأكيد عبارتين بينهما...
تداولت الوسائط قصة قصيرة لتشيخوف تسمى ب"المغفلة"، ولقد وجدت أيضاً فيديو تمثيلي لها، ربما أقصى من روعتها الكثير، وذلك لعدة أسباب، من ضمنها:
كانت الخادمة (المغفلة) ممثلة جميلة جداً. وهذا لا يتناسب مع القصة البتة وإن كان طبيعياً في دول القوقاز أن تكون الخادمات حسناوات. لقد سألني صديق لماذا تطلب...
أصبحنا وأصبح الملك لله، وبدأنا التنظير كالعادة، والتنظير لعنة الإنسان الأولى (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً). ومن الشعارات الفارغة التي لم تجد لها تنظيراً كافياً هو شعار المساواة، من زاوية غير قانونية، أي زاوية سوسيولوجية واقتصادية، ولكن الليبراليين كانوا أول من إنتقد المساواة، أما في جمهورية...
هذا الأسخيلوسي ماذا يريد؟ إلامَ يرمي بكتاباته، وهو ينوء تحت ثقْل الاسم اليوناني التراجيدي العريق: اسخيلوس، وما في الاسم هذا من انفجار الدلالات، كما هو المسرح الاسخيلوسي، والصراع بين الأرضي والسماوي، إنما في تحدّي الإنسان لمصيره، في نشدانه للتعددية؟
ومقصد الكلام، إذا أمكنني تحديده هنا، هو...
ما هو الرسم المتقن، هو الذي يتقن بلاغته. ومن هنا تمردت مدارس عديدة على المدرسة التقليدية، والتي وَسَمَت الفن عموماً، حتى ظهور التعبيريين، والسورياليين، ومن قبلهم التكعيبيين..ثم عادت في الآونة الأخيرة المعايير التقليدية للفن، الذي يطابق الحقيقة، بما هي حقيقة مشاهدة. ويمكن إعتبار هذع العودة...
▪️نحتاج لدراسات إجتماعية للتحولات النفسية والمجتمعية للشعب، بالإستناد إلى تحليل المعطيات الثقافية الراهنة. للأسف؛ يهتم المثقفون بقضايا سياسية أكبر حتى من تصوراتهم المنحازة تارة والطوباوية الزائفة أحيانا أخرى. ويتم إهمال دراسة ما يؤدي لفهمنا، هذا الفهم الذي قد يعين على إيجاد حلول لمعضلاتنا...
حين يسهو العالم، يسترجع "خليل" الماضي، ورغم القصص القليلة التي إختبرها، لكنها كانت تتضخم في خياله، يزحمها بتفاصيل غابت عنها، يتبلها بالنكهات، ويبتسم لبطولات متوهمة. وكلما داهمه القنوط، في الليالي الكالحة، وضع ذراعيه خلف رأسه ونظر للسماء. وبما أن الزمن فقد قيمته، إذ لا تبدو حياته سوى تكرار لروتين...