"عشرات من حالات الإنتحار والأعداد في تزايد، اللوثة تضرب المراهقين من الجنسين.."
يمد المذيع المايكرفون لرجل عجوز فيقول: " هذا ناتج عن الإنحلال الأخلاقي" تخطف إمرأة المكرفون وتصيح: " يا حكومة.. أين الحكومة.. أقفلوا الإذاعة والتلفزيون.. اقطعوا الكهرباء .. إفعلي أي شيء يا حكومة الهم"..
....
قال وهو...
أي حياة يعيشها أمل الكردفاني، وهو يطرح هذا الكم الكبير واللافت في الكثير منه، من القصص؟ وأعني بالحياة، تلك التي تضمن له كتابة ما يقارب الـ" 130 " قصة، طويلة في مجموعة منها، في أقل من أربع سنوات، وهي ذات مناخات نفسية، اجتماعية، سياسية، وبأساليب قص مختلفة؟
هذا التوصيف يجري التشديد عليه، لحظة...
"نحن دائماً عالقون بين الرغبة والخوف"..
هذا الموضوع قديم، أو فلنقل مطروق، في الواقع لا أقدم فيه الجديد، لكني أبث اختلاط الأمر عليَّ، إذ يبدو أنني مُتنازع بين آيدولوجيا التاريخ، والروح الليبرالية. وهذه مسألة شائكة جداً، وتكون شائكة لأشخاص نشأوا كمحافظين مثلي. فالمسألة تقدير شخصي دائماً، فمهما...
كان سقوطاً حراً، سقوطاً لأعلى، فالأرض فقدت جاذبيتها، والمرأة العجوز الشمطاء أخذت تضحك بلثة خالية من الأسنان، الساعة تراجعت إلى الوراء، كانت بقعة سوداء تغطي عيني وفي الفراغ حركت يديَّ وقدميَّ غير أن وجهي ارتطم بجدار صلد، من حسن الحظ أنه اصطدم بجانبه الأيسر، ثم وجدت أطرافي تتكسر على الأرض. مضت...
الطبقة المسحوقة، تتعامل مع الحياة بشكل فاعل جداً، تحاول اختصار الزمن لأداء عمليات حياتية استراتيجية بشكل يومي، أي أنها عمليات من أجل البقاء، وهي كذلك لأنها يجب أن تتم بأدوات قليلة جداً، وهي أدوات تنتجها الطبيعة، كالاحتطاب، جمع الماء من الترع والأنهار، بناء أكواخ من القش والطين، تربية المواشي...
وتصعد قصائد العشاق للسماء قبل ميلادهم، وعطر الطمي يعبق الأصابع الرقيقة، عندما كانت الأرض ماء..، وفي جروف الدمع ينبت الغروب، مرتعشاً من برودة الغسق. والحائرون في إنوجاد لم يعهدوه، يدورون كلآلئ البحر، ينظرون للنجوم. فيلمع الدم القرمزي في الكروم، وترتل جوقة الملائكة لحناً مقدساً لبراعم...
بين محاولة إيجاد نقاط ارتكاز في الكتابة، ورؤية هدف لها، ومن ثم الانفتاح على جهات مختلفة، والدخول في أكثر من نطاق بحثي، نقدي، وأدبي، وتأكيد حضور الذات، والانتقال بها كتابياً أبعد مما هي فيه وعليه، والسعي إلى الرهان على الاسم ودونه، على أنه هو وليس هو، يبرز القلق المعرفي والأدبي، إلى جانب سمة جلية...
"سيحدث شيء"
إنها الكلمة التي لا يتوقف عقل الإنسان عن استدعائها. الإنتظار المحموم لحدوث ذلك الشيء الذي سيقحم المرء في العالم، فيحيا كما ينبغي. سيحدث شيء، هي الكلمة التي تحول دون شنق المرء لنفسه حتى وهو في أتعس حالات قنوطه. وهي ذاتها الجملة التي قالها مدير المصنع للسيد كلاوس؛ كلاوس هانز، الشاب...
البارحة شاهدت لقاء قديماً مع آلتوسير، وكالعادة كان سؤال أهمية الفلسفة قائماً. وكالعادة، كانت الإجابة غامضة. البعض إعتبر التفلسف حقاً، ولكن ما هي حدود هذا التفلسف. إنني كشخص لم أدرس فلسفة، من حقي أن أعرف، ماهي الفلسفة، لأنني وجدت إطاران للفلسفة، الفلسفة المثالية، أو التي تبحث عن قوانين كلية...
"حشاش بدقينتو"..
قالت ميمونة وهي تضحك ساخرة من هجو الراقد تحت ظل النيمة، والذي كظم غيظه وقال:
- إمشي يا امرأة وإلا جلدتك..
وميمونة هي ابنة أخيه من أمه، والتي لم ترث مال والدها عندما مات، هي كباقي النسوة، يجب أن تبقى في المنزل تحت إنفاق أعمامها -من زراعة الحواشة- عليها. لذلك فهي ناقمة على جميع...
- أيتها الجثث الناعقة..
أيتها الجثث الزاعقة..
ألا تتعثرين في الرقاد الطويل؟
- كيف يسقط الساقطون بالفعل؟
- ومن يدري؟ هذه الأرض صخرية صلدة..عارية من الحياة كالكوابيس النهارية..فقط الريح الجافة تمسح تضاريس سطحها الوعر .. فقط حبيبات الرمل التي ترقص هنيهة ثم تعود مستقرة في وهدة الصمت العظيم..هل لها...
سعدت جداً -وتخوفت أيضاً- عندما تبنى الأستاذ إبراهيم محمود سلسلة نقدية لأعمالي. فهذا (مهما كان نقده) إعتراف من الآخر بأحقيتي في الوجود، وبأن وجودي هذا يحمل قيمة ما (تصغر أو تكبر)؛ بحيث تستحق أن تُناقش وتُختبر، وتُنقد، وتقوَّم، وقبل كل شيء أن تُحلَّل. وهذا منتهى ما يرومه أي كاتب كفَّنَه الغمر في...