المسرح:
ينقسم المسرح إلى قسمين بجدار في المنتصف، على القسم الأيمن غرفة بها نافذة تطل على أبراج سكنية عالية عليها حبال غسيل بها ملابس متنوعة. وفي الغرفة الأخرى نافذة أيضاً ولكنها تطل على حديقة وجبال زرقاء..، الغرفة الأولى مؤثثة بسرير صغير ومقعد ومطفأة سجائر فوق طاولة إلى يسار المقعد. أما الغرفة...
ما هي معايير حقوق الإنسان؟
هناك توجه غربي شامل نحو (غربنة) كل العوالم الأخرى، بل أن بعض الآيدولوجيين الأمريكيين، يعدون العوالم الثلاثة (الرأسمالي، الشيوعي، دول العالم الثالث) من قبيل الماضي، مؤكدين على سيادة النظام العالمي الجديد، أو الأمركة (أنظر مثلا: مايكل دينينج، الثقافة في عصر العوالم...
كانت الساعة العاشرة صباحاً، وكعادتها وصلت في مواعيدها، دخلت من الباب الشرقي لحديقة الحيوان، لأن سيارات النقل لا تمر من الباب الغربي، فأضطرت لقطع كل تلك المسافة مشياً بخطواتها السريعة الواثقة. وهان تعبها عندما رأته جالساً أمام قفص النعام كما اعتاد. جلست قربه ومسحت بضع قطرات من العرق على جبينها...
يبعثرُ الرَّملَ البحري بمقدمة حذائه، يشعر بغبطة طفل وهو يفعل ذلك أثناء سيره على شاطئ ساحل أبيض. سينسى الآن مشهد الدماء التي نضحت من صدر غريمه قبل أيام، لذلك سار متأملاً السماء متشمماً رائحة السمك في الهواء.
- والآن..
يقول لنفسه بعد شهيق وزفير عميق، وكأنما خلا عقله من ذلك الإزدحام الذي كان يشغله...
ونما الموت
في بياض الخصل
واحتراق النجوم القديمة
مع الغصن..ينمو
مع أجنحة الطير...
وانحدار الجروف..
وزغب الشرانق
وفوق كل جميل
يخرج ألسنة من مشانق..
...
لستم بعيدين
لكن..
يبدو الطريق بعيد..
مثل الأماني..
وقبلة العشق..
واحتضان الطفولة للدُّمى المضحكة
كالشروع في الحب..
وأول تجربة للإنكسار..
لستم...
يبدأ العصر الجليدي فجأة؛ بهبوط سريع مباغت فيغمر الصحارى والغابات بالثلج..، لكنه باغت سرعوفاً شاباً، فجمده داخل مكعب ثلج.وعبرت الريح الباردة، فدحرجت المكعب حتى سقط تحت ثلم صخري مظلم.
سيظل السرعوف في حالة الموت والحياة حتى يبلغ عصر الجليد منتهاه.
عيناه الخضراوتان ذواتا النقطتين السوداوتين...
المنظر:
"قاعة دي جي خالية، في المنتصف، أجهزة الصوت يقف خلفها جابي وهو في الستين من العمر ويضع سماعات ضخمة على أذنيه وعلى الأطراف مكبرات صوت ضخمة"
" يرقص جابي وهو مغمض العينين"
تدخل الفتاة وهي في الثامنة عشر..تتجه نحوه بفضول وتأخذ السماعة وتضعها على أذنيها.."
الفتاة: (مندهشة) لا يوجد صوت..
جابي...
يكون السارد دائماً مراقباً، ناظراً ومشاهداً، بعيداً عن النص، والرواة والقصاصون يحبون السرد لأنه يمنحهم مساحة أكبر للحركة، فيستخدمون الراوي كشخصية مفهومية، تستقل عنهم وتأتلف بهم.
ويبدو أنني سأخالف هذه النزعة لأكون جزءً من شخصيات هذه القصة، إذ أنني متأكد بأنها لن تصل لمسامع الناس إلا بمعجزة،...
حكاية غصن
......
ويرتقي
الغصنُ نفسَه
صاعداً للسماء
مبعثراً
قضبان ظله
على العشيبات
ونهر محتضر
ووريقات يابسات
"هناك..في الشمس..
يفتق البرعم فستانه المخملي
منتشياً بميلاد زهرة"..
ليس على الأرض إلا الحطام..
وليس عند الشمس
إلا السلام
...
ومن شَيب غمامة حائرة
يغزل الطفل
ابتسامة أمه للأمان
في السماء...
ليس "بالخبز وحده يحيا الإنسان" مقولة خاطئة، لأن -على ما أعتقد- ترجمتها من سفر التثنية في التوراة كانت خاطئة، أو ربما لأنها أُستقطعت من سياقها الكلي في الآية، حيث خاطب موسى بني إسرائيل قائلاً:
( "لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان.")(تثنية 3:8)...
وارتمت
دنياك
في حِجر الغناء الطويل
في هفهفة الضوء
عند إنكسار الأصيل..
وتردد الموج
في إلقاء التحية..
بين زفرة الحلم
ومعبرٍ معتم
لرصاصة البندقية..
...
ملقىً هناك
على حافة الكون..
بنصف معنى..
والنصف الثاني في حقول السر
بذرة حنظلة
تنتظر الخريف لكي تمر
أوتضحكين..
كلما نحر الظلام سوسنة
على وجه...
دقات أقدام الجند تتحول لإيقاع مارش جنائزي عند شوبان..يقلده جوستاف موللر وربما ساخراً منه.
الدقات التي تعبر الشوارع حاملة نعش الحتف. وحين يمر يرى الجميع يفعلونها، كغسق الآلهة لفاغنر، إذ تتقاتل كل الكائنات..
هؤلاء كلهم جثث مستقبليون، الذين يزحمون الشوارع والأسواق والأبراج الملساء التي تعكس أشعة...
إستدرجتني تلك الصغيرة إلى الحديث عن الحب. الحديث بلا فلسفة، أو الحديث بلا هدف سوى الحب؛ (الحب من أجل الحب). والحق أقول، أنني فقدت تلك الحماسة لطرق ذلك المنعرج الوعر منذ سنوات، أو ربما عقود، لنقص حاد في قدرتي على الوفاء بمتطلبات المسير المُثقل بالعجز. وكرد فعل مضاد، بدأت في عقلنة الحب، والعقلنة...
-.......-
جالسٌ أمام باب موطنه
على حجره قطته الشيرازية
يرمق الثورات في الأفق
منقوعة في إناء خلْ
لكي تظلْ
حية بلا أملْ
والمرأة العجوز
..جارته..
تطوف
على منازل الضيوف
تنقل الأخبار للأزقة الحانقة
من قيظ شمسها الحارقة..
تنزوي شجيرة الليمون
مكتئبة من وهج الصباح
وحجارةِ الأطفال
حين يرمونها...
عندما تقرأ قصة، لا تنتظر أن تفاجئك بعمقها، استمتع بالقصة، كما تستمتع بمسلسل مكسيكي عن قصة حب مليئة بالمؤامرات ضد الحبيبين، والتي تنتهي دوما بقبلة النهاية السعيدة. فمكان العمق قد يكون في السطح أيضاً.
ولذلك عندما أحكي قصة السيد رغيب، فليس بالضرورة أن أحكي قصة عن كائن كمسخ كافكا، أو مالون بيكيت...