أنا مفتاح سداد علبة سردين
انكسر في يد عصابي
أنا شمعة حلوى ميلاد أبت أن تنطفئ
أنا تلميذ وضع كمائنا في مداخل دربه
لساعاة البريد بعد انتهاء الموسم الدراسي
أنا سمكة كمموا غلاصيمها والقوها في البحر
أنا تشنج في كاحل الموت وهو يراوغ
رأس جندي أولم خوذته لجرذ
أنا سعال حاد ملح ومحرج في قاعة انتظار
أنا...
قمامة تقف خارج حاوياتها
لتستنشق بعض الهواء الرطب ..
ممرات راجلين لم تطأها قدم
منذ نشأة الجير الأولى...
حافلات نقل تتساءل في ريبة
وحيرة بعد أن أجرت عمليات جمع
وطرح وقسمة وضرب
كيف لمقاعدها الأربعين
أن لا تستوعب عشرة مواطنين؟.
موت حذاء
وكسر أربعة أقدام
وحمل غير إرادي بين رجل وامراة
أثناء زحمة في...
جميع من في قلبي ماتوا
ماتوا جميعا..
و مات معهم كل شيء...
إلا ما استثناه النسيان
لكنهم يعودون
من لقبوا
أنفسهم ذات يوم أصدقاء
إخوة أو أقارب...
منجرفين مصادفة
عبر سيل الأنام في الشارع
أو أمام رفوف السوبرماركت
وأحيانا
على شكل صور...
يقترحها عليك العالم الرقمي
فجأة و بوقاحة حذاء زائر
على سجاد...
بعدما فشلوا في تحويل
شاعر وحشي..
كالحشائش التي تنمو
على حواف الخرائب
ببول العابرين
إلى باقة ورد
هاهم يطوقونني الآن
كما تطوق الضباع
غزالا في البراري...
بتهمة نشر عدوى الحزن
وكتابة قصائد رخيصة
دون استعمال واقي ذكري.
أرفع يداي
أخر على ركبي...
أستل منديلي الأبيض
من جيبي كساحر
فأعصر أنفي ..
ولا أعلن...
عقرب الساعة
تردد
قبيل ولوج الواحدة
صباحا...
كطالب أمام مبغى
زهرة الآكاسيا تحمل زجاج
الندى بعناء ....
وأسيح ممعنا في الأصفر
الضبابي...
لأنه ذات ليلة كانت هناك فتاة
لم تسمح لي
بدخول قلبها
فمكث طويلا أنبح وراء ضلوعها
ككلب حراسة...
نجوم فضولية تطل
من خلال نافذة
على شاعر يهادن الحزن
ويفرك أذنه
بسداد...
ما هذا الجسد لروحي
سوى حذاء ضيق
والمسافة بعيدة كالصدق
والطريق وعرة كمستنقعات
الدم الآسن.....
لكنني سأحتفظ بدموعي في عيني
كدين في كناش بقالة
وجوعي في بطني
وحقدي في قلبي
وشِعري بين أناملي
الصدئة
كمسامير نجت
بأعجوبة
من الغرق
على أشلاء سفينة
وأمضي كلغة البدائيين ....
دخانا
بين الشعوب
والقبائل ...
كانت حياتك
أقصر من سيجارة
دخنها معلم على رواق
قسمه بعجالة...
وانصرف إلى تلامذته
كان يجب أن تفسر الحياة
بطريقة
أقل تعقيدا
من استيهامات
الفلاسفة والشعراء...
كان من السهل ان ترتئي مثلا
إلى أن سبب الزلازل
التي تودي بحياة
آلاف البشر
في سائر العالم
راجع فقط لامرأة عجوز
تدغدغ بلاط بيتها
بمكنسة ...
كسرت قلبي عندما وضعته سهوا
في جيب سروالي الخلفي
وجلست عليه
في مقعد الحانة....
(كنت سكرانا)
نعم ، هو محطم الآن ، مهشم
فبالكاد جمعته
أجزاء...
و ألصقته بعلكة مضغتها
حتى استنفدت
طعمها الحلو...
لكنه مازال يستطيع القتال
مازال يستطيع السقوط من علو
عينيك الجميلتين
كبسمة اندلعت بين شفتي
يتيم
على حين...
أتجول وحيدا
كالموت....
وفي جيبي أحمل
تبغا باردا
قصائد قديمة
وكاغد البسكويت الذي
لا أحفظ اسمه
روحي ممزقة كآخر
صيحات موضة الجينز
والعشوائية تقودني
كسفينة عمياء....
ربما أنا نرد أمهق
أو شعور بالالتزام إتجاه
خطيئة ما....
لماذا إذن
كلما مررت من زقاق
إلا وسمعت أبواب
ونوافذ بيوته تصفق بقوة؟
كلما اقتربت...
أكره الشعر
وما ينجم عنه
من مخاطر
لكنني أكتبه مضطرا
كنت أتمنى أن أعبّر
عن ألمي
بأن أطفح كذلك
في السكر
وأصرخ
كجارنا الذي كان يعود
إلى الحي معربدا في ساعة متأخرة
من الليل
كان صوته
يصل إلينا صحيحا
لكن ضمن مساحة محسورة جدا
لا تتعدى جدران الزقاق
المجاور ...
لو وجدت كحولا
أو أي سم آخر
يعطي حنجرتي
القوة...
منذ أن فطمت
وأنا أحمل السجائر
بأسناني
وذلك
بحيث أن أدع شفاهي نقية
فكنت أخبئها
في جيبي
وأمسحها بين الفينة
والأخرى
كالنظارات...
وعندما حانت الفرصة أخيرا
وجدت أما لألثم يدها
وامرأة لأقبل ثغرها
وقبرا لأمطط شفاهي
و أتحسر
على فقدان صاحبه
قادوني إلى إحدى
الساحات المغبرة عاريا
ثم سلبوني إياها
نزعوها من...
كل هذا الظلم
والكره
والحزن
والفقر
والجوع
والحروب
في العالم
ومازال الإنسان
يستطيع أن يبتسم ..
هذا ليس تفاؤلا
ولا أملا في التطلع لغد أفضل
إنما نحن امتداد عكسي لنظرية داروين.
رضى كنزاوي
تنتهي طفولة أمي عندما
تلج المطبخ
وتنتهي طفولة أبي عندما يفارق عتبة البيت
إلى المصنع.
/
كانت أنامل المطر تنقر (قزديرنا)
عندما كان الصغار يلهون خارجا
لم أكن أملك معطفا
لذلك اكتفيت
بمشاهدتهم
من خلال النافذة
مذلك الحين
وأنا أكره المطر
والماء
والطهارة والمنظرين بها.
/
حيت أعيش
تبلغ المرأة سن اليأس...
آه لو وفرت
دموع اللعبة التي أبت
أن تشتريها لي أمي
دموع صفعة المعلم
دموع هزيمتي في قتالات
الشارع...
دموع خيبة الحب الأول
دموع موت أبي...
دموع الحذاء الممزق
دموع سخرية الزملاء..
إني أحتاجها الآن لأحضن
حجرك
بعيني الحمراء كغلاصم السمكة
و أتوسلك
البقاء
لنغرق معا
كمقامرين في الديون .
حبيبتي اجعليني...