أنا امرأة من فانيلا
أحمل فوق رأسي خيبات عديدة
أطلق على كل واحدة منها اسم زهرة
لكي لا أكره القدر
وأمقت النصيب
فيمقتني صاحب العرش
وتدعو عليَّ الملائكة فيحل على قدري غضبه
سبحانه " رأيته منذ أشهر يضحك اليَّ في حلم "
هو يعلم أني أحبه وأني راضية رغم همجية قولي
هو يعلم ؛
وهذا كافٍ جدا حتى نلتقي بعد أن...
أتودد للقطيعة ..
كلما تَعرق جبين الضمير ...
أو طافت في مخيلتي فكرة الصحو ...
أتحدث عن الصحو دون أن آمس جنون اليقظة بالغيرة...
أتودد للقطيعة...
في الآحايين التي يثبت لي أحدهم فكرة " اللاشيء "
أنا لا شيء ....
هو لا شيء ...
الكون كله يلتمس اللاشيئية ويتودد إليها
كلما ضاقت علينا الأرض بما رحبت...
أنت محاصر بالكامل ...
بكنيتك الباردة ودهاليز جسدك وكل حقائب خيالاتك ...
محاصر بأغانيك القديمة ...
ودندنات الحب في قصائد " أحمد رامي " بصوت أم كلثوم الذي يكرهك الكثيرون لأنك لم تحبه أبدا ...
محاصر بفناجين قهوتك الصباحية
وأنت تقرأ الخبر الأول بسبق صحفي في "جريدة الحرية"
تلك التي لم تحصل عليها...
عن وجع المسافة ...
الحدود ،الأسلاك الشائكة ...
عربات الإطفاء ، والمدرعات ...
الخوذ المثقوية ، والبنادق العاطلة عن العمل ...
وكأن البلاد نامت نومة الأبد
فكانت " القيامة "
عن ظلي ...
ذلك الذي لم يلتفت لظل سواك ...
طاولة الشاطئ ... والمواعيد ...
الموسيقى ، غفوة الشعر على وجه البحيرة ...
والقصائد...
سريعا تمر ...
وسريعا تنتهي مني،
أو هكذا ادعيت ..
البارحة ، أخبرت الله عنك،
بكيت بشدة فوق سجاد الصلاة
في المسجد ،في المنزل ، وعلى مشربية قس بكنيسة لن أذكر
اسمها خشية أن يتهمونني بالكفر علنا
كل أوصياء الله على الأرض قالوا
أن قلبي معلقا بالحرام
وفي حقيقة الأمر
لقد كنت الحلال الوحيد الذي خشيت...
عشر محاولات للكتابة ،
فشل النص في ترويض اللغة
فكانت القصيدة عاهرة
عشر صور مبتكرات ،
لأصابعي وشعري ونن عيني
منحتهن فتنة الطفو على أخاديد كفك
كلما مرت أصابعك على إحداهن
حتما سينبت أسمي على شفتيك
كلما استدرجتك امراة غيري للسرير
أنا كلهن وكلهن أنا ، وأنا أيضا لعنتك المشتهاة .
عشر نساء يصغن الحزن...
أنا في طريقي إلى النوم
لا تفتعل ضجة
وأنت تضع الأغاني القديمة
في رسالة ما
ضعها برفق
اسطوانات الجرامافون التي عاف عليها الزمن غير المخدوشة السطح تصلح أن تكون ملجأ آمنا للأحتفاظ بقصة اللحن القديم لعمرٍ من الدهشة
رقة ، غرام ، فراق ،
شغف عفيف ، ولهفة طازجة المعنى
هكذا تصنف الأغاني
أحب درامية...
الخجل الوحيد الذي أنحيه جانبا
أجني ثماره وأنا أحدث الله عنك ،
عن الهَم الذي اختزنته في صدري مذ عرفتك
عن المواعيد التي نامت باكية في شوارع الريح
الطمأنينة الخفية التي تتسلل اليّ كنهر يشق طريقه في مصب حرماني أتعمد تكرارها
بضمير عاشقة قلبها منبرا وجسدها محراب
وضميرها ساحة حرب بين جنود العفةِ...
ولأني لا أريد أن يُراق دمي بطريقة عادية
أكتب لك كي لا أنسى ...
ذلك الزمان المحزون الذي جمعنا على حافة المجاز ...
لهفته الغافية بين ضلوعي
أبطئ من زريعة الحزن الذي بات جليا في كل انفعالاتي
حتى لو خُيل إليك غير ذلك ...
وأسرع من فرحة غابت عني طويلا ...
فأذكر جملة قرأتها بالأمس القريب
" كنت أظنها...
الكتابة عاهرة...
تمارس فيها شرودك العاطفي والنفسي والجسدي والجنسي أيضا إذا أردت الحقيقة..
تمارس فيها سهوك وعاداتك السرية التي لم يكتشفها أحد سوى الجدران البكماء في غرفتك الضيقة...
تشرب فيها سيجارتك المحشوة بالماريجوانا ...
وفناجين قهوتك الممزوجة بالكوكايين...
تتعاطى فيها الفودكا مع الفياجرا التي...
دعنا نلعب الغميضة...
نختفي في الوجود اللامرئي ... نفتح في جدران المقابر نوافذ دائرية يتسلل منها لذلك الرفات الراكد منذ قرن بعض ضوء فتجتمع العظام كما كانت بالطريقة التي مازلنا نذكرهم بها...
نلون غرف المكتأبين والمتوحدين بلون وردي وفي الزاويا المقابلة لشرفاتهم المهجورة من الظل نرسم زهرة عباد تبتسم...
مرت الأيام ...
عطلة تلو آخرى ... دوام يتبع دوام آخر ...
حتى تشابه الزمن في الساعة الرمليه المصلوبة فوق مكتب فخم سطحه من رخام
كان حريا بي أن أتركك قبل أن تتركني ...
قبل أن يضربني الصخر في مقتل وأتأفف من كل الأشياء حولي حتى مني ...
كان لابد أن انسى مقاس قمصانك البيضاء ذات الياقة السوداء واغض الطرف...
كنت طفلة سليطة اللسان ...
وكانت امي تحاول ترويض لساني بكل السبل القاسية ...
بقيت طفلة ولكن اشبه الكبار ...
أحببت اللعب في الشارع مع الصبيان بعد أن جلست طويلا أراقب الفتايات يلعبن الحجلة أو الطابة المطاطية ويتخيلن أزواجهن بقلوب بريئة وعقول أطفال فشعرت بالملل ...
كنت أذهب لحوانيت السكاكر أغني...
كأس من الفودكا ...
رشفة منه حولتها إلى فراشة
تقافزت فوق البار لترقص رقصة الوجع خاصتها بطريقة أفعى مجلجه
تتلوى على نغمات ناي عزفه شاب كان يبكي قلبه بصوت صاخب
على ذكرياته التي وراها الثرى منذ زمن قريب ...
بعد رشفة آخرى...
تطايرت حوله كدخان سيجارة يسحقها الإشتعال دون رغبة منها ....
عانقته بعين...
متخمة بتفاصيلك التي تقلقني ليلا ....
بكل أفعالك القذرة التي ارتكبتها ...
بكل شفاه غليظة قبلتها لتروي جفاف فمك بعد أن ترمم بها شقوق جوفك...
بكل من قتلتهم من عائلتك بمحض ارادتك...
بكل هذيانك وأنت تضاجع جنية فوق صفحة ليل رتيب كانت تنتمي لجالية فقيرة من الصدف غنية بالرعشات ...
بكل طقوس كآبتك التي...