هل شاهدت كيف تنمو النباتات
و تندفع من تحت التراب
و كيف تتفتح البراعم ؟
هل شاهدت كيف تنمو البذرة تحت التراب ؟
هل قطفت الشمس و القمر و النجوم
و أكلتهم بكل تأن و تؤدة
ثم شربت الأنهار و البحار
و أكلت السماء كفاكهة؟
هل لملمت هموم العالم ،
خوفه و أحزانه ،
قلقه و حبه
و أخذتهم كحقن قلبية
أو تناولتهم...
في نفس الشارع
في الثلاثين من آذار مثلا ؛
عصفور كان يغرد في أحد شوارع العالم ؛
تغريده حزينا كان ؛
كل الساكنين في الشارع
ابقوا نوافذهم مفتوحة ،
الكل كاد قلبه يتقطع حزنا ،
الكل بكى ،
الكل أصابه الأرق ،
الكل لم يقدر على النوم حتى الصباح .
في اليوم الثاني أي
في الحادي و الثلاثين من آذار ؛
رجل مسن كان...
أكتبُ دائماً
لأمنعَ العالمَ منْ إيذائي .
ليفعلوا ما يشاؤون ؛
لا أحدَ بإمكانِهِ إيذائي
طالما أني غيرُ موجودٍ
حين أكتبُ و أفكرُ .
و لأني غيرُ موجودٍ ؛
لا أظهرُ في المرآةِ التي أمامي
و لا في أيّةِ مرآةٍ أخرى
فكلُّ المرايا خاويةٌ مني .
مرةً كنْتُ امشي على ضفةِ نهرٍ يغني للأسماكِ
بجانبِ شجرةٍ تغني...
ثمَّ ألقيتُ نفسيَ في الهاويةِ
الوسادةُ التي هممْتُ بوضعِ رأسي عليها كي أنامَ ؛
تحولَتْ لكومةِ حجارةٍ ذات نتوءاتٍ حادةٍ ؛
حملْتُها بصعوبةٍ ، دسسْتُها في أحدِ جيوبي
و قلْتُ في نفسيّ لا بأسَ ؛
بإمكانيّ النومُ دونَ وسادةٍ
فأنا غالباً ما أجدُ وسادتي في الغربِ
و رأسيّ في الشرقِ
حينَ الإستيقاظِ ...
لا أريدُ أنْ أكونَ نهراً
و لا ضفةً .
لا أريدُ أنْ أكونَ جثةً
و لا قبراً .
لا أريدُ أنْ أكونَ نجماً
و لا قمراً .
لا أريدُ أنْ أكونَ أيَّ فصلٍ منَ الفصولِ .
لا أريدُ أنْ أكونَ سماءً
و لا نبياً .
أتدربُ بكثافةٍ لأكرهَ منْ يكرهُني .
أتدربُ بكثافةٍ لألومَ المسيءَ و المخطئَ
بدلاً منْ لومِ المسآءِ...
الوسادةُ التي هممْتُ بوضعِ رأسي عليها كي أنامَ ؛
تحولَتْ لكومةِ حجارةٍ ذات نتوءاتٍ حادةٍ ؛
حملْتُها بصعوبةٍ ، دسسْتُها في أحدِ جيوبي
و قلْتُ في نفسيّ لا بأسَ ؛
بإمكانيّ النومُ دونَ وسادةٍ
فأنا غالباً ما أجدُ وسادتي في الغربِ
و رأسيّ في الشرقِ
حينَ الإستيقاظِ .
اللحافُ الذي أردْتُ التدثرَ بِهِ...
من يخاف من كورونا فليأت إلي
أعرف مكانا حارا جدا
لا و لن يقترب منه قط .
فليأت معي من لا يريد رؤية الناس
يتساقطون مصفرين كأوراق الشجر .
في ذلك المكان غالبا لن تفكر بأحد
لن تشتاق لأحد ، لن تتذكر أحد
و لن يأكلك الحنين لأحد .
في ذلك المكان لن يحرقك أي سؤال أو تساؤل .
ليس في ذلك المكان أسرار أو أي...
ما الذي لم يعجبْكَ في قصيدتي السابقة ؟
هل كانَتْ كلُّها سيئةً أمْ نصفَها أمْ مقطعٌ منها ؟
هل وردَتْ فيها ألفاظٌ مخلةٌ بالحياءِ
أمْ كانَتْ بلا معنى و لمْ تستحقْ القراءةَ ؟
لمْ تكنْ في قصيدتي السابقة قنابلٌ أو موادٌ قاتلةٌ أو شظايا شاردةٌ فلماذا هربْتَ منها ؟
ما كانَ فيها شجارٌ أو حربٌ او رصاصٌ...
أنْ تعيشَ في مكانٍ
تُقتَلُ فيهِ كلَّ يومٍ آلافَ المراتِ
و تضحكَ ، تضحكَ بصوتٍ عالٍ .
أنْ تعيشَ في مفترقِ طرقٍ
و لا يكونَ لكَ حقُّ سلوكِ أيٍّ منها
و تضحكَ ، تضحكَ كثيراً و بصوتٍ عالٍ .
أنْ تصلَ لمرحلةٍ
لا تسأل ما الساعةُ ، ما اليومُ ،
ما الأسبوعُ ، ما الشهرُ ، ما السنةُ
و تضحكَ ، تضحكَ...
عما يبحث النور داخل العتمة ؟
إن كنت لا ترى ذلك النور داخل العتمة ؛
هذا لا يعني أنه لا وجود له ؛
قد يكون هناك خلل في عينيك ؛
و قد يكون هناك من قال أنه لا نور داخل العتمة
و أنت صدقت ما قاله ؛
هل فكرت جيدا فيما إن كان ما قاله صحيحا ؟
ستقول لي إنك تمتلك عقلا و أنك فكرت و رأيت أن ما قاله صحيح
و لا...