أمام باب الجامع
اخرج قطعة النقد الورقية اليتيمة من جيبه ،
تأملها مليا ثم أحرقها و رماها على الأرض. .
في الطريق إلى البيت الذي يسكنه
رمى ما في جيبه من نقود معدنية بين أكياس قمامة متكدسة في إحدى الزوايا .
أمام البيت الذي يسكنه صادف المؤجر الغاضب
و أفهمه أن كل الأشياء جاهزة للنقل
و أنه قبيل غروب...
ولدنا عراة
ثم لفونا بأقمشة
ليس بسبب الطقس الذي كان يحيط بنا
فهم يفعلون ذلك في كل مكان
بصرف النظر عن حالة الطقس .
هل كان ذلك أول و أقوى تمرد على الطبيعة ؟
أم أنه كان أول و أقوى قيد
قيد الإنسان دون غيره من الكائنات الحية ؟
ذلك التمرد أو القيد الذي ما زال مستمرا حتى الآن
هل سيكون له نهاية يوما ما...
كل الدول ،
كل المدن ،
كل المناطق ،
كل الاحياء ،
كل الشوارع ،
كل البيوت ،
كل الغرف ،
كل الحفلات ،
كل الأوقات ،
كل الكواكب التي تفكر بها ،
كلها خراب .
كل شيء يمكن أن يتغير بلحظات ،
لكن عليك اولا التخلص من الخراب المتراكم فيك .
لا اشعر بنفسي
كثيرا ما تكون سيجارتي مشتعلة
و اشعل سيجارة اخرى .
كثيرا...
نحن المنفيون في أرض آبائنا و أجدادنا .
نحن المنفيون في أرض رويناها بدمائنا .
نحن الذين يحاول الكل عبثا اغتيال زماننا .
نحن أصحاب جرح عميق بعمق الهاوية ،
نحتمل الألم
و لا نسمح لجراحنا بإبتلاع العالم
لأننا شعب عاشق للسلام و الحرية .
إن كنا شياطينا ،
لماذا تحاولون صهرنا فيكم ؟
إن كنا من أبناء...
في الحرب
لا نحتاج موسيقا تصويرية
تدلنا متى نشعر بالخوف
و متى نحزن
و متى نبكي .
في الحرب
لا نرى كل الخائفين
و لا كل المرعوبين .
لا نرى كل الصواريخ و قذائف المدافع
و لا كل الرصاص و القنابل التي تهطل .
في الحرب
لا نرى كل الجثث المقطعة الرأس أو الأطراف
و لا كل الجثث المحروقة .
لا نرى كل الدماء...
أنا ضعيف جدا
أحب الأطفال الذين ينتعلون أحذية آبائهم .
بنفس الوقت أحب أن يبقى الكل أطفالا .
أحب النور لكني لا أكره العتمة
فلا ذنب للعتمة .
احب ان يكون هناك تكافؤ بين النور و الظلام .
أكره الرصاص الطائش
و الرصاص الذي يصيب
أكره جميع انواع الرصاص .
أنا ضعيف جدا
ليس بإمكاني تدمير اي شيء
من الأشياء...
منذ ولادتي اسمع فحيح الأمل
فمتى سيظهر لأراه ؟
لا عظام للقلب
فلماذ ينكسر ؟
أليس صحيحا
أن السعداء هم الذين ما زالوا
يمتلكون القدرة على الاندهاش ؟
ألديكم شك أننا في لحظات الفرح
نغمض أعيننا
كي لا نشاهد الفرح و هو يغادر ؟
لماذا العين بصيرة
و اليد قصيرة ؟
أين العدل في هذا ؟
من يعرف شعور بائع...
التقاويم كاذبة
لا إحساس لها
و لا ضمير .
كل اربع و عشرين ساعة
تعلن انتهاء يوم و بدء يوم جديد
فتزيد من عمر الجميع يوما .
تساوي بين اليوم الذي يمضيه الجلاد
و بين اليوم الذي تمضيه الضحية .
تساوي بين يوم القاتل و يوم المقتول .
بين يوم الغني و يوم الفقير .
بين يوم الجائع و يوم المتخم .
بين يوم ام...
أيها الرئيس
لو أنك منذ توليك رئاسة الدولة
أنفقت ما سرقه أسلافك و اقرباؤهم و الموالون لهم
على بناء مصانع و معامل
لما بقي في دولتك أي إنسان عاطل عن العمل
و لما بقي في دولتك أي فقير .
أيها الرئيس لو أنك فعلت ذلك
لكان كل فقراء الدول المجاورة جاؤوا للعمل في دولتك
و حتى أغنياؤهم كانوا جاؤوا .
و لكانت...
قبيل الفجر يعود
متجعدا ، منهكا كثمل
دلق كل ما في الحانة في جوفه .
أستقبله بشكل طبيعي ،
لا أنطق بكلمة ،
أسمعه يحسب التجاعيد التي يكتسبها كل يوم
و حين أراه غاضبا جدا ،
أعرف أن يومه كان عصيبا
و أنه جلب معه الكثير من التجاعيد .
لا أكلمه حرصا مني
ألا أزيد في عدد تجاعيده .
يكيفيه ما يجلبه معه .
بصمت...
وهبَني الله نعماً لا تُعدُّ و لا تحصى
بعضُ النعمِ أتمتعُ بها بشكلٍ كاملٍ
و بعضُها أَتقصدُ عدم الاستمتاعِ بها مطلقاً ،
بعضُها استخدمُها بشكلٍ كاملٍ
و البعضُ الآخرُ لا اقربُها نهائياً ،
اقمعُها كما تقمعُ الديكتاتورياتُ شعوبَها .
وهبَني الله حنجرةً
لكني نادراً ما اتكلمُ بصوتٍ عالٍ .
وهبَني الله...
سألت شارعا رئيسيا
عن شارع فرعي ،
أشاح بوجهه دون أن ينطق بأية كلمة .
قلت في نفسي تبا له من وغد ،
ماذا سيخسر لو دلني
ثم تراجعت عن سبه لأني أؤمن بحق الإنسان
في الكلام و عدم الكلام .
سألت شارعا رئيسيا آخر ،
تأملني مليا و بإستعلاء رد علي بسؤال :
لماذا تسأل؟
أجبته بسرعة : أبحث عن متجر صغير في شارع...