مرّةً
في انتظار هرّاس ليعدل الموازين المقلوبة
كان الأهطل أحمد بدير...
يأتينا في صالة الدّار كلّ ليلة...
برسالة من سعيد عبد الغني...
َمفادُها أنّ هرّاس الغائب دائماً... قادم
نعم نعم..
ذلك ما أكّدته مصادر العَتَه..
ودرْوَشةُ (الرّيالة) في حنكِه
(هرّاس جَيْ. هرّاس جَيْ)
وكعادة الجاموس الذي لا...
الأرض بلا عصبٍ سمعيّ
لِذا الرعد مُغَنٍّ أوبرالِي مُتوحّش...
لا يُجيد الهمس...
جِدْ لِي نِقاشاً بين غمامتين...
تناقلته وكالات الرّعود الرّسمية.. بلا مكبّراتٍ
وفي وشوشةٍ... قال الغيثُ أحلى قصائدَه؟
أبلَغُ النثر...
ما قالهُ الغيثُ والرّيحُ تصفعهُ
الأحراشُ موَاتٌ ....
حين تَسُود السّكْتةُ غابة
لا...
كُلِّي مُحَاصرٌ...
وما زلتُ أبني المساطب
الفرانداتُ اختراعي ووصيّتي الأخيرة للعالم
ولا غنى للسّرخسيّاتِ عن قصيدتي اللاذعة
رغم لُغدي الّذي يتوارَثَهُ القصّابون
لتُزاول السّكينُ التّشفّي..
والضّحيُّةُ التّفسّخ في مسالِخ التّعوّد
رغم أصداغي الّتي أوقفها اللّورد كرومر...
على من شنقوا زهران...
أحياناً وأنتَ تأكلُ..
في منتصَفِ الساندويتش تماما
تعتريك دمعة قد نَسيتَها عند أحدِ الأقارب
رُبّما كان عليك أنْ تحزنَ وقتها
لكِنّك انشغلت بكوب العصير
أحياناً قبل سعالِك المُفَاجئ...
عند الإكتفاء من غبار المُوتُوسيكلات المسروقة
وهَزل الشباب الماسخ
ودُخَانَ البلاستيك
تعتريك مسحة كالوجيب...
رغم الأمراض المتَوطّنة
أنا ذاهبٌ إلى العمل..
الإنفلونزا لا تعرف أني بقال
وأيّام الجُمُعات..
لا تمنحُ البقالين أجازة
وأعياد النّصر لا تعطيني حقَ الفرحة
أنا الّذي انتصرت...
يكفِي انّني ولدت بعد الهزيمة
المحتفِلُون ...
أولَئكَ الْلَمْ ينالُوا مِن عدُوٍ نَيْلَا..
ولمْ يطِئوا موطئاً يغيظُ اليَهُود...
كيف هُنتُ على أمي..
حين ولدتني قطاراً....
غير مُطابقٍ للمُواصفات القياسيّة لسكك حديد مصر
قِطاراً مبتسراً....
لمْ يكنْ هناك حضّانٌ بحجم قِطار
العالم (الفينو) بذات نفسة...
لم يخترع حضّاناً لعرباتٍ مُبتسرة
أهملُوني تحت شمس البطاح كي أجفّ
عندما لاحظوا أرضيتي الرخوة...
التي لا تطيق الدعس اليومي...