السيد فرج الشقوير

كونتا كنتي في محاولاتهِ المُكَرّرَة يزدادُ عشقاً كُلّما.. نَمَتْ قُيُودٌ... وَبَدَتْ مُجَذَّرَة فَالنّهرُ في بِلَادِهِ.. بِشَفرَةٍ رَمزِيَّةٍ يَمنَحُهُ المُكَابَرَة والرّيحُ في مِنْخَارِهِ.. تُومِي لَهُ.... بِصَرخَةِ السِّعدانِ في عِراكِهِ... وَ نَشوَةِ المُشَاجَرَة النَّوُّ في تِرحَالِهِ...
رغم كوْنِي غريناً ..... انا لا أمتلكُ شبراً من الأرض ... غير بعض الأُصُص حاولتُ مِراراً... أنْ أزرع زهوراً قرمزيّة.. كالّتي تُحَفّز الشّعر... والدّمَ... ليبُوسَ الثّورةَ منْ فَمِهَا... فيَسُبّ المُريدينَ حماماً مقلِيّاً.. وريشَاً وسَادة.... وخبزاً قبلَ وروَاراً أو أستَنْبِتُ جِنَانِيةً...
في الأيامٍ المدهشة.. الأيام القريرة التي يكون أبوكَ في صَّالةالبيت... تِلكَ التي تكونُ حينها مقتنعاً أنّهُ لا يموت الأيامُ التي لا تلتفتُ فيها للآباء الميّتين ولا للنّعوش التي تمضي بآباءٍ لا يَعنُونَك هذه الأوقات..... التي لا تحمل فيها همّ سيجارتكَ (الفرط) في بداية عهدكَ بالسّعَال ولا ثمنَ...
عَائِدُونَ مِنْ قَادِشٍ ... بِبَعْضِ الغُزَاةِ المُنْهَزِمِينَ لَمْ يَتْرُكُوا البَحْرَ رَهْوَاً ليأكُلَ مَنْ كانَ حيّاً بعبِّ الدمَاء قَبَضُوا قبْضَةً مِنْ أثَرِ الرّسُولِ ... وَعَادُوا بِأَطْمَاعِهِمْ فِي النِّسَاءِ... وَدُورِ العِبَادَةِ ..... وَجُذُورِ البَطَاطِسِ الهَارِبَةِ بِعِشْرِينَ...
وَلِأَنَّ حُزنِي مثل حُزنِكَ يَا نِزَارُ و الّذي أَضنَى فُؤَادِي كالّذِي أَضنَاكَ نَارُ فَلَقَدْ ظَنَنْتُ لِبُرهَةٍ أَنَّ القَصَائِدَ كُلّهَا نَسخٌ وَتِكرَارٌ وَنَبضٌ مُستَعَارُ تَقتَاتُ مِنْ وَجَعِ القَصيدَةِ نَفسَهُ... وَيَلُفُّهَا نَفسُ الدِّثَارُ وَأنَّهَا قَدْ أنْهَكَتْ..... كُلَّ...
أكرهُ الأسمنت... حين كان الله تعالى يمزُجُ طينتي اللّازبة.. هيَّأَنِي منْ صُنُوفِ الطين... فأنا الإنسانُ والغيطانُ معا فتراني مستعِدَّاً للخضرة... في انتظار إيماءَةٍ منْ سحابة... لتَنْفَجرَ الأحراشُ فلا تأخذوا بلحيتي ولا برأسي... فهما حشائش منَ سافانا... فدعوها للقطعان العاشبة ساقاي إحداهما...
في كُلِّ مرّة مِنْ موتِ شمس الدين.. فورَ (النّهْنَهَة) التّجريبيّة لِمنَادٍ يُذيعُ المُصيبَة تُصفّق الحوانيتُ المُسِنّاتُ .... وتبدو حوقَلاتُها.. شماتَةً.... تَنِزّ كُهنَاً ظاهراً... مِن خلفِ حُزنِهَا الكَذُوب تُرتّلُ في جنازَتهِ... تسابيحاً من اللّعنات واللّهُمَّ سِجّيلاً لجثَّتهِ الْ مَشتْ...
ليلة واحدة في سرير رؤبة لاظ أكْسَبَتهَا مصلاً ضدّ رُمَّانَها العجِيب لا فاعلاً أحبّتْ أنْ تصير.. ولا مفعولاً به كَتينَةِ إيليّا العجفاء تحبسُ عرَقَ البلح على عتبات حمّامها الإنفراديّ أنْ يصومَ فرجها الدّهر فذاكَ خطأ مطبعيّ العفّةُ لها أنْ تُفطِرَ منْ صحون النّوافل الحُبُّ أثبتَ أنّهُ قاتلٌ...
في السّاحَةِ الهَاشِميّة.. وعَمَّانُ في بَردِهَا تَشُرَبُ الشّاي بالمَرمَرِيّة وَتَقضِمُ مِنْ كَعكَةٍ في أنَاةٍ كَبُطْءِ العُروبَةِ في حَلِّ أعبَائهَا الدّاخليَّة وَقتَهَا كانَ شِعرِي يَدرُسُ النّحوَ في معهَدِ البُكمِ عندَ الخُصورِ النَّدِيّة يَدرُسُ كلَّ عُلومَ التّغَزُّلِ لا يعرِفُ الطّائفيَّة...
الدمعة الثخينة... تلك الّتي فرَّتْ دونَ رغبَة السيد أحمد عبد الجوّاد لم تكن منْ شُخُوص بين القصرين... ما جرّبت أنْ تقف مع ياسينٍ لِتُصارعُ النّهم.. ريثما يفرُغ السيد من طعامه... فلمْ تعرف ارتجاف المفاصل الدمعة المارقة لم تُعِرهُ بالاً.... حين كانَ يشخُطُ فيها شخطته الواهنة... الأشبه بالرّجاء...
اللّصُّ... فكرةُ مَسْح مِقْبض الباب تُنسِيهِ مَا عَدَاهَا فينسَى خِنصَرَهُ دائماً.... فوقَ الفُوتِيّ مرّةً... وَعَلَى الشِّيفُونِيرَةِ مَرَّةً... وَعَلَى صَدرِ المَوْؤُدَةِ مَرَّات نجِيب مَحفُوظ يَعرِفُ الحَقِيقةَ ربّما عِندَمَا خيّرُوهُ بينَ سَفْعِ النّاصِيةِ... وبينَ أنْ يكُونَ مِحولجيّاً في...
زينةُ.. أيّتها الصّغيرةُ... الكانت تلعبُ الستّاويّةَ مع التّماسيحِ بِسُمرةِ الشّيكُولا المُهداةُ منْ شمسِ افريقيا تُصاحِبين برّمائيّات شتّى وتفتُلين حبل الوصلِ من ضفائركِ المجعّدة مَراجيحاً تتشعلَقُهَا الكائنات زينةُ... الّتي تجلسُ بين الجنوبِ والشّمالِ سودانية العشب... بِباطينِ يعرَقانِ صَندلاً...
هيّا بنا نلعب.. لُعبَة الشُّرَطِيّ.. والحاكمِ... والجلّاد وعلى السّادةِ الحضور أنْ ينتبهوا لُخدعَةِ المدّعي بالحقّ المدني... ليُشّوْشرَ على أدلَّةِ البَراءَة وإصراره المُبيَّتِ على إدانةِ دودِ المش وجعارينِ المخازن - شرطيُّ... يا شُرطيِّ * نعم نعم.. يا آفاااانديٓ - أينَ اللّصّ؟ * هذا هوَ...
لابنه وهو يعظِه... قال شخصٌ ما في كتاب البُخلَاء... لا تفسو في ثيابك... فالفساء مُتلفٌ للباسك الوحيد وقد مات بعد الوبا بنزيون ألقت بنفسها باتا.... في قعر النهر قبل الظمأ القادم فاخلع نعليكَ المصنوعتين بحنكة قبل انتحار خيوط( الكمبريت) ... وشمع البرافين صُنهُما لأزمانٍ قادمةٍ منَ الحصوات العربيّة...
الشعراء ُ يموتون تِباعا همُ الطير فلا تلمهمْ إنْ أجابوا ندّاهةَ العتق وراحوا يُجرّبونَ رهبة المعراج فهمْ ميّتون بطالعهم كالقوارير لا تستطيع إقناع زجاجة أن تحافظ على صحتها ولا شاعراً معدّة رئتيه للنسيم بألّا يُدخِّنَ الحَزَنَ قال أبو الحسن... شاعري البنغالي حينَ دخّنتُ أمامه قصيدة... ( دوم بِينِي...

هذا الملف

نصوص
104
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى