الدمعة الثخينة...
تلك الّتي فرَّتْ دونَ رغبَة السيد أحمد عبد الجوّاد
لم تكن منْ شُخُوص بين القصرين...
ما جرّبت أنْ تقف مع ياسينٍ لِتُصارعُ النّهم..
ريثما يفرُغ السيد من طعامه...
فلمْ تعرف ارتجاف المفاصل
الدمعة المارقة
لم تُعِرهُ بالاً....
حين كانَ يشخُطُ فيها شخطته الواهنة...
الأشبه بالرّجاء...
لابنه وهو يعظِه...
قال شخصٌ ما في كتاب البُخلَاء...
لا تفسو في ثيابك...
فالفساء مُتلفٌ للباسك الوحيد
وقد مات بعد الوبا بنزيون
ألقت بنفسها باتا....
في قعر النهر قبل الظمأ القادم
فاخلع نعليكَ المصنوعتين بحنكة
قبل انتحار خيوط( الكمبريت) ...
وشمع البرافين
صُنهُما لأزمانٍ قادمةٍ منَ الحصوات العربيّة...
لأنّ المصائب متوالية..
يطبُخها العملاءُ على عجل..
فتُنتجُ حزناً نيّئاً...
يَحبُو في طفولته.. بلا خبرة
فأنا أشعر بالبرد
رغم أنّ الصيف صار أطول عمراً..
ويرفض الموت في أوانه..
كالفاكهة التى ما عادت تموت
وكالفُصولِ التي تشعرُ بالتّشَوّش
واشترى كيراً إضافيّا ينفخ به القيظ في وجهي
كمعظم الأشياء من...
حين تسقط ثمرة ...
ستقولُ الجاذبيّة ها أنا...
سأقول..
ها أنا ذا مُرتَقٍ... أسقِطيني
التي هوتْ فوق رأس نيوتن تفّاحة.. واحدة
أسقطها شوقُها للتّفَلُّت... يقينا
فما منْ سقوطٍ للّذين أرادوا إنعتاقاً
الأوراق التي تخُلُد إلى الأرض...
تُصارعُ نحو العنان..
لا شِقّ لها..
بوجهين لا ينعسان معا..
على أيّ وجه...
أمي..
أتذكرين تلك الرّائحة؟
رائحة الطبخة التي تسبق الفراق
الطبخة التي صمّمتِ أنْ آكلها..
قبل ذهابي إلى الأردن
هناك يا أمي محال للقصابين..
وناسٌ يبيعون الدجاج..
وطيّبون مثلنا...
ويذهبون مثلنا إلى ( بلاد برّة)
هذا اللحم المطبوخ على نارك المتّقِدة
وأنا غير بادٍ عليّ القلق
فتقولين لي من بين أحزانكِ...