في الأيامٍ المدهشة..
الأيام القريرة التي يكون أبوكَ في صَّالةالبيت...
تِلكَ التي تكونُ حينها مقتنعاً أنّهُ لا يموت
الأيامُ التي لا تلتفتُ فيها للآباء الميّتين
ولا للنّعوش التي تمضي بآباءٍ لا يَعنُونَك
هذه الأوقات.....
التي لا تحمل فيها همّ سيجارتكَ (الفرط)
في بداية عهدكَ بالسّعَال
ولا ثمنَ...
الدمعة الثخينة...
تلك الّتي فرَّتْ دونَ رغبَة السيد أحمد عبد الجوّاد
لم تكن منْ شُخُوص بين القصرين...
ما جرّبت أنْ تقف مع ياسينٍ لِتُصارعُ النّهم..
ريثما يفرُغ السيد من طعامه...
فلمْ تعرف ارتجاف المفاصل
الدمعة المارقة
لم تُعِرهُ بالاً....
حين كانَ يشخُطُ فيها شخطته الواهنة...
الأشبه بالرّجاء...
لابنه وهو يعظِه...
قال شخصٌ ما في كتاب البُخلَاء...
لا تفسو في ثيابك...
فالفساء مُتلفٌ للباسك الوحيد
وقد مات بعد الوبا بنزيون
ألقت بنفسها باتا....
في قعر النهر قبل الظمأ القادم
فاخلع نعليكَ المصنوعتين بحنكة
قبل انتحار خيوط( الكمبريت) ...
وشمع البرافين
صُنهُما لأزمانٍ قادمةٍ منَ الحصوات العربيّة...