السيد فرج الشقوير - خذوها والسّلام..

لابنه وهو يعظِه...
قال شخصٌ ما في كتاب البُخلَاء...
لا تفسو في ثيابك...
فالفساء مُتلفٌ للباسك الوحيد
وقد مات بعد الوبا بنزيون
ألقت بنفسها باتا....
في قعر النهر قبل الظمأ القادم
فاخلع نعليكَ المصنوعتين بحنكة
قبل انتحار خيوط( الكمبريت) ...
وشمع البرافين
صُنهُما لأزمانٍ قادمةٍ منَ الحصوات العربيّة
الّتي تَأكلُ الكلاركس
ولا تشفع عندها الزلط
لا تحُجّ البيت على ظهر برذَونك.. فيموت
قدميكَ من صُنعِ الرحمن
الذي أتقنَ كلَّ شئ.. لن تملُّكَ
هيَ منك وأنتَ منها
ولا على حمار جارك..
فبرسيمهُ حتماً من غيطك...
ربما غداً كان قوتُ عيالك
وكُل رغيفك بالتّقسيط المُمِلّ...
وانهر جيرسا بنت الشّيصبان #...
إذا سألتك النُّخالَة
قلْ لها في بيت القائد العام مغانم كثيرة
أدناها فتافيت السُّكَّر
واحْمِد ربّكَ ثلاثاً
أوَّلها... أنْ أنزل البُّرَ رديفاً لآدم
وفنّ الحصاد
وثانيهما أنّ نوحاً...
حمّل منْ كُلٍّ زوجينِ السّفينةَ...
وكلَّ المؤمنين...
و مِنَ القمح جوالينِ كامِلينِ...
وثالثهما أنّ ابنه لم يَرْكب مَعَه
عندما فجّر اللّه الأرض عيونا
والسّما بالمُنهَمِر
توارَثَ النّارَ كُلُّ الطّغاة
ما من فاسقٍ واحدٍ حطَّ على الجوديّ نعلاً...
فمن أينَ جاء الحفاة العراة؟
ومنْ أينَ جاءت صعاليك القصور
ومن أيّ المجارير جاء خُنفسٌ للغزاة بالخريطة
ماذا لو ركب السفينة عملٌ غيرُ صالح...
والضراط العربي نتاج المؤمنين؟!
لا تدخل منْ يومكَ دار السلطان
مت جوعاً...
لو كانَ لِزاماً فاسرق حبّةَ بُرٍّ منْ أجولَةِ نبيّ اللّه
لن يعرف جوعك غيرُ نبيّ
نوحٌ خبّأَ للشّرفاءِ
قمحاً ومناجل
خبّأَ فأساً فاحفر بئركَ...
أو اركض برجلك....
أو فلتضرب بعصاك الأحجار
عوَّدنا اللّه...
أنّ المغتسل البارد ليس لأيوبٍ وحده
وأنّ عصَاهُ... مشيئة
فاصبر نفسك عنْ قُلّةِ سيدنا الوالي...
ينبجسُ الصّخر عيونا
واصبر نفسك عن مائدة الحجاج...
عن فوم الفرعون وعدَسِ السّدنة...
تأتيك السلوى ويَمُنُّ اللّه
نَفّر عن مائدةِ الأعرابِ الجوعَى....
لا بالمنطق...
لا بالحكمة...
فالفقراء لا يفهمون الفلسفة الإغريقيّة
ولا تعنيهم هيباتايت
نَفِّرْ عنهم الجوعى بمنطق شدّ اللحاف
وتعريَة الإست الملتصقة بالسّدير
بفلسفة القرف القديمة
*( ويحك أبَيْتَ اللّعنَ لا تأكل معه..
إنَّ استَهُ من بَرَصٍ مُلَمَّعَة..
وإنَّهُ يُدخِلُ فيها إصبعَة...
كأَنَّهُ يَطلُبُ شيئاً ضَيَّعَة)
نِعمَ البخيلُ يا فتى من ضنَّ بحماره عنْ نفسهِ
ليُجرِّسَ المطبِّعُونَ عليه إلى المزابل
لا تسأل نفسك..
ماذا لو حَرْشُفوا البانيو قليلاً ؟
ماذا لو وضعوا في الحسبان...
أنّ الصراصير أيضاً..
تأخذ نزهتها الليليّة في الحمام؟!
وأنها أيضاً يمكن أنْ تُصاب بالرباط الصليبي
لماذا لا يتصوّرن أنّ لها عامودا فِقريّا..
وغضاريف تنزلق؟!
خذ حذرك دون إلتفاتٍ للمجالس المحليّة
فما نام صرصور على ظهره...
إلّا ونام تحت احتمالٍ وحيد
الدشداشة ترى كلَّ مُضطَّجع تاءَ تأنيث
أنثى تنام على ظهرها...
ما ظنُّها بالفحول العرب ؟

السيد فرج الشقوير

.............
هامش
# يقال أنّها نملة سليمان جيرسا ومن قبيلة الشيصبان وأنها كانت عرجاء
*- هجاء لشاعر مدح أحد الملوك ولمّا لم يقرّبه قال قولته فيه ففضحه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى