رشيدة المراسي

انتظرني كما لوأنك تنتظر أحدا من قبل ولا تقل للرياح ليتها تحمل بين راحتيها روحها كانت الطريق إلى الجبل رحلة إلى رأس الدرب ومنتهاه زاده الشوق واللقاء الخلاء في ظل الغياب مراثي مزدحمة بالنبل والكبرياء وسباق المسافات الطويلة أنفاس يقطعها حد المشرط وشم على خد العشاء الأخير ليلة الجمعة الحزينة وطقوس...
أشد أزري بعواميدها الخارجة عن حروف اللغة خارج كل خيام العصر أنشد منفردة في قلب العاصفة على الرصيف رياح تحرك ذاكرتي المعطوبة بمعاولها في الطريق المار بحقل العبور أشواك مدببة تصلح لترميم كبد السماء المرارة لعلاج الكبد والأشواك عكاز الذكريات ونوبات الهذيان في السماء أنشودة للجياع حاملة في الأشهر...
الخواء يملأ أحضان الموتى لقد فقدوا الذاكرة والذكريات الأطفال والدفاتر والأقلام ورحّلوا العين الثالثة إلى بيت الله المعمور بالصور مقل الغيب تملأ عيون السماء بالغيوم تمطر اليوم؟ الغد؟ أم بعد غد؟ أمدّ يدي إلى غيمة شاردة تسوق قطيعا من الأيائل البيضاء وتحدّق خلف السحاب بتوجّس للحنين أنياب وأظافر وحزن...
أعلق قصائد غير مكتملة لشعراء الصدفة تمائم للوقت بدل الضائع ارسم بخطوط كفي وجه أمي الغائب من المنفى للتراب أقتصد في فك شفرة الحضور المكتظ بالتسابيح أبحث عن معاني الغياب في الذاكرة وفي الساعة الرملية المترنحة على الجدار الأملس اكشف عن وجه البياض في بريق عين المريد وفي ابتسامة الغيمة وسخرية القمر...
كيف أقد من حفنة التراب وليمة العشاء الاخير البخور يعانق بارتياب روح الشريد ويقتنص المسافات الهاربة إليك الوداع استعارة خشنة لا تليق بحضرتك مازلت أهرب من تقاسيم وجهك المرح حين يستقبلني بعد غياب كنت وحيدة بدونك ومازلت أرقب قطارات الساعة لتحملني إليك غيمة دثارا على ساعد الفقد أتفقد المواسم والاعياد...
نذرت للماء نبل الطريق والمسافات العطشى ولهدهد سليمان الصبر على الفراق وللنمل قواميس اللغة المستعارة وحجارة تتفكك اربطتها سجودا لحمل المواسم والمطر المتعالي والسحاب المنذر للرماد للنذور عادات قديمة حملتها جدتي في كفها الموشى بالسعف ودلاء تتهادى على استحياء وتكفكف دمعك ايا يوسف لعنة التراب...
كان عليّ أن أجرّ الغابة خلف ظهري وأن أصعد بها إلى الجبل حتى لا يستدرجها إخوة يوسف إلى البئر كان عليّ أن أصدّق الرؤيا كما فعل إسماعيل .. كل مساء أحرق البخور في قاع البئر لأخلّص إخوة يوسف من جحيم العتمة أطارد الغيمة حتى باب الله ليكتب لها الغفران ويصنع لها ممحاة خرافية على مقاس زلّة الخطيئة
لم أكن أبحث عن المنشد في صوتي عند النداء الأخير .. كنت أودّع طفلتي وطقوس الصلاة الأبدية المائدة ارتفعت ومعها الكفّ التي ربّتت على قلبي وأطعمتني الإنتظارات الأكيدة يتلاشى الصدى دونما استئذان يلوّح من بعيد في اتجاه الصوت المتواري كيف يعود المنشد من حيث أتى دون أغنيات الصباح والعودة خارج الجسر...
الغابة فسيحة أكبر من مساحة خيالي صفراء باهتة كلون الموت المجفّف تحت ظل التراب والخريف سيّد فصولها الأربعة ……………. كان عليّ أن أجرّ الغابة خلف ظهري وأن أصعد بها إلى الجبل حتى لا يستدرجها إخوة يوسف إلى البئر كان عليّ أن أصدّق الرؤيا كما فعل إسماعيل …………….. أحرق البخور في قاع البئر لأخلّص إخوة يوسف...
قراءة نص جديد النص بلا عنوان في مثل هذا القفر يا فرويد لا الأنا منفردة ولا الأعلى من أناك زائلة الهو يحاصرك وحدك ويفكّك طلاسم الإسترخاء على سرير خفافيش الذكريات في معبدك المعلّق أرجوحة للخيال فرّخت طيورك المذنّبة قبائل من الفقد والمستحيل أزيح فلاسفة السماء عن عرش الحقيقة وتسوّل صنّاع...
في مثل هذا القفر يا فرويد لا الأنا منفردة ولا الأعلى من أناك زائلة الهو يحاصرك وحدك ويفكّك طلاسم الإسترخاء على سرير خفافيش الذكريات في معبدك المعلّق أرجوحة للخيال فرّخت طيورك المذنّبة قبائل من الفقد والمستحيل أزيح فلاسفة السماء عن عرش الحقيقة وتسوّل صنّاع الأكفان على كل الطرقات باسم " اتّحدوا"...
كم يشبهك ذاك الجدار الذي علّقت صورة أمي عليه المرآة في يدك تنتفض وتجاعيد الحرب الساقطة في مقلتيك رماد الحكاية أمي لا تشبهك وقد شبّه للناسك الوليد أن النساء كأعجاز نخل وزيتون ومقاسات أقدامهنّ واحدة وأن جميع أيديهن أشرعة أسطورية قد ربطت بكتف المهد مريم هزّت البساط من تحت الرماد وحمّلت السماء ضوء...
في ليالي الشتاء الطويلة تتربّع جدتي حليمة مسندة ظهرها إلى الجدار المعلّق على ظهر فانوس خافت صنع خصيصا من الكتّان والزيت تدسّ كفّها في رأسي بحنوّ لتعلن بدء الحكاية حبات الزيتون تتساقط السماء تبرق المطر ينهمر شهقات الأطفال تعلو وأعمدة الإبهار ترتفع كما آذان البياض وترتّل: حيّ على الصباح...
الوظائف الشاغرة لم تعد تثير فضولي ركنت جميع الإعلانات المبوبة قرب كوم القمامة القريب من باب الدار وقد نسي عامل النظافة لأيام أن يدفنها في مقبرة النفايات القريبة تغيّرت اهتماماتي مع مرور الوقت ومع تقدّم سن الحلم تغيّرت الألوان وإشارات المرور وأولويات المجاوزة الزمن لم يعد يتمدّد، تقلّصت مساحاته...
ألم أقل لك سيأتي إلينا البئر يا يوسف ليثأر لرماد الحكايات المطوية في دواليب الذاكرة المرتهنة وفي الأقفاص الصدرية بعناية مركّزة ها قد أتى ليبتلع إبتسامات غير مكتملة ونقوش حجرية خبّأناها ليوم يجتاحنا فيه المدى سل العارفين للسيول الجامحة والأعاصير المدجّجة بأحزان السماء والنوارس عن أسرار العشق...

هذا الملف

نصوص
21
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى