عبدالعزيز فهمي

القطار الذي جاء بك لماذا ذهب مسرعا وأخذك...؟ لم يتكلم كعادته لم يُصافح الأرصفة القطار الذي جاء بك مر دون أنْ أركبَه ظناً أن لا أحدَ بالورد ينتظر فأسرع الخطى ترك خلفه ظلك شالا أسود يتطاير كفكرة نصف قبلة تشتاق لنصفها الآخر لمسات أشعلت في الغيم رعدا وبرقا... أين كأس الشاي الذي رشفنا منه أغنية أين...
أربعة وستون قنينة فارغة على المائدة لم أسكر بك بعد أيتها الغجرية الضحوك البرتقالة المرة الجسر الذي يربط الضباب بالضباب يمتلئ الضجيج فيك بالضجيج يختفي الفراغ فيك من الفراغ فكيف سأعيد الطريق إلى الطريق... كل نوافذ القطارات عمياء لا ترى بكاء المسافات عويل الأمكنة والمسافر يتوهم أنه يذهب...
يعتري هذه الكينونة عبث يمس فؤادها خللٌ لذا تزلزلت كل اللغات وأصيبت الكلمات بالهزال وبفقدان الذاكرة نكسة أصابت البنود كل البنود لا إنسان يستحق أن يكون إنسانا يُشبَّهّ لنا فقط لكن المشبه به ضبع والمشبه كلب يعتقد أنه بريء من كل أوجه الشبه لأن العصافير تصرخ تحت الأنقاض والفراشات تحترق الظلام يقص...
عندما جئت إلى قريتك وجدت المغول يصطفون أمام بابك ووجدت التتار يتسلقون سنابلك أينك لنعيد للصباح صباحه ولليالينا الجميلة قمرها المدور نجومها الراقصة أينك لنسمي الأشجار بأسمائها ونبني ظلا لا يشبه الظلال أحمر كالجلنار أصفر كعباد شمس أخضر كالعوسج بنفسجي كبسمتك لحظة الغروب برتقالي كوجنتيك حين...
يا أنتَ...! أتدري ما طريقك أم أنك رأيت أثار خطوك فتبعتها كالظل في الضباب كالثغاء في الصدى كالعطر في حفلة أزهار ككلمة في نص سردي أيها التائه في العناوين المتشابهة خذ لك عتبة واسكن قرارك لا تكن سزيفيا لا تعترف به الآلهة وصغ ملحمتك من حضورك وأنى كنت كن سيدا لما تملك من رفض لا تنتمي للقطيع فكل...
لا تغمضي عينيك لا تفتحي شفتيك الظلام يتراخى كالحضور أمام قبائل الغياب الفجر يفرش بستان الشوق على أرصفة التيه فأهديك عزلة النساك مئة سنة في السؤال مئة أخرى في موسم الكلام وأمطرك بقُلتُ وقلتِ كي تخضَرَّ في غابة وحدتِـك أوراقُ قصائدي أغزل لك الكلمات تنسُجين لي النظرات نرسم قدمَين في نَعْـل...
قلنا الكثير في غربال الزمن على أهداب الحنين قلنا البداية في بسمة الحمام رسمنا بحرير الريح جسر الرفض للبقاء مسكن يحمله معه كحلزون يعي سرعة الوقت فيدب بتأن ويتمهل هي فلتة كانت تنسج حلاوتها في نبض الأمل بوَبَر الدفء حين التقينا لنزيل عن "مدن الملح" بعض الملح كثيرا من الوجع نسامر في"كان...
يارفقيتي...!!!! تَعِبَ القلب تكدَّس في الشرايين الوجع خَفَتَ في مرآتي النظر لكن صورتك جميلة في عيني دائما كالمطر حين يلمس بشفتيه الشجر يا رفيقتي...! رجلاي تعرجان فأمهلي الخطو كي أصل وشُدِّي يدي فعكازي الخشبي لم يعد يتحمل أوزار الجسد ثقل السفر في ثمالة العمر ولا صبر لدي أرتجف فيرتجف كلي...
حائط الحديقة الذي كان أكبر مني الذي كان يمنعني من جَنْي تفاحة أو تفاحتين انهد ككذبة السراب في عين عطشان فحين طللت على الحقيقة لم أجد لا الفاكهة ولا الأشجار ولا ما تشكل على التربة من ظلال كل شيء مثل البياض فارغ كل شيء مثل السواد فارغ بريء من التوبة ومن الخطيئة ماتت شهرزاد يا أخي فحزن...
لا أجيد العزف على أي آلة لكني أعرف كيف أجعل رأسك يتمايل كسنبلة تعصف بها المناجل فيطلب المزيد أعرف كيف أعلِّم خصرك خلط الجهات جهة الشرق الدافئة بجهة الاغتراب القارسة وأدرب ذراعيك على حمل الظلال فقد كان لزاما علينا أن ندوزن الصمت أنْ نفرش النغم أنْ نعلِّقَ على العتبات نمنمات رأس الغول أو...
معي ومعك.... المعية ترتيل الألفة في متاهات الحاجة والكتابة هوية متافزيقية لأن الحبر توأم البحر لا ينضبان توحي الكلمة للكلمة سر الحرف فتتكاثر تخبر موجة شاردة شطا منهكا بالذكريات تخبره بمكامن الخلاص لا تهدأ... المعية درب تمشيه الأماني فتتيه تحتاج لترتيب حديقة الانتماء أنْ تصل الوضوح بالوضوح أنْ...
باقة قُبل... قُبلة الإثنين... سريعة كقطار الساعة الخامسة صباحا الشفة العليا تقول للشفة السفلى أين المفر...؟ قُبلة الثلاثاء... تغريدة عصفور على نافذة يدعو النسيم لينظف عشه من الكوابيس العاصفة كي يترك ريشه للغد وديعة... قُبلة الأربعاء... تلاوة غزلية من فم كاعب استيقظت لتوقظ فرن الدار من سباته...
الآن أخيرك بين شجرة الخلد أو شجرة البعد الشجرة التي غرست في حقل الحنين عليها عشرة عصافير وعش معلق على غصن المستحيل الذي حين يراك يصاب بالرجفة فيستسلم ويلين.. أهبك خمس غرامات من الهدوء في اليوم وجبلا شاهقا من الحلم وأعطيك مسافة طويلة بين فمك والقلب كي تملكي ناصية الكلام فلا تغتابي لا تغضبي...
في كل مجموعة شيخ أو شيخة ما تبقى مريدون لا يعرفون ما يريدون ولأني فوضويٌّ حتى في حالة الجد لا أومن إلا بي حين أكون خارجا عني ثقافة القطيع ليست ديني فأنا لم أتعلم قط البعبعة وراء كلب أو خلف ذئب أركب صهوة سلحفاة كلما استعصى عليَّ أمر أصِلُ على مهل حين يصفو الماء العكر أو يتعكَّر أكثر لا...
لا أحد فكَّرَ تملَّى أو تمعنَ فجاءت النار تحرقُ الشجر تجفف في أعين السماء المطر لا أحد فكر كنا نقول للأرض رب يحميها ولنا ان نختار ما يسمح به القدر فاخترنا الحلم في حقول الكوابيس قالوا "غرسوا فأكلنا..." كانوا حكماء طيبين فغرسنا ناطحات سحاب أدمينا الغيم فجف ضرع السماء لاشيء في الصحون على...

هذا الملف

نصوص
243
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى