عبدالعزيز فهمي - أقواس قزح جافة تبكي...

لا أحد فكَّرَ
تملَّى
أو تمعنَ
فجاءت النار تحرقُ الشجر
تجفف في أعين السماء المطر
لا أحد فكر
كنا نقول
للأرض رب يحميها
ولنا ان نختار
ما يسمح به
القدر
فاخترنا الحلم في حقول الكوابيس
قالوا "غرسوا فأكلنا..."
كانوا حكماء طيبين
فغرسنا ناطحات سحاب
أدمينا الغيم
فجف ضرع السماء
لاشيء في الصحون على الموائد
غير القنوات
والمواقع...
أنانيون كانلبيون
كل معاركنا أخوات "واترلو.."
وهجوم الماغول على السنابل
هجوم الوندال على الأزهار
والغيم
أقواس قزح ترفرف في كل مكان
بلا مطر
تأنث المذكر
تذكر المؤنث
لا قاعدة ولا شاد
في لغاتنا الجديدة...
تَحضَّرْنا لنسكن الحظائر
ما الفرق بين الأبقار والخنازر
في شريعة الحيونات
فكل أنواع الروث كريهة الرائحة
لذا لا يجب أن نغتر ببياض الحليب
واللبن
ولا أنْ نعبثَ بطعم العسل
كي لا تفْقِدَ الشفاهُ حلاوة الكلام
ورقة القبل
أصبحنا ضحايا نريد
ونريد
فلعنتنا الضفادعُ في البركِ الجافة
والباعوض الذي يبست أجنحته
فتساقطت
أيتها الريح
بماذا أخبرتْكِ على الأرصفة
خطواتُنا الحزينة
حين تَعرِجُ بحثا عن الحقيقة...
تنقصُنا شجاعةُ الفراغ
كي نتخلصَ مما أَسِنَ فينا
من حكمة مجنونة
نتصالحُ مع كانَ وسيكون
ننسى ما هو كائن
الكائِنُ الذي قبل أنْ يكونَ
كان
بعد أنْ كان
سيكون
لا بد أن نُفكِّرَ
كي نكون
ربما سنكون...!!!
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى