تعتبر القصة القصيرة جدًا بالنسبة لي رؤية اجتماعية ثقافية جمالية قائمة بحد ذاتها، لها ابعادُها الخاصة بها، وتستمد وجودها من كونها ومضة تضيء عالمًا ما كنا نراه رأي العين لو انه بقي رهن الظلام ولم يُقيّض له كاتب يلتقطه ويقدمه إلى قرائه. هذه الومضة او الاضاءة تبدأ شعاعًا ثم تظهر رويدًا رويدًا ما في...
اسم " القصة " عندنا أكرم لهذا الفن من معظم أسمائها في اللغات الأوربية، إن لم يكن أكرم من جميع أسمائها.
عباس محمود العقاد
يرتبط الأديب الكبير عباس محمود العقاد بفن القصة من خلال...
أثار مقال لي حول القصة القصيرة جداً ردود فعل ثقافية هامة وواسعة جداً، أعطتني لوحة أكثر اكتمالاً لفهم المضمون القصصي عامة، وكان استنتاجي الأساسي هو عبث إقامة تقسيمات ميكانيكية في إطار الفن الواحد، بمعنى ان القصة هي فن لا يتجزأ، اما ان تكتب قصة تُقرأ وتؤثر بالقارئ، او نصاً لا علاقة له بالقصة الا...
أكثر ما شغلني في ربع القرن الأخير من حياتي الثقـــــافـــيـة نوع الــجواب الذي أريــده عـــن ســؤال: كيف أكتب؟ فليس مصدر الانشغال هو الخوف من التصريح بالحقيقة، إنما الاحتراس من الافتخار في غير محلّه، والادّعاء المعيب لصاحبه؛ فإن خاطرت، وأجبت عن السؤال، فهذا يعني التفكير بمئات الصفحات التي...
منذ مقولة جابر عصفور، إننا نعيش زمن الرواية، والسجال حول مكانة الشعر لم ينته، بينما توارت القصة القصيرة ولا احد يدافع عنها وكأنها بلا وجود، ترى أين القصة القصيرة؟ هل تراجعت أم ان اهتمامنا بها هو الذي تراجع؟ وأين روادها من الستينيين الآن، ابراهيم اصلان ومحمد البساطي وخيري شلبي، مرورا بجمال...
بيانٌ لو نطَقَ بالتقريع لانقضّ على لسان العاصفة انقضاضاً! ولو هدد الفساد والمفسدين لتفجر براكين لها أضواء وأصوات! ولو دعا إلى تأمل لرافق فيك منشأ الحس وأصل التفكير فساقك إلى ما يريده سوقاً ووصلك بالكون وصلا!
ويندمج الشكل بالمعنى اندماج الحرارة بالنار والضوء بالشمس والهواء بالهواء، فما أنت إزاءه...
هل يمكنُ لأيّ منّا توصيفُ عصرنا هذا بأنه عصر الرواية القصيرة (النوفيلّا)؟ وهل يستبطنُ هذا القول إشارة مضمرة إلى خفوت عصر الروايات الطويلة، بل وحتى موتها المزعوم؟
أظنّ أنّ النجاح التجاري الذي أصاب الرواية الثالثة المرآة والضوء The Mirror & The Light في سلسلة روايات (أوليفر كرومويل) الثلاثية...
1
في أحد دفاتره سجّل تشيخوف النادرة التالية: "رجل في مونتي كارلو يذهب إلى كازينو للقمار، يربح مليوناً، يعود لمنزله، ينتحر." في تلك النواة لقصة مستقبلية لم تُكتب، يتكثف الشكل التقليدي للقصة القصيرة. فعلى عكس المتوقع والمتعارف عليه (مقامر – يخسر – ينتحر)، فالخدعة هنا تتمثل في المفارقة. في هذه...
المفهوم اللغوي للقصة :
القصة لغة تعني الشأن والأمر وجاء في مختار الصحاح (قص) أثره وتتبعه من باب رد و(قصصا) وأيضاً ومنه قوله تعالي : {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف : 64] , وكذا (اقتص) أثره و(تقصص) أثره . و(القصة) الأمر والحديث وقد (اقتص) الحديث رواه علي وجهه . و(قص) عليه الخبر...
القصة القصيرة جدا، جنس أدبي استطاع أن يتخذ له موضعا بين الأجناس الأدبية، وقد لاقي اقبالا كبيرا، واهتماما لافتا في المشهد الابداعي المغربي، مع توالي الاصدارات. وقد بلغ الاهتمام بهذا الجنس درجة تخصيص أيام دراسية ونشر مختارات لكتابه ضمن انطولوجيات مختصة(1).بيد أن هذا الجنس القصصي ما زال يثير جدلا...
تمهيـــد أولـــــي:
ظهرت القصة القصيرة جدا منذ التسعينيات من القرن الماضي استجابة لمجموعة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية المعقدة والمتشابكة التي أقلقت الإنسان وما تزال تقلقه وتزعجه ولا تتركه يحس بنعيم التروي والاستقرار والتأمل، ناهيك عن عامل السرعة الذي يستوجب قراءة النصوص...
كان يفترض بالسنوات التي انقضت على إطلالة القصة القصيرة جداً كمذهب جديد ومختلف على الساحة الأدبية العربية أن تكون كافية للتعريف بها وترسيخ مكانتها أو إشاحة النظر عنها. ولكن مقابل الدراسات المعدودة التي صدرت عن القصة القصيرة جداً والتي توجهت بالدرجة الأولى إلى المختصين، يبدو أن قصر القصة القصيرة...
القصة القصيرة جنس سردي عصي في نظامه الاختزالي الذي به تتكثف فاعلية عناصره، متشكلة في سرد يوصف بالقصر والاكتمال وبمسرود واحد يوصف بالمركزية في الأغلب.
وقد تبدو القصة القصيرة عصية بسبب سماتها التي تتضاد فيما بينهما حيث الاختزال يقابله التمثيل والتكثيف يقابله الإيفاء والقصر يقابله الاكتمال. وهو ما...
1) البناء من الأعلى إلى الأسفل:
- ما مستقبل القصة القصيرة؟
لا أعلم بالضبط إلى أي أفق ساذج سيقودنا هذا السؤال الساذج، المتسم بجهل متأصل بالتاريخ السري والعلني للقصة القصيرة.
إن أبسط ما يمكن تسجيله :
أ- إن كل شيء يبنى من الأسفل إلى الأعلى إلا القصة القصيرة، فهي كالبئر تبنى من الأعلى إلى الأسف...
تقوم الحتمية اللغوية على فكرة أنّ اللغة وبِنيتها تحدّدان الطرق التي يُبْنى بها العقل وتصوغان التفكير والنظرة إلى العالم وتشكّلان معرفة ذات نمط معيّن، ويرجع عهد هذه الفكرة إلى الفيلسوف الألماني «ولهالم همبولدت» 1767-1835م Wilhelm Humboldt وقد أثارها من جديد في الولايات المتحدة «إدوارد سابير»...