في الأدب الصيني (ملف)

لا تسألني من أين جئت، فمسقط رأسي في مكان بعيد. لماذا أنا شاردة؟ شاردة.... شاردة إلى بعيد؛ من أجل الطيور الصغيرة المحلّقة في السماء، والجداول التي تتدفق بخفة وسط الجبال، ومن أجل المروج الواسعة؛ أشرد إلى مكان بعيد. وكذلك أشرد أيضاً، من أجل شجرة الزيتون الكامنة في أحلامي. لا تسألني من أين...
إن ليل وصباح مدينة ما ، يحكيان قصصًا مغايرة تمامًا. عندما نظرت من أعلى المبنى ، رأيت أنوار مدينةتشانغ تشون المبهجة،مما دفعني إلى السير فوراً في شوارعها، لاكتشاف تلك الحكايات التي تنتظرني هناك. مدينة تشانغ تشون تقع في مقاطعة جي لين ، شمال شرقي الصين ، وهي عاصمة المقاطعة وتعد مركز الدائرة...
(1) الإنسان غريب الأطوار حقا، عندما يكون في غرفة أو مكان صغير، يسرح عقله في عالم الخيال ويهيم فيه طولا وعرضا، لكن حينما أكتب مذكرات أسفاري المتنوعة إلى الجبال الشاهقة المشهورة والأنهار الممتدة في كل بقاع الأرض، كانت هناك دوما بعض النقاط المبهمة وغير الجلية، ثابتة أمام عيني، ربما كان رجلاً...
كانا يتقدمان بخطاهما في الشارع، دون أن يتجاذبا أطراف الحديث. وكانت الضوضاء المنبعثة من السيارات عالية صاخبة. حان موعد الغداء، فقالت الصبية: “لا أريد أن أتناول الطعام، لست جائعة”. دخلا إلى مطعم، وجلسا في إحدى زواياه، أخذا يتأملان الشمس الساطعة، والشمسيات الحمراء المارة في الطريق، والمبهرة للنظر...
هذه قصة حقيقية.. كانت هناك فتاة ساحرة الجمال من عائلة كريمة تعيش في قرية، وكان يتمنى أناس كثيرون أن يتوسطون في موضوع زواجها، ولكنهم لم يصرحوا عن ذلك قط. لم تكن الفتاة قد تعدت الخامسة عشر أو السادسة عشر من عمرها في ذلك العام، عندما ذهبت ذات ليلة من ليالي الربيع للوقوف عند الباب الخلفي ، وكانت...
كانت لدي هواية عظيمة في السابق، ألا وهي النقاش عن الحياة, وفي أوقات كثيرة كان يغمرني شعور عظيم, في كل مرة كنت أمارس فيها هذه الهواية، وهذا الشعور جعلني مستمتعا بهاـ لا أكل منها أبدا. حتى أتى يوم، ولا يزال قلبي يخفق حتى الآن, كلما ذكرت بهذا اليوم الغاية في السوء. ففي ذلك اليوم, كانت الصديقة التي...
لم التق بوالدى لأكثر من عامين، وأكثر شيء محفور في ذاكرتي ولا أستطيع نسيانه هو هيئته من الخلف. رحلت جدتى في شتاء ذلك العام، وانتهت مدة عمل والدى، مررنا بأيام قاسية توالت فيها المصائب. قررت العودة من بكين إلى شو جو، لأحضر مع والدى المأتم، وعندما وصلت إلى هناك لرؤيته، كان فناء المنزل ممتلئ بأشياء...
إن الروح تشعر بقدر من السكينة المسبقة لتواجدها في مكان ما، فتسوق المرء إليه بلا تفسير. أخيراً … أفضى بي ذلك الزقاق الطويل الذي سكنت فيه إلى شارع فسيح، ظننت أن هذا الزقاق لا نهاية له، تركت نفسي أسير مع سيل الطريق، الذي يقسم البيوت القديمة رمادية اللون، حمراء القرميد والنوافذ على جانبي...
لا يكون الأمر مملاً تماماً حينما يداهمني الأرق. بعد الساعة الرابعة والنصف فجراً، يمكنني أن استمع إلى صوت مبهم غير واضح لكنس الأرض، منبعث من خارج النافذة؛ بعيد ويدنو، خفيف ويحتد، كما أنه غاية في الرقة، وكأنه طراز حديث لسلم موسيقي ابتُكر خصيصاً. ينشغل تفكيري أحياناً بعامل النظافة الذي يكنس الأرض،...
تقول الفتاة، أنه لا يمكنها أن تكون مع من تحب الآن، فتعلق نفسها بأمل لقائه في يوم ما، من سنة ما، في مكان ما. أيمكن أن يحدث ذلك فعلاً؟ دائمًا ما تكون قلوبنا مفعمة بالأمل عندما نقول يوم ما، من سنة ما، في مكان ما، وفي الوقت ذاته يخالجنا شعور بالإحباط؛ لأننا ندرك لو كان الأمر متاحًا الآن، ما كانت...
رائع حقًّا! أهداني صديق زوجين من طيور الزيبرا. وضعهما بداخل قفص بسيط من أعواد البامبو المضفرة، بداخل القفص كانت توجد أيضًا لفافة من العشب الجاف، التي كانت بمنزلة عش دافئ ومريح لهما. يقال: إن هذا نوع من الطيور يهاب البشر. عَلقت القفص أمام النافذة، حيث كانت هناك أصيصة لنبات الغيلان الفرنسي مزدهرة...
أحياناً عندما تنظر إلى شجرة، تشعر، أنها كإنسان. هناك شجرة كاكي، تشبه شخصاً. شجرة الكاكي تشبه شيخاً. لحاء شجرة الكاكي أسمر اللون، أغصانها منحنية، تبدو للشخص غليظةً ومُعَرَّقة، كوجه شيخ خُطَّ بالتجاعيد؛ أو، أن وجه الشيخ المليء بالتجاعيد يشبه شجرة كاكي مُعَرَّقة. كانت شجرة الكاكي تنتصب بشموخ في...
منذ أن هبط الضباب، نما لكل شيء في الأرجاء ريشٌ طويلٌ جداً لا يتوقف عن التواثب. كنت أمضي اليوم بأكمله محدقة العينين حتى أرى أي شيء بوضوح، وآلمتني عيناي أشد ألم. هذا الضباب اللعين الذي يغمر الأنحاء، حتى أنه يملأ الغرف كلها، كدخان كثيف متفجر، يغطي الفضاء من الصباح إلى المساء، تاركاً الجدران...
إنَّ ظاهرةَ النينو موجودة في الحقيقة، والدليل الأوضح على وجودها هو برودة فصل الشتاء عن السابق، حيث كان في السنوات الماضية يمر بسرعة كيعسوب يلامس سطح الماء، تاركاً الناس مرتبكين في حالة ما بين السعادة والحزن. خلال الشتاء كنت ما زلت مسؤولاً وقت الظهيرة عن توصيل ابنتي الصغيرة إلى المدرسة، وكنت...
المترجمة المصرية يارا المصري خريجة كلية الألسن، قسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس عام 2012، حاصلة على شهادة في اللغة الصينية من جامعة شاندونج للمعلمين. نشرت قصصا ومقالات ونصوصا شعرية مترجمة من اللغة الصينية إلى اللغة العربية في مجلات دبي الثقافية والإعلام والعصر وشؤون أدبية ومجلة العربي، وصحيفة...

هذا الملف

نصوص
45
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى