تظل قضية الرواية وعلاقتها بالسيرة الذاتية كجنسين أدبيين من قضايا السرد التي تفرض حضورها على الساحة الأدبية ، بل هناك من يري أن السيرة الذاتية والرواية جنس سردي واحد والتبست صفة السيرة بالرواية، فهناك من يقول إلي أن كاتب السيرة يروي تجارب حياته ويكون قد كتب رواية دون أن يقصد، تحمل سمات وتقنيات...
استوقفني في مقامه بابتسامته ، خفق قلبي على بابه ، فاضت مشاعري ، انجذبت نحوه ، وحلق بنا في فضاءات الدنيا ، فيض جارف من المشاعر وسعادة غامرة ، تتدفق في شرايين القلب ، تولد النبض في محراب عينيها ، نظراتها تدلك الوجدان ، نمتطى سحب السماء على جناح العشق والغرام نستنشق عبير الهواء الذي يمنحنا جرعات...
طل الضياء من وجه القمر
وفاض ماء الحسن
من ثغر غمازتك
وتفجر التحنان من منابع العيون
وهتفت الريح بنسيم الصبا
وتراقص زهرها الخمري
المعتق برائحة الليمون
والبرتقال من خاطري
تنثر السكر في محراب العاشق المتبتلِ
ونامت روحي
بين هدب جفنيك المكخلِ
وحتيني يشعل الآهات
في رياض العاشقين
وأسكب حبات الهوي في كأس...
صليت ركعتي العشق
علي وجه القمر
وحطت غمازتان
علي خديها وفاض النور
من ابتسامة شفتيها
وهامت عيون الحسن
برعشة سحر الرغبة
وعبير الألحان
يرفرف في فضاء النجوى
عصفورٌ يصطاد حبات القطر
من ثغر السحاب
والزهور الناضرات
يرويها عذابي
والعيون الكحيلة
يسعدها عتابي
يا نفحة روح الحياري
وهمسة عشق السكاري
ودفء...
شدت روحي لرؤيتها
وهام القلب في فرحٍ
ألا أيها الطائر
توقف عندنا لحظة
وحلق في سماءٍ عذرية الطلعة
وعاشق يهوى معشوق سقاه من لظى الجمر،
يتجرع من فراق الهجر لهيبا أحرق الوصلِ في دفاتر العشق،
وتمددت حروف الكلمات في قاع الهم
أنيناً يكوي نشوة اللذة
ويعنريني وجع المواجع
من الأنواء هاربة
وتيه السكرة الكبري...
منذ بدأت أشعر بالحب عادت الروح إلي الروح
ووجدت في قفصي عصافير تشرد في خلوتي
وطير يرتجف إذا ما أمررت عليه يدي ،
تلك الجالسة على شاطئ البحر تتنصت إلي السكون
تشكو بأوجاعها ـ وقد خيل إليها الشعور المرهف
أن الطبيعة أصبحت مغرمة بها ،
فتنجني على أذنيها لتلهمها أسرار ما يحدث بين الأرض والسماء ،
واستمعت...
قسمتني المدينة قسمين ،
فأنا شطرٌ ،
وظلي الذي يسير في شوارعها شطر ،
وعاد ظلي إلي وفاض الضياء من لهفتي عليها ،
انتفضت الطبيعة بعاصفة رملية صفراء غبرت سماء المدينة ،
ومشت الأرض في جنازة الحرية إلي خارج دنيانا ، بسطت مآقيها إلي خارج الحدود وعادت من مآتمها إلي عيش احلامها ، وآلفت ما بين الضد والضد...
لأنها تدرك ما بي من عشق ، تدللت ، وباعدت بيننا بقسوةٍ مصطنعةٍ ،
غلفتها بكبرياء النمرة ،
نشبت أظافرها في مشاعري وأدمت قلبي بحزنٍ ينزف أوجعاً ،
وألمٍ يعصف احاسيسي المرهقة بآهاتٍ تئن من طول البعاد ،
وما بيننا من حواجز كلما رأيتها يهرني الشوق و تلجمنا قيود العتاب
في بُعدٍ من الهجر جارحللحب شعاع...
الشوارع الخالية ..
تؤكد أن الناس قد دخلوا مساكنهم،
خشية الخطر الذي يتربص بهم
أتامل طلعة وجه وضاء أهواه في غمار اليأس
من ذلك الوباء الذي يحصد العديد من سكان العالم
الساعة أوشكت علي الساعة مساءا
وبدأ حظر التجوال يهرول
نحو الزقازيق النائمة بجوار النهر
وقفت في الميدان الخالي تماما من الناس
ورنوت...
كورونا الخوف
اللحظات التي تحل بنا ثم تمضي عنا راحلة هي نفس اللحظات حينما يحدق بنا الخوف والخطر ،ونصبح نهبا للشكوك ، حينما يطيش منا الصواب في وقت الخطر ،تزوغ الأبصار ،وتسلب الإرادة ، نشرع في تدبير خطط للقيام بما يمكن عمله لتحاشي الخطر الداهم الذي يهددنا ويبث الذعر في نفوسنا.
عادات تافهة وصغائر...