عزمي العفّاس

تنبرج الكلمات على سطح الذّهن، وأستفيق فأجد نفسي ميّتا، أو ميْتًا. لستُ أدري حقيقة الأمر ولكنّني واصلت العيش وكأنّني كذلك. لا أثر لعزاء أو فقدان، ولا أثر لأنّني فعلا ميْتٌ. ولكنّني مازلتُ لم أعِ بعدُ ما يحدث. أنا فقط نظرتُ فوجدت أنّني كذلك، ولم تستطع هذه الفكرة أن تفارقني. كأنّ أرضا ما أطبقتْ...
تسقط عَبراتٌ فوقَ عقْر الأحلام، وتحاول الأطياف أن تبدّد صلابة وفرة الأشجان. لكلّ عين ما تصطاده من كلمات عجزت عن بلوغ المقصد، فتنقلب الأجفان حتّى تستطيع القلوب أن ترى ما لم تشاهده: للبيت سطوة، وللماء سُلطة، وللوهم خيلاؤه اللّامتناهية. هل يمكن أن يستمرّ الشّيء فقط لأنّه يجب أن يستمرّ؟ أم على...
أستفيقُ دونَ أن أشعر بذلك، أستلقي على الفراش قليلا حتّى أتحسّس موضعي فيه، أو حتّى أتعرّف على وجودي داخل إطار صغير، ووسط لحاف كبير. ربّما لم أعرف جيّدا في البداية أنّ الوعاء سيّد الفضاء، ولكن لليد قدرة على سبر أغوار المعروف، والموجود، وممكن الوجود. أضع يدي فوق اللّحاف، لا تحضّرا للنّهوض أو...
تحتمي الصّرخات ببعضها البعض، وأخرى تنبتُ في قوافِي الحنجرة. تتسلّقُ الحروفُ الأنابيبَ ثمّ تعجزُ عن الرّؤية وتتجهّز للاستلقاء في انتظار أخواتها. تنزلقُ الكلماتُ ثمّ تخرج مشوّهةً وكأنّ ما يُقالُ أحجيةُ المسافرِ نحوَ قُفل المستحيل. تتقارعُ النّقاطُ ثمّ تلتئم وتأخذ في النّحيب، وترثي الأوتارُ قدَر...
أنظرُ نحوَ صفاءِ الجُرحِ، ثمّ أقبّلُهُ وألقيهِ نحوِي، وأغفو قليلًا في فواصِلِهِ. ربّما امتلأتُ بما فعلتْ ذاتِي لذاتِي حينَ رحّبتْ بدُموعِ بناتِ اللّهِ فوقَ عُنُقِي، أو ربّما استطعتُ معرفَةَ أغنيتي. -هل نمتِ؟ -أحاولُ أن أنموَ كلّما قفلتَ زرَّ الغدِ، وأحاولُ أنْ أبقِي اليومَ غدَنَا. هلْ استيقظْتَ...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى