كنعان جدي ..
منذ كان التاريخ شتلة زيتون
غرسها كنعان على
سفوح الجبال
كنعان جدي
ذاك الذي بذر النجوم في الآفاق
لتنير مدائن النور المقدس
في جبال الكرمل
والجليل
..
كنعان جدي .. ذلك العملاق
من زرع الموج في بحر يافا
ليردد البحارة اناشيدهم
وهم يعودون فجرا لبيوت عكا وحيفا ..
كنعان جدي ..
قبل ميلاد الزمان...
وصبرت حتى قيل دون كرامة
وحلمت حتى قيل ما اغباه !
وعفوت حتى قيل عني احمق
وحزنت حتى قيل ما اضناه ؟
حاذر مصارحة اللئيم فإنه
ان ظن خيرا .. قال ما اشقاه ؟
هيهات يشعر عاذل متشمت
بأنين روحك .. بالذي تلقاه
فاحفظ جبينك رغم حزنك عاليا
واصعد كفجر .. رافعا اياه ..
واصبر فكل الناس إما شامت
او عابث يلهو...
لو ان قلبي ميت لدفنته
لكنه يا للغرابة يخفق
ويطول نوم النائمين بليلهم
ويظل قلبي ساهرا لا يرفق
وتثيره اشجان ذكرى غادرت
فكأنما جمر يئن ويحرق
ويمر طيف الغائبين كنسمة
ان حاورت اصداء قلبك تشهق
يا قلب رفقا قد تعبت فاعطني
بعض السعادة قد عهدتك تشفق
فيجيبني والنبض يوجع خافقي
وتكاد روحي في الدجى...
بريء من صحاري الصمت
من عجز تغلغل في ملامحكم
بريء من هزال الذل
يرجف في مواقفكم
بريء من تهافتكم ..
بريء من تنافخكم
تقزمكم ..
بريء من تخاذلكم
فحتى النمل ان حاولت تقتله
يدافع عن ثقوب الأرض
ماذا عن مدائنكم ؟
وماذا عن ظلال القدس ؟
ماذا عن مساجدكم
كنائسكم ؟
حتى الحجارة تغضب ..
ان طرقت اديمها صرخت...
انه الطوفان يصعد
نحو افق الزلزلة
هو الطوفان يمحو ما تراكم
من غبار المهزلة
يمضي كموج البحر ..
يشعل للصباح شموسه
ويفتح ابواب السماوات التي
من الف دهر مقفلة ..
نهضت جباه الثائرين فأجفلت
قطعان ذل آفلة ..
وتساءل الجبناء .. ماذا ؟
كيف ؟ .. ما ؟
اين الحليف يغيثنا ؟
فركوعنا وخضوعنا والذل له ؟
نحن...
ما زلت حياً
غير ان الروح أضحت
بحر ثلج وشظايا
وانكسارات حزينة
.. طروادة العذراء يخنقها الحصار
وفي المدى غيوم الموت قادمة
ونحن نفتح لحصان الغدر
أبواب المدينة
* * *
أي بحر من جنون
أي طوفان مقيت ..؟
أي غيم أسود !
وأي ريح أسقطت قناع الزيف
يا وجه الحقيقة ؟!
* * *
سامحيني يا حبيبة
إذ أتيتك مرهقاً...
سارحل مثل كل الراحلين ..
يقول قلبي ..
سامضي مثل هذا الليل ..
كالغيم المسافر ..
مثل سرب من طيور ..
في اخاديد السحاب ..
سامضي حاملا ما فات .. امضي
مثل حلم قد تعمد بالغياب ..
ساغيب وحدي كالندى
كالامنيات ..
كالبحر حين تهزه في الموج
اشرعة الشتات
سيمر هذا الليل دوني ..
دون وقع خطاي ..
دون ظلالي...
من تدعو إذا ناديت؟
من في الحي قد رحلوا
تجيبك وحشة الأطلال
قد راحوا وما وصلوا
وبلغ أمّة المليار ..
من صمتوا ومن خذلوا ..
ما كانوا لنا أهلاً
فلا نصروا ولا عدلوا
وكانوا للعدى عوناً
فهم خانوا وهم قتلوا
وهم خفوا إلى سلم
وعند دمائنا ثقلوا
طلبنا العون من ألمٍ
فما سمعوا وما عقلوا
بلاد...
عزّ الرجال فليس في
كل المدى غير الزبد
عزّ الرجال فليس في
أمم المذلة من أحد
في كل شبر دولة
وشعوب نمل لا تعد
كالرمل تنثره الرياح
كمثل بركان خمد
في كل واد معبد
أصنام قهر تستبد
الذل أصبح قبلة
والكل يتبع ما عبد
فإذا دعوت إلى الجهاد
فلا مجيب ولا مدد
كيف الجبال تبخرت
والجمر فيكم قد برد
كيف...
صامد بوجه الموت ..
رغم اوجاع الأنين ...
ماتت امي ليلة امس
وابي استشهد
منذ سنين ...
ما زلت طفلا ..
غير اني صامد ..
في الليل ابكي وحدتي
والجوع ..
لكن امي اخبرتني ..
ان لي بيتا هناك ..
على شواطئ موطني
وان بلادي اسمها ..
كل فلسطين ..
صامد ما زلت .. اهتف
واقفا ..
مفتاح بيتنا معي ..
مازلت احمله...
بلاد العرب خذلاني
من القاصي الى الداني
فلا لغة لنا شفعت
ولا اهتزت .. لأديان
سيول من دمي فاضت
وقصف هز اركاني
وغزة اذ يُناديكم ..
هدير نزيفها القاني
فكان الصمت شيمتكم
كعادتكم بخذلاني
نسيتم وحدة...
الأرض ارضي والبلاد بلادي
لن استكين لسطوة الجلاد ..
خنق العدو ببطشه احلامي ..
فأطل فجري مشرقا وينادي
حلم العدو بأن يميت هويتي
ويحيل تاريخي لمحض رماد
فأتاه رد الثائرين مزلزلا ..
لن تنحني لرياحكم اوتادي ..
كم من بيوت قد هدمتم عزها ..
كم في السجون وضعت من اولادي
وظننت ارضي قد اتتك سبية
وبأن...
مهداة الى زعماء من ورق *
تجمعوا .. كسرب (بق ) ميت
يتاملون المجزرة
يراهنون .. ويحسبون ويرجفون ..
يتلعثمون ويشهقون ..
وينبحون
فقد تساقط كل وهم
عن مدى قبح الخيانة
***
.. دم الاطفال في غزة
يحاصر بذخ قصوركم
يحاصر عجز جيوشكم
صرخات طفل يحترق
صرخات ام تلملم الآن
اشلاء ابناءها
تساؤل طفلة...
مرتعشة
تدق اصابع الريح
زجاج النوافذ العتيقة ..
يتثاءب المساء ..
وعلى مهل
يلقي الليل عباءته
على خدر الغروب
كطفلة مشاغبة تداعب الاغصان اليابسة
زجاج نافذة لا تصد الريح …
مساء اخر
تقول صورة معلقة على الجدار ..
وشيئا فشيئا
يتسلق مربع الضوء الباهت
شقوق الحائط ..
ليختفي في تعرجات السقف العتيق ...