بكأسين من نبيذ شعبيٍّ رخيص
أكسب وِدَّ ليل شتويٍّ بارد
مُجَرَّدُ اقتراب من خطوط التَّماس
--
الوقت
محاولة فاشلة
لقتل الموت
--
جثث القتلى
دليل آخر
على بؤس هذا العالم
--
الجوع مِشْرطٌ
بِيَدِ جَرَّاحٍ
فاشل
--
الحرب السِّيبرانيَّة
عملية تجميل
لوجه قبيح
--
كل رصيد الإنسانية
من البداية إلى النهاية...
من بؤبؤ عين سحرية
أترصد الوقت الجاثم على الباب
كان يرتدي بِزَّةً عَسْكَرِيَّةً
يبدو طويلا ، شاحب الوجه
و دون أن أفتح الباب
أمد يدي
أتلمس ملامحه المبهمة
أطلق النار عليها
فجأة
أسمع قهقهات بمذاق جرح غائر
أسحب كفي و إذا بها
مقاطع فيديو
لحرب هجينة قادمة
شريحة بيانات " فايف جي "
و قائمة بأدوية...
استوقفتني مومياء مقعدة
كانت تجلس على كرسي يتأرجح
أفكارها كانت هي ايضا تتأرجح
سألتني إن كان بإمكاني أن أقتني لها كمبيوتر من صنف الجيل الأخير
يلزمها ذلك في أقرب وقت
تريد أن تعالج نصوصا حَجَرِيَّةً
لأصدقاء موتى
قالت و هي تبتسم
لقد بات التواصل مع زُوَّارِ هذا الزمن شيئا صعبا
العالم يتغير ، أليس...
شارع الحمراء "
الرصيف المكتظُّ بِمُسْتَحْلَبَاتِ الأديان البيولجية ،
يدوس بأرجل اسفنجية على أرحام العاهرات
بالتبني ، واجهاته الأمامية تعج بأخبث إبتكارات
العولمة و " اللاهوية " ..
بأناقة المتخرجين من بيوت الدعارة ، شارع
الحمراء الشهير ، يرتدي فروة بلون مساء صَيْفِيٍّ و
على رأسه تجثم قبعة لها مواء...
مالت على بيتي
في ليلة صيف مُقمِرة
كانت مُجرَّد عابرة
تروم شربة ماء لا أقل و لا أكثر
قلت على الرحب و السعة
إغلقي الباب وراءك
لو سمحت
و تفضلي بالجلوس هنا
هنا بجانبي على الأريكة
تحتاجين لبعض الراحة قبل أن تشربي
و أحتاج
إلى قليل من دفء الكلام
و أنوثة الأيام
الوحدة صقيع قاتل
يا سيدتي
برد الروح...
إلى الشاعرة الأحجية / الشاعرة التونسية Sonia Ferjani
هكذا أنا أراها
تطعم الأغاني للحمام و تسقي بريقها أسراب الغمام
اعلم أين كنت
قبل أربعين عام من الآن
مضغة حرف بهي
في رحم الغمام
و الآن
و بعد أربعين عام
يروي الحمام قصة صبية
بلغت من العمر سن ابتسامه
يحط الغمام على كفها كل مساء
و ينام ...
كان معي على الخط
يقول بصوت مرتبك :
أرجوك
احضر حالا
أنا في حاجة لك
قلت : مسافة الطريق
قال : لا
قلت : نصف المسافة
قال : لا
قلت : مسافة " الواتس آب " إذا
أنا الآن عندك و في خدمتك
قل ما تريد أن تقول
فإنني أراك
و أسمعك !
محمد الناصر شيخاوي/ تونس
الإهداء : إلى شاعرتي المفضلة/ المدهشة Sonia Ferjani
حرفها دلو
و بوحها ماء تسقى به الأرواح
تهتز روحي طربا و تربو
إذا ما أطلت روحها
تحن لأشباهها الأرواح
للأرض باب
توارى عن الأرواح بالحجب
رفع الستار
و أبان عن سره الباب
خارطة الطريق في أشعارها و دليلكم
شاعرة بيدها المفتاح
نعم
للأرض باب و سوف نفتحه...
خَيْرًا رَأَيْتُ
فيمَا يرى النَّائِمُ
كأنّ نهرا دَافِقا يجري من دمي
تَتَبَّعْتُ من فَزَعٍ
أثر الدّماء لحدِّ الْمنبعِ
فُوجئْتُ لمَّا وجدتُكَ
تُمسِكُ بالطَّرف الآخرِ من الْحلمِ
وَ وجدتُ بين يديْكَ
ثغري وَ فمي
تقْضِمُ الشِّفَاهَ منِّي
في لهْفةٍ
و تمتصُّ دمي
فَرَحًا بِكَ وَ بالْمَسْفوحِ من دمي
صحتُ...