محمد الناصر شيخاوي - إِرْسَالِيَّة قَصِيرَة وعاجلة لبيروت

صباح الْخيْر حبيبتي بيروت
أُعْذُرِينِي إِذْ أَنَا غادرْتُ بَاكِرًا
ذَاكَ الصَّباح
لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُقَبِّلَكِ كَمَا تَعَوَّدْتُ
قَبْلَ كُلِّ رَحِيل
فاجأني السفر مثلما فاجأ سماءك الدخان
حَتَّى أَنَّنِي
لَمْ أُوَضِّبْ سَرِيرِي كَمَا دَأَبْتُ
وَ لَمْ أُسَرِّحْ شَعْرِي مِثْلَمَا رَغِبْتُ
بِالْكَادِ جَمَعْتُ أَوْرَادِي
قَبَسًا من" أَغَانِي الْحَيَاة "
وَ حَفْنَةً
مِنْ أَسَارِيرِ وَجْهِكِ النضيد
بيروت يا قبلة العشاق
يا زهرة المدائن و موطن كل مريد
كوني على يقين من عودتي قريبا
كطائر الفينيق من الرماد أعود
غدا
أو بعد غد
أو ذات عام
حِينها
سترقص المرافئ
وتَشْدُو النوارس بِلَحْنِ الْخُلُودِ :
" إذا الشعب يوما أراد الحياة " (*)


(*) قصيدة " إرادة الحياة " لشاعر الخضراء الخالد أبو القاسم الشابي
محمد الناصر شيخاوي/تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى