لِمَ لا أراني إلّا على الجانب الآخر مِنَ الرّصيف
أُلَوِّحُ لي بِيَدٍ مُخَضَّبَةٍ بِالْوَجَعْ
وبالأخرى أحْمِلُ حقيبةَ أحلامٍ تالفة
لا تصلُح للسّفرْ
كَمْ أنا وحيدٌ وحزين
وكَمْ هِيَ طويلةٌ مسافاتِ الضّياعْ
*
لِمَ لا أراني أبدا على الجانب الضّاحك من الحياةِ
لماذا
- سُرعانَ ما تتخلّى عنّي -...
لا شيء يحجُبُ الصّمتَ
أقف الآن خلفي
خلفي تماما
لأراني من زاوية أخرى
هذا يُمكّنني من استعادة ملامحَ ماءٍ وطينٍ
شخوصا أضعتُ عناوينها وصُورا قديمة
أقف خلفي
كي أسنُدَ خطوات مُرتبكةً ضلّتْ طريقها ذات عبور خاطف
أقف ورائي
أُحدّق مليّا في هذا الذي أمامي
فلا أعرفه
ماذا أنا فاعل لو جاءتْ كعادتها ولم...
إلى وديع سعادة
الذين يستعيدون الحياةَ
في يومِهمُ الأخير
يُحدِِّقون بشراهة في أشياء
لم يكونوا قبل ذلك
يُعيرونها اهتماماً كبيراً
الذين يستعيدون الحياة
في يومِهمُ الأخير
لا يفهمون ما يجري حولهم
وكأطفال سُحِبتْ منهم لعبهم
يبكون كثيراً
الذين يستعيدون الحياة في يومِهمُ الأخير
تُعيدهمُ الحياةُ...
بكأسين من نبيذ شعبيٍّ رخيص
أكسب وِدَّ ليل شتويٍّ بارد
مُجَرَّدُ اقتراب من خطوط التَّماس
--
الوقت
محاولة فاشلة
لقتل الموت
--
جثث القتلى
دليل آخر
على بؤس هذا العالم
--
الجوع مِشْرطٌ
بِيَدِ جَرَّاحٍ
فاشل
--
الحرب السِّيبرانيَّة
عملية تجميل
لوجه قبيح
--
كل رصيد الإنسانية
من البداية إلى النهاية...
من بؤبؤ عين سحرية
أترصد الوقت الجاثم على الباب
كان يرتدي بِزَّةً عَسْكَرِيَّةً
يبدو طويلا ، شاحب الوجه
و دون أن أفتح الباب
أمد يدي
أتلمس ملامحه المبهمة
أطلق النار عليها
فجأة
أسمع قهقهات بمذاق جرح غائر
أسحب كفي و إذا بها
مقاطع فيديو
لحرب هجينة قادمة
شريحة بيانات " فايف جي "
و قائمة بأدوية...
استوقفتني مومياء مقعدة
كانت تجلس على كرسي يتأرجح
أفكارها كانت هي ايضا تتأرجح
سألتني إن كان بإمكاني أن أقتني لها كمبيوتر من صنف الجيل الأخير
يلزمها ذلك في أقرب وقت
تريد أن تعالج نصوصا حَجَرِيَّةً
لأصدقاء موتى
قالت و هي تبتسم
لقد بات التواصل مع زُوَّارِ هذا الزمن شيئا صعبا
العالم يتغير ، أليس...
شارع الحمراء "
الرصيف المكتظُّ بِمُسْتَحْلَبَاتِ الأديان البيولجية ،
يدوس بأرجل اسفنجية على أرحام العاهرات
بالتبني ، واجهاته الأمامية تعج بأخبث إبتكارات
العولمة و " اللاهوية " ..
بأناقة المتخرجين من بيوت الدعارة ، شارع
الحمراء الشهير ، يرتدي فروة بلون مساء صَيْفِيٍّ و
على رأسه تجثم قبعة لها مواء...