في نهاية الستينات من القرن الماضي اشترى مولاي ابراهيم جهاز فونوغراف. لصعوبة النطق بالكلمة حذف الغراف، وسماه الفونو. بعد صلاة العشاء، يفترش في فصل الصيف لحافا من الصوف وسط ساحة البيت، ويضع بجانبه صينية الشاي.
ينادي علي ابنه البكر بصوته الجهوري:
ـ حسن هات الفونو والأسطوانات!
ينزل حسن من الطابق...
توقفت زيتونة بجانب شجرة نارانج تلتقط أنفاسها. وضعت يدها على الجذع حتى تحافظ على توازنها. مسحت العرق الذي تصبب من جبينها. أحست بنسيم خفيف ينبعث من الأغصان الخضراء يُلطّف حرارة جسمها الذابل.
فجأة رأت شجرة أفوكادو تمر، وهي تقود سيارة فارهة، وترتدي قبعة أمريكية. تُخرج يدها من النافذة، وتدندن بصوت...
تتواجد بالقرية ثكنة عسكرية كبيرة.. كثرت الشكاوي التي يتلقاها المسؤولون. السكان محافظون.. في كل مرة يعترض شاب مُجند أو جُندي أعزب سبيل امرأة أو فتاة يغتصبها، أو يحاول اغتصابها.. أخذت السلطات في النهاية قرارا بإنشاء مبغى على هامش القرية بالزقاق المحاذي للوادي.. أغلب الدور غير مكتملة البناء،...
جعلت كأس العالم الأخيرة عائشة مغرمة بكرة القدم.. منذ أن سمعت بأن لاعبي الكرة يكسبون ملايين الدراهم في السنة، والبعض يكسبها في الشهر أو اليوم أو الساعة. أصبحت تتابع مع زوجها وأبنائها كل مباريات المنتخب الوطني. تسمع وتبحث في الهاتف كم يتقاضى كل لاعب..
قالت مع نفسها إن هؤلاء اللاعبين عكس السياسيين...
سمعت هند عويل النساء يعلو من وسط الدرب.. ارتفاع العويل واستمراره يوحي بأن شخصا عزيزا قد رحل إلى العالم الآخر.. عادت إلى البيت، وارتدت الجلباب بدل الكسوة التي تكشف عن فخديها.. استفسرت امرأة من الجيران قبل أن تدخل لتقديم العزاء.. غطّت شعرها بقُبّ الجلباب، وعانقت أم الفقيد ثم أخته.. جلست لبعض...
سمع علال بأن الحكومة خصصت دعما للفئات الهشة، يتراوح بين 500 والف درهم. من كثرة تحمسه لهذا الدعم أصبح كثير الكلام مع نفسه.. ينسى أحيانا أنه يتحدث بصوت عال. وعندما يمرّ بجانب شخص يلتفت إليه، يتدارك الأمر، ويخفض صوته:
ـ ستتوصل يا علال بمبلغ قار من المال في نهاية كل شهر من غير أن تعرق فيه. العربي...
وأنا أتصفح بعض وسائل التواصل الاجتماعي والتيك توك بالضبط، تفاجأت ببعض أشباه المؤثرين يدافعون عن عميد كلية بن مسيك، ويوهمونه بأنه كان على حق، وأن الطالبة التي ارتدت الكوفية في حفل التخرج سيّست الموقف، وأن الحرم الجامعي يجب أن يبقى في منأى عن السياسة. وأن كل المغاربة الذين وقفوا دفاعا عن الطالبة...
استيقظ حمّو متأخرا.. قضى النهار بالكامل في البحث عن الماء، وجَلْبه إلى البيت.. الآبار جفت، وكأن جهة ما تُسخّر قوى خفية لسحب الماء من تحت الأرض..
المطر الذي شاهده في مباراة لكرة القدم بمناسبة كأس أمم أروربا، لم يتركه ينام.. في كل مرة يتقلّب في الفراش، ويسأل نفسه:
ـ كيف تهطل الأمطار بغزارة في بلد...
شاهدت شريطا قصيرا لجمهور مختلط يستمتع بأغاني الداودية المطربة الشعبية.. وبالقرب من المنصة عدد من الفتيات في سن العشرينات والثلاثينات بزي عصري يجذبن ويرقصن بشكل جنوني..
اختلف الناس في التعاليق على الفيديو.. اختلفوا حول الغناء والرقص والمناسبة بين معجب ومستنكر..
لا أدري لماذا عادت بي الذاكرة إلى...
قال عباس بأن أسعار الأغنام هذا العام ارتفعت بشكل مُهول، فعلى من سترضى السماء؟ على الكسابة والسماسرة والعين التي لا تنام، ام على من يذهب كل يوم إلى السوق ويعود خائبا مثله.. رغم أن في جيبه ثلاثة آلاف وخمسمائة درهم فإنها أصبحت لا تساوي خروفا في حجم جرو صغير.. لابد أن السوق أصابها مسٌّ من البنك...
جمع عبد السلام أغراضه وخرج. فالحمام عندما يقترب وقت صلاة الجمعة، يكون شبه خال من الناس.. اقتنى تذكرة من الشباك، ودخل إلى الجلسة*. نزع ملابسه، وجمعها في الحقيبة، ثم قدمها رفقة التذكرة للشخص المكلف بمراقبة الحمام، فناوله دلوين.
اجتاز القُبّة الباردة، وتوقف في الثانية المعتدلة. فتح انبوبين، وملأ...
وهو يجلس الآن في ركن الغرفة، ينظر إلى جهاز التلفاز، يُحملق في الفراغ.. يرى شريطا معاكسا لما يُعرض على الشاشة.. يرى نفسه شابا في مقتبل العمر.. يحلم بأن يعيش كل الناس من حوله وضعا أفضل..
يحمل حقيبة، ويذهب إلى المدرسة.. يتعلم.. يدرس.. يفهم أحسن.. تسقط بين يديه كتب تحمل أفكارا جديدة تُعلم الناس كيف...
حاميد اليوسفي
قصة قصيرة
وقف علال أمام دكان بائع الدجاج، ينتظر دوره.. قِطَعُ اللحم معروضة أمام الزبائن.. يمكن أن تطلب ربع أو نصف كيلو أو حتى خمسة دراهم.. كل واحد يقتني حسب جيبه.. البائع يفتح المُبرّد، ويأخذ طائرا مذبوحا، ومُنقّى من الريش، يزنه ويحدد ثمنه بالآلة الحاسبة، ثم يضعه في كيس من...
منذ سنوات وهذه القرية الصغيرة المنسية بين الجبال تنام هادئة.. استيقظ حمو كعادته باكرا.. توضأ وصلى.. اتجه إلى الحظيرة لتفقد قطيع صغير من الماعز.. انتظر أن تستيقظ زوجته، وتحلب العنزة.. خرج بعد ذلك إلى العمل في الحقل القريب من مدخل القرية..
فكر في إزالة بعض الأحجار المسنة التي اعتقد أنها ستضايق...
لاشيء يبعث على أنك في مدينة غير المباني الاسمنتية والمقاهي الفاخرة.. السوق الأسبوعي يُقام كل يوم ثلاثاء.. ويأتيه التجار والباعة ثلاثة أيام قبل انعقاده..
لا حديث للسكان هذه الأيام الا عن الانتخابات الجماعية.. الحملة بدأت قبل أوانها.. الولائم تُقام هنا وهناك.. الذرائع كثيرة.. إقامة خطبة أو فرح أو...