استيقظ حمّو متأخرا.. قضى النهار بالكامل في البحث عن الماء، وجَلْبه إلى البيت.. الآبار جفت، وكأن جهة ما تُسخّر قوى خفية لسحب الماء من تحت الأرض..
المطر الذي شاهده في مباراة لكرة القدم بمناسبة كأس أمم أروربا، لم يتركه ينام.. في كل مرة يتقلّب في الفراش، ويسأل نفسه:
ـ كيف تهطل الأمطار بغزارة في بلد...
شاهدت شريطا قصيرا لجمهور مختلط يستمتع بأغاني الداودية المطربة الشعبية.. وبالقرب من المنصة عدد من الفتيات في سن العشرينات والثلاثينات بزي عصري يجذبن ويرقصن بشكل جنوني..
اختلف الناس في التعاليق على الفيديو.. اختلفوا حول الغناء والرقص والمناسبة بين معجب ومستنكر..
لا أدري لماذا عادت بي الذاكرة إلى...
قال عباس بأن أسعار الأغنام هذا العام ارتفعت بشكل مُهول، فعلى من سترضى السماء؟ على الكسابة والسماسرة والعين التي لا تنام، ام على من يذهب كل يوم إلى السوق ويعود خائبا مثله.. رغم أن في جيبه ثلاثة آلاف وخمسمائة درهم فإنها أصبحت لا تساوي خروفا في حجم جرو صغير.. لابد أن السوق أصابها مسٌّ من البنك...
جمع عبد السلام أغراضه وخرج. فالحمام عندما يقترب وقت صلاة الجمعة، يكون شبه خال من الناس.. اقتنى تذكرة من الشباك، ودخل إلى الجلسة*. نزع ملابسه، وجمعها في الحقيبة، ثم قدمها رفقة التذكرة للشخص المكلف بمراقبة الحمام، فناوله دلوين.
اجتاز القُبّة الباردة، وتوقف في الثانية المعتدلة. فتح انبوبين، وملأ...
وهو يجلس الآن في ركن الغرفة، ينظر إلى جهاز التلفاز، يُحملق في الفراغ.. يرى شريطا معاكسا لما يُعرض على الشاشة.. يرى نفسه شابا في مقتبل العمر.. يحلم بأن يعيش كل الناس من حوله وضعا أفضل..
يحمل حقيبة، ويذهب إلى المدرسة.. يتعلم.. يدرس.. يفهم أحسن.. تسقط بين يديه كتب تحمل أفكارا جديدة تُعلم الناس كيف...
حاميد اليوسفي
قصة قصيرة
وقف علال أمام دكان بائع الدجاج، ينتظر دوره.. قِطَعُ اللحم معروضة أمام الزبائن.. يمكن أن تطلب ربع أو نصف كيلو أو حتى خمسة دراهم.. كل واحد يقتني حسب جيبه.. البائع يفتح المُبرّد، ويأخذ طائرا مذبوحا، ومُنقّى من الريش، يزنه ويحدد ثمنه بالآلة الحاسبة، ثم يضعه في كيس من...
منذ سنوات وهذه القرية الصغيرة المنسية بين الجبال تنام هادئة.. استيقظ حمو كعادته باكرا.. توضأ وصلى.. اتجه إلى الحظيرة لتفقد قطيع صغير من الماعز.. انتظر أن تستيقظ زوجته، وتحلب العنزة.. خرج بعد ذلك إلى العمل في الحقل القريب من مدخل القرية..
فكر في إزالة بعض الأحجار المسنة التي اعتقد أنها ستضايق...
لاشيء يبعث على أنك في مدينة غير المباني الاسمنتية والمقاهي الفاخرة.. السوق الأسبوعي يُقام كل يوم ثلاثاء.. ويأتيه التجار والباعة ثلاثة أيام قبل انعقاده..
لا حديث للسكان هذه الأيام الا عن الانتخابات الجماعية.. الحملة بدأت قبل أوانها.. الولائم تُقام هنا وهناك.. الذرائع كثيرة.. إقامة خطبة أو فرح أو...
يُروى والعهدة على الرواة، أن شابا جميلا، يصنع ويبيع الحلوى، كان يطوف بعربته في أحد أزقة المدينة القديمة.. حدث ذلك منذ زمن بعيد.. فرأى فتاة تُطل من شُبّاك نافذة في الطابق الثاني.. وجهها سبحان الخالق الناطق، كأنه قمر يُضيء عتمة الليل.. أوقف العربة، ونظر حواليه، بعث لها بقُبلة عبر الهواء.. ابتسمت،...
بعد سفر طويل مع الحياة في القرى والمدن البعيدة.. التقينا في الربع ساعة الأخير من العمر، وكل واحد منا يحمل أماني السنين الماضية..
التقيت سي محمد حميدشات على ضفاف واد الزات العام الماضي، وقد مر على تخرجنا من الجامعة بفاس حوالي 40 سنة.. ظهر المهراز هذا الحصن أو القلعة التي احتضنتنا أربع سنوات...
قبل النوم عقدت العزم على أن أستيقظ باكرا، وأذهب إلى مقر التعاضدية العامة للتعليم.. في مثل هذه المواقف، اعتدت على أن ما أقرره في الليل، أتراجع عنه في النهار..
خرجت من المؤسسة التي أشتغل بها قبل الوقت المحدد.. لم أعمل في الحصة الأخيرة، لأنه لم يلتحق بالقاعة سوى تلميذ واحد، فأجّلت الدرس إلى الحصة...
خبر غريب انتشر بسرعة في الأنترنيت مثل وباء كورونا.. جعل المدينة تغلي صُحبة القرى المحيطة بها..
كل المواقع والصحف والمجلات في الداخل والخارج لا تتحدث إلا عن فتح الغرب لأبواب حدوده في وجه أبناء المؤمنين القادمين من الجنوب بشرطين، أن يساوي أو يقلّ العمر عن خمسة وأربعين سنة، وألّا يكون المعني...
جلس العربي بمفرده فوق العشب الأخضر، يتحدث مع نفسه في كل شيء، ولا شيء. الكرة في أدغال افريقيا.. ورطة إسرائيل في قطاع غزة.. نفاق أروبا العجوز.. تهديد جارة كندا بأن تمحو من الخريطة كل من سولت له نفسه الاعتداء على إسرائيل، أو الدفاع عن خصومها..
برم العربي ثالث سيجارة محشوة بالحشيش.. بدت له الأضواء...
يعتقد حسن بأن النحس يطارده.. بمجرد ما حصل على الإجازة، وقضى سنتين في الخدمة المدنية، تم الاستغناء عنه، ولم تستجب وزارة التربية لطلب إدماجه.. حدث ذلك في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي.. جرائد المعارضة فسرت المشكل بالتقويم الهيكلي الذي فرضه البنك الدولي على المغرب لتخفيض كثلة الأجور، وإعادة...
السماء صافية، لا يعكر زرقتها سوى غمامة بيضاء قادمة من الشمال لا يبدو أنها تحمل مطرا. رغم الصلاة والدعوات والوعود التي قطعها سكان القرية لضريح الولي الصالح، بقي الجفاف يتوالى يوما بعد آخر، حتى دبّ اليأس إلى النفوس.. العلف ارتفع ثمنه، ولم يعد في متناول صغار الفلاحين.. ما تبقى من رؤوس الماشية لا...