لا حديث للناس في مراكش إلا عن الصهد. عاصفة رملية تجتاح المدينة. عندما تمتزج كثافة الغبار بقوة الرياح الساخنة، وتسقط الأمطار، وتتهاوى الأشجار، ويتحول النهار إلى ليل، والناس تطلب اللطف من الله، يصبح الجو حامضا إلى حد القيء.
الأخبار تنقل بأن شجرة سقطت على رجل بعرصة البيلك فمات.
قال عبد الله وهو...
لا حديث للناس في المقاهي والبيوت إلا عن قرية في عمق الجبل. قيل بأن سكانها يعيشون مائة وأربعين سنة، ولا تعرف الأمراض إلى أجسامهم سبيلا. بعد هذا العمر المديد، يموتون واقفين مثل الأشجار.
عبد السلام النحيلة كما يلقبه أصدقاؤه، قرر أن يتأكد من هذه الحقيقة بنفسه. قد يعثر عند هؤلاء على وصفة سحرية لوقاية...
أطلقوا عليك أوصافا كثيرة. ألطفها وأخفها وقعا على نفسك: (اللويّن)*. هكذا بدأوا ينادونك عندما اشتد عودك. قبلت بالأمر على مضض. بدت الكلمة أقل إيلاما من غيرها. عانيت كثيرا وأنت طفل مع لونك.
أطفال الجيران ينادونك ب(القلاّوي)* ويهربون. وكلما أدركت أحدهم وسلخته، تأتي أسرته إلى البيت تُرغد وتُزبد...
ـ الزعفران الحر.. الزعفران الحر..
جاء الصوت قويا من الخارج. نهضت مسرعا، حتى لا يبتعد، أو يختفي في أحد الأزقة المجاورة. فتحت الباب، وناديت على البائع الذي تجاوز البيت بحوالي عشرة أمتار تقريبا. نحن في شهر يناير. الطقس في هذا الوقت شديد البرودة. كل الجبال المحيطة بقرية (بومالن دادس) مكسوة بالثلوج...
اكتشفت لأول مرة مجلة بصرياثا العام الماضي عن طريق موقع أنطولوجيا السرد، الذي يُشرف عليه الكاتب المغربي مهدي ناقوس، من خلال نشر ملصق حول الذكرى 18 لتأسيسها، يدعو الكتاب والمبدعين إلى المشاركة في هذا الاحتفال.
بعثت بقصة قصيرة تحمل عنوان (حبة شعير). وعندما نشرتها المجلة ضمن عدد شهر غشت تقاسمتها مع...
1
مرّ من أمامه ثنائي مثير. عجوز أوروبية تعانق شابا مغربيا في مقتبل العمر. يتحدثان مبتسمين. من ينظر إليهما باستغراب، يعتقد بأنهما ربما دخلا تجربة روميو وجيليت عن طريق الخطأ. المرأة تبدو في عمر جدّته. الجسد نحيف، الظهر لازال مستقيما، لكن البشرة متجعدة أكثر من اللازم. السروال القصير لا يكشف إلا...
مات والدك منذ سنتين. لم يترك لك شيئا. أمك اضطرت للزواج من رجل غريب. لفظتك المدرسة، لأنك لم تعد قادرا على تحمل إهانات المعلم والمدير وعقابهما في كل مرة أخللت بالاحترام اللازم لزملائك.
العربي زوج أمك ولد الكلب يصرخ في وجهها، وعلى مسمع منك، بأنه غير ملزم بتوفير المبيت والطعام لك. أنت أصبحت رجلا،...
(ياه ياه يا شوارع
بيروت الحرب اليومية
غناء أميمة خليل
لحن مارسيل خليفة
عزف فرقة الميادين)
* كلمات : بطرس روحانا
هذه الأغنية لنا معها ذكرى أليمة..
كنا مجموعة من الطلبة نتابع عن كثب حصار بيروت 1982 بحي الصبليون بفاس عبر الاذاعات العالمية.
الامازيغي صاحب الكشك الذي يبيع الدخان والجرائد...
الف رحمة ونور على روحك الطيبة يا حسن ، رغم ان الحكم لا يرقى إلى بشاعة الجريمة، فإن ابتسامتك ستظل تطارد كل المجرمين الذين ساهموا في اغتيالك.
لا أستوعب كيف ينام مجرمون ساهموا في ازهاق روح بدون وجه حق..
كيف يتجولون في الاسواق، ياكلون ويشربون، ويذهبون إلى الحمام، ويدخلون المسجد، ويفتحون المصحف،...
أفرشت قطعة من جلد الماعز فوق الصخرة. كل يوم تأتي لنفس المكان. الجو معتدل لا داعي لأن ترتدي ثيابا صوفية. صور جميلة من حياتها الماضية تنعكس مع ضوء القمر على سطح مياه الوادي.
قلبها مليء بالمسرات والجروح. الناس لا تفهم معنى أن يكون الإنسان سعيدا. الجميع يلومها بأنها لم تتزوج، وتجمع المال. وكان...
سأقتصر في كلمتي المقتضبة، في حق سي حاميد اليوسفي، على جملة من المحطات التي تمتد على مدى خمسين عامًا ونيف، والتي كان لها الأثر الكبير على شخصه، فأعطتنا تلك الشخصية الصموت، الخجولة بتعبيره. فهو الذي وصف نفسه بهذه الأوصاف، أثناء تقديمه لمجموعته القصصية "الكأس المسورة".
سأبدأ من ثانوية "محمد...
كلما تقدم عبد السلام في العمر أصبح أكثر رغبة في ممارسة الجنس. اكتشف بأن زوجته عندما تجاوزت سن الستين بدأت هذه الرغبة تموت عندها. وأصبحت أكثر تمنعا من نساء صقلية. ليميل بها إلى الفراش عليه أن يُخرج الجمل من سُمّ الإبرة.. يخرجان ويتجولان في الشارع العام.. يجلسان في المقهى.. يتناولان العشاء في...
خاطرة جميلة جادت بها قريحة الاستاد محمد ايت وكروش الدي خبر الاستاد سي حميد اليوسفي في مسيرته الابداعية التي تنساب في هدوء، ومسيرته النضالية التي تميزت بالرزانة والعطاء ونكران الذات. وهذه كانت ولازالت شيم المناضلين والمثقفين العضويين الدين يوثرون العمل في الظل بعيدا عن البهرجة والاضواء. شعاره...
معرفتي بالأستاذ سي حاميد اليوسفي حديثة لا تتجاوز الست سنوات. تعرفت عليه بحكم ارتيادي نفس المقهى المفضل عنده، وبحكم علاقته القديمة (أيام الدراسة بفاس) مع صديقي المرحوم الأستاذ عبد الصادق العرعوري.
حينها أصبحت اقرأ له قصصه التي ينشرها على صفحته في الفيس بوك، وعند لقائي به نناقش مواضيع عدة، ويبدي...
على سبيل التقديم:
لا يوجد إنسان لا يمارس الحكي، لا يسرد الوقائع، ولا يتلقف الأخبار، إلا إذا كان إنسانا مفرّطا في إنسانيته. لا ينتمي سي حاميد اليوسفي إلى هذه الفئة ولا يمكن أن يكون نصيرا لها طالما أنه يتحصّن بتجربة أدبية غنية تتسربل نسيجا من السرد الخصيب، لتورق مجموعة قصصية من أبرز سماتها التنوع...