سي حاميد اليوسفي - يا حنظلة أتعبتنا الأمنيات

بعد سفر طويل مع الحياة في القرى والمدن البعيدة.. التقينا في الربع ساعة الأخير من العمر، وكل واحد منا يحمل أماني السنين الماضية..
التقيت سي محمد حميدشات على ضفاف واد الزات العام الماضي، وقد مر على تخرجنا من الجامعة بفاس حوالي 40 سنة.. ظهر المهراز هذا الحصن أو القلعة التي احتضنتنا أربع سنوات بدفئها المعرفي والثقافي والسياسي..


1711018916718.png

قدم لي ديوانين شعريين من إنتاجه "لا بكاء على رحيل القمر" و "كالوشم فوق مرايا الصمت أكتبني".. وتواعدنا على اللقاء مجددا..
البارحة توصلت منه بمكالمة هاتفية كان موضوعها الدعوة لحضور حفل توقيع ديوانه الجديد "يا حنظلة أتعبتنا الأمنيات"..
تعرفت على حنظلة في ثمانينات القرن الماضي من خلال إحدى الجرائد الكويتية، وأظن أنها القبس أو السياسة الكويتية.. بقيت صورته عالقة بالذهن، صورة الطفل الحافي القدمين الذي يشبك يديه خلف ظهره، ويُعري ما يجري أمامه، ولا يلتفت إلى الخلف.. ينظر بعين ثالثة إلى ما لا نراه، أو نراه ونحاول تجاهله.. الطفل الذي يرفض أن يكبر.. الطفل الذي يشهد على فظاعة عصرنا..
حنظلة الطفل الذي أسر القارئ، وفرض عليه فتح الجريدة من صفحتها الأخيرة.. اسمه المشتق من الحنظل، يختزل نمط الحياة التي يعيشها..
وأنا اليوم أتساءل مع نفسي كيف سيقرأ الشعر الأمنيات التي أتعبت جيل حنظلة؟
بعد كل هذه السنين أما زال حنظلة طفلا "شقيا" متمردا شاهدا على العصر، يرفض أن يكبر، او يموت مثلنا؟..
أسئلة تفتح افق انتظار القارئ على الطريقة التي سيتعامل بها الشعر مع كل هذه الخيبات التي عاشها جيل حنظلة؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى