أنا لا أحزنُ مرّتين,
و إنّما أنبشُ قماطاً كانت قد دفنتْهُ الحربُ في حائطِ المقبرةِ
لألفَّ به بردَ حبيبي.
يتمزّقُ المبيضُ الأيسرُ و يطحنُني ميل جيبسون
بنسخةٍ جديدةٍ عن الآلام
لأصدّقَ أنّ الصلبَ لا يجوزُ إلّا بعد تفتّحِ الأوردةِ.
و أنّ صورةً وحيدةً, جديرةٌ بتسليطِ الضوءِ على فكرةِ الافتراسِ,
و...
كما هي عادتي الّتي ورثتُ,
لم أعَدْ أبالي بحوادثِ قتلي,
سواء على كرسيٍّ في قاعةِ حفلِ أوبرا
لموزارت
أو تحت ألوانِ لوحةٍ عُلّقَتْ بعنايةٍ في قصرِ يلدز,
قد تُحرَقُ في مبارزةٍ حول أسرّةِ السلاطين.
هكذا يحدثُ أحياناً..
على المدى الطويل,
تتحوّلُ المناديلُ البيضاءُ في يدِ الأبالسةِ المعمّرين
إلى ثعابين...
في الأربعين..
ينضجُ مشمشُها,
تسرفُ في حقنِ المواعيدِ, وحشرِ غنجِها
في دولابِهِ.
في الأربعين..
تعصرُ الأبيضَ فوق (التوست) البائسِ,
و عجلةِ الشّرهِ المُسالمةِ.
في الأربعين..
تُعَبْأُ في وَسْواسِها ,ظمأى لكاذبٍ يقتلعُ
إرباكَهُ,
و صديقاتٍ يحترْن في أسلوبِ خيانتِها.
ما علينا..
أشتاقُكَ, و الطباشيرُ...
لَيلي يئنُّ بحكاياتٍ وئيدة للغاية
ميلينا مطانيوس عيسى
ستولدينَ متمرّدةً فتعاقَبينَ في السنةِ
ألفَ مرّةٍ,
و تُختنين و يُرَشُّ البخورُ
فوق الثقوبِ في زوايا الجوى،
ستصطدمينَ به يلهثُ خلف أخماتوفا,
لينسحبَ عند أوّلِ نقطةِ تفتيشٍ
و يجفَّ الزبدُ و تلسعَكِ قناديلُ البحرِ,
في ذروةِ الحيضِ و الفيض و...
صدّقيهِ..
أحاديثُهُ عندما تقفزُ من عبِّ مقاتلٍ
و تُنضِجُ الغُنْجَ قبل أوانِهِ,
تقتلعُ فتياتِ الحيِّ من شرائطَ تزقزقُ
و ثرثراتٍ تحت الحمراء.
صدّقيهِ..
كلُّ المناديلِ لا تكفي لارتعاشٍ في إثرِ
خالٍ يذوي بعيداً عن أنفاسِهِ.
سقفُ توقِهِ عالٍ,
دثرّيهِ من بردِ هذه الليلة
فهو يا حبيبة مقتولٌ ,بسيجارةٍ...
في الأربعين..
ينضجُ مشمشُها,
تسرفُ في حقنِ المواعيدِ, وحشرِ غنجِها
في دولابِهِ.
في الأربعين..
تعصرُ الأبيضَ فوق (التوست) البائسِ,
و عجلةِ الشّرهِ المُسالمةِ.
في الأربعين..
تُعَبْأُ في وَسْواسِها ,ظمأى لكاذبٍ يقتلعُ
إرباكَهُ,
و صديقاتٍ يحترْن في أسلوبِ خيانتِها.
ما علينا..
أشتاقُكَ, و الطباشيرُ...
لا يُقتَلُ عازفُ البيانو قبل نزعِ
سُلَّمِ الطاعةِ من باحةِ
عوزِهِ,
يباغتُني البردُ وحيداً
و من بعيد أراقبُ نفقَكِ يهزأُ
بالقطاراتِ الحارّةِ,
تستعرُ حولَكِ الوجوه
تهدئين كحجرٍ,
أشعلُ أتراحي
وأغفو بعينٍ توقظُ الناجين.
لستُ عشباً برّياً
أنا نخلة..
أراقبُكِ من أعلى التلّةِ
وأحفظُ نشيدَكِ عن ظهرِ...