عبدالله عيسى

جسد آخر ُ قابل ٌ للحياة ِ ، على عجل ٍ، يتفقّدُ أعضاءه في المرايا ليرجع ، من حيث ُ عاد ، إلى رقصة ٍ الغجر ِالمائلين على وتر الأغنيات ِ . جسد ُ آخر ُ كاد يشبهني لا يليق ُ به غيره إذ يحب ّ ولا يترفّع عمن سواه سوى بالذي تشتهي من عناقيده سكرات ُ الجميلات ِ جسد ُ آخر بمخيلة ٍ الماء يحرس أوصافه...
المرأة التي كانت كانت جباه الرجال تخر على مقربة من ظلها الغاوي ، ويشتهونها كلما خلوا بنسائهم في المضاجع . ذاتها التي وصفها السكارى النرجسة الكاذبة ، وأسميتها حقل بنفسج بري . لم يعد عطرها يتجول في الحانات ويعبر بين الأرصفة والحدائق ويرمي على عابر تحت شرفتها قطر الندى . المرأة تلك لن يتعجل من...
لم أر قلبي أماراً بالكره ، كما ألفيته آنذاك في صباي ، منشغلاً عمن أحب بكره عبد الحليم حافظ . هكذا ، كره أصابني فأعمى حواسي ، حتى تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعه ، فأخلو بقلب بنت الجيران ، ويخلو قلبها لي . وكأنني في المهد ًْو صبياً كلمتها بحبي ، وكلمتني بحبها ، حتى اتسعت شهوة حواسنا بنا ، فصار يعلمني...
من أنتَ كي تتشبّهَ بعُصاةِ ذاكَ الحيّ كي تروي فنَذْكُر : أنّ بنتَ الجارِ ، من رجمُوا بأحجارِ الخطايا ، كلُّهمْ ، عذراءَ كانت ْمثل ذاكرةِ الصدى . أنّ الرجال َالقادمينَ بملحِ رائحةِ اللحى وبنادقَ عمياء َ لا يتجوّلونَ كما أرادوا بيننا من غيرِ سوءٍ . أنّنا في الظلّ ننسى كلّ شيءٍ غير أنّا ندفنُ...
يا وحيَنا كُلّنا ! وصَلْتَنا بالندى في نخلة ِ المرأة ِ الأولى وكادت سُنونوات ُ جسمِك َ أن تصحو على رقصة ِ المياه ِ في جِهَتَي أعضائِنا فأَضِئ ْ حواسَنا ببياضك َ القديم ِ وهُزَّ ضِفَّتَي ْ نومَنا الأرّاق ِ بالزبَد ِ الحبيبِ. بعثَرَنا الهواء ُ تحت َ قميصِك َ الفضَّاح ِ وارتبكت ْ...
يعيشُ معي، كعَينيّ، في غُرفةٍ مظلمةْ. صامتاً مثل نسرٍ عجوزٍ ترمّلَ، أعمى يُحدّقُ بي بين مقبرتينِ معلّقتينِ على معصميّ - إليّ! يصيحُ عليّ ، إذا ضَجِرتْ فكرتي منهُ في ظُلُماتِ الكوابيسِ . - ما قلتُ شيئاً . فقطْ دونَ أنْ أتمالَكَ نفسي ابْتَسمتُ . لأنّي اكْتشفتُ بأنّي ما زلتُ حيّا. يعضُّ على...
لمن أبقيت َ دمشق َ ؟ مبتلة ً أنفاسُها تحت الوسادة ِ في منافيكَ مذْ علّمتكَ حكمةَ الحصى في مجرى النهرِ القديمِ . ذاكَ الذي كُنتَ أنتَ : تختلي بالماءِ حتى تتفقّد وجهكَ : لستٌ جميلاً كما تشتهي بنتُ جارتنا التي رمّلتها الحروب ُ مرّتين ، ولم تبتسم لي في مرايايَ حتى رأيتُ صورتي تشبهني بين الدوائر حول...
كأني أرى في دمشق الذي لاتراه الحلازين ، والعابرون على رطن آثارهم فوق أحجارها العاليات وما لم تقلْ لسنونوة أهملت ْ عشّها عُرضة للغراب ِ ، الذي لم تُسرَّ به لسواي َ : الكلام المهجّى بلفظتنا ، سوّلتْهُ جوانحُنا لجوانحِنا .يتنفس الحبق َ المنزليّ على الشرفاتِ أعود معافى بها إذ تنادي عليّ إليها...
ذاك البيت ، الصغير كقرش في كف فقير أعمى ، بحصيرة القش التي اهنرأت من ثرثرات الضيوف وحسرات أهله . ذاك البيت ، بجدران من الطين حفرت على وحشته الرياح أبجدية من القش القديم وسقف من التوتياء تبني عليه الشمس عشاً لأحفادها وتغفو معهم في الظهيرة . ذاك البيت ، برائحة الخبيزة وخبز الصاج وفمك الطيب وأنت...
ع- بيتٌ من الطينِ خلفَ النهرِ، نافذةٌ تمشي إلى حقلَيْ كُرُنبٍ وباذنحانَ ، وامرأةٌ تروي لصورتِها في البئر شيئاً ، وتمضي نحو صورةِ زوجِها الذي لم يعدْ فوق الجدارِ ، وأنت َ مثلما كُنتَ ترمي رُكبتيكَ على عشبٍ تمهّلَ في النموّ. لا أحدُ يغيظ ، بما يأتيك َ، يومَكَ إلا من رآكَ ولم يمدحْ مكوثكَ في...

هذا الملف

نصوص
25
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى