شعبان عبدالكريم

لم نعد أطفالاً، فكما نظرت إليها بطريقة مختلفة وهي تُطعم الحمام فوق السطح، هي أيضاً ابتسمت لي، ابتسامة جديدة ذات مغزى. رحت أحتضن وجهها المرسوم على وسادتي كل ليلة، بحماس شديد رحت أحسب حسبتي: ثلاث سنوات ثانوي، وأربع كلية، وأربع أو خمس مثلهن شغل بعدها أقدر أتزوج. كل الحسابات تغيرت، كنت في عامي...
فى الوقت والمكان الذى لم أتوقعه، رأيتها كأجمل ما تكون، جالسة عند رأسى تسمح جبهتى. أفقت فى اللحظة التى افتر فيها ثغرها عن ابتسامة وضيئة، وانحسرت شفتاها عن لآلئ ساحرة قالت: كيف تشعر؟ - يبدو أن أحدهم قرصنى بأصابعه قرصة مؤلمة - تعال معى - أين؟ بعيداً.. بعيداً عنهم وعيناى متعلقة بأحذيتهم الغليظة وهى...
لحظات مرعبة مرت عليها حين فتحت عينيها وهى لا تذكر شيئاً، تجلس بجوار نافذة قطار لا تعرف وجهته ، حقيبة يد سوداء على حجرها، الذعر الذى تشعر به ليس فقط مصدره ذلك الرجل الذى يجلس بجوارها ويميل نحوها بين لحظة وأخرى يسر إليها بكلمات تشعرها أنها ليست ملك نفسها، في الوقت الذى لا تشعر فيه بأنها تمتلك شيئا...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى