1 - لا تركب قطارى
أحبك
بكل صرخاتى المحتجة على هجرة المطر
من أعماق قلبى المحترق
بفعل فاعل مازال هاربا من العدالة
بكل وزنى الزائد عن حاجة جسدى
بأعصابى المنهارة ومشاعرى المحنطة
وطول حرمانى من عناق حكمة البحر
بالغثيان النائم فى فراشى
بالخوف من أشباح تهاجم وسادتى...
قلت لى وأنت شارد فى الذكريات :
" تعرفت عليها فى احدى الندوات ..
شعرها قصير أسود فاحم وناعم ..
أحبتنى وأحببتها لمدة ثلاث سنوات ..
كانت تسكن بالقرب من بيتى ..
فجاءت لقاؤتنا المفعمة بالعشق سهلة ..
أحيانا كنت أزورها فى بيتها ..
هى نار لا تطفئها
الا مائى ..
وأنا ألف و أدور
حول شبقها المجنون ..
هى...
حينما تنهمر أمطارُ مدينتى
وأنا أجري باحثة عن سقفِ آمن
كُن بجانبى
فأنا رغم قوة تركيزى وذاكرتى
أنسى دائما مظلتى
--
عندما يتعكر مزاج البحر
وتغضب الأمواج
كُن بجانبى
وانقذ سفينتى
لو هجرنى الخيال والكلمات
كُن بجانبى
لتكتب بدلا مِنى قصيدتى
-----...
في مثل اليوم 22 مايو، عام 2017، رحل «شريف حتاتة» أبى.. نناديه كلنا في أسرتنا باسم «شرف».
اسمه «شريف». وهو بحق شريف في مبادئه وطباعه وأخلاقه وسلوكياته التي عرفتها وعشتها على مدى العمر. وُلد في برايتون- إنجلترا. لكنه متشبع بالروح المصرية. أو لنقل إنه أخذ أجمل ما في المصريين وأجمل ما في الإنجليز...
مع تقدم العمر
أنظر إلى أمى فأرانى
أنظر إلى نفسى
فأرى أمى
مع تقدم العمر
أصبحت أشبهها
الخصلات البيضاء
الروح الساخرة
الزاهدة فى الأشياء
مع تقدم العمر
تذوب الحدود بينى وبين أمى
أصبح لى فصيلة دمها النادرة
ورنة ضحكتها الغامرة
قلبها العفوى الطفولى
رقتها المفعمة بالصلابة
حيوية قتلتها أخطاء الأطباء...
يوم 27 مايو 1931 من القرن الماضى، تأملت الأم "زينب" المولودة الجديدة وتساءلت: أهذه هى الطفلة الفاتنة التى حملتها فى حنايا جسمى وأطعمتها وسقيتها من دمى ومائى وأعصابى وأحلامى؟.. والأب "أحمد" أحتار كيف سيكون مستقبلها وإضافتها إلى الأسرة؟.
بعد تسع سنوات فى 1940، جاء شاب متمرد مبدع اسمه "محمد كريم"...
يتابع بنهم كتاباتي
يحب بساطة أثوابى
وشَعرى الأبيض المنكوش
وكراهيتى لتلوين الشفاه والأظافر
والتزين بالخواتم والأقراط والبروش
لكنه ليس " أنت "
يأخذني إلى أماكن لا تعرفها
يهديني الزهور وشرائط الموسيقى
التي أحبها
يتذكر عيد ميلادي
ينسى هفواتي
لكنه ليس " أنت "
يدعوني إلى العشاء
يطلبني للرقص والانتشاء...
خطواتها بطيئة ، تتعثر فى بقايا خفقات القلب ، التى تخفيها فى المعطف الأسود . حين تتوارى الشمس ، تخرج الى عتمة الشارع ، وتدخل الى ضوء الذكريات .
منذ متى ، وهى تحرص على عناق هذا الطريق ، المغطى بالأشجار ، والذى يصبح فى الشِتاء ، طريقاً لها وحدها ؟؟؟
يسقط المطر ، تفتح مظلتها الخضراء ، تكمل...
لماذا مجتمعاتنا بكل هذه الضوضاء، التى تعوق النوم الهادئ، والتأمل المبدع، وتمنعنا من سماع صوت العصافير، والكروان، وهمس النسائم مع بدايات
شهر " سبتمبر " ؟.
على مدى الليل والنهار، أصوات متداخلة بغيضة ، وزعيق من كل الأشكال والدرجات ،وتشنجات قبيحة حنجرية فى الحوارات داخل البيوت، وعلى شاشات...
من قراءة التاريخ يتضح لنا أن الدولة الذكورية هى بالضرورة دولة دينية، فجميع أشكال ودرجات الاضطهاد والقهر للنساء غير ممكنة إلا إذا تلحفت بكلام الله وتعاليم الشريعة وسير الأنبياء.
إن الاضطهاد الذكورى يمكن دحضه بسهولة بالعقل والمنطق ومعايير العدالة، وبالتالى يمكن للنساء أن يتحررن منه، لكن إذا تسترت...
كيف يتجدد الخطاب الدينى، والمحاولات كلها، تشرب من البئر نفسها؟.. كيف للأبجدية القديمة أن تكتب كلامًا جديدًا؟.. واللحن المغاير لا بُدّ له من نوتة موسيقية جديدة . هذا بديهى، ومنطقى.
كيف التجديد، وأحزاب المرجعية الدينية، نشطة وتروج للفتاوى السلفية المستوردة؟، والتفسيرات الدينية الجديدة، المسالمة،...
لم يخطر على بالى، أن الأغنية التى أعشقها، لعبدالوهاب «ياما بنيت قصر الأمانى»، من تأليف محمود حسن إسماعيل، والتى تنتهى بمقطع «يا نوال فين عيونك»، ستكون يوما سؤالا يسكن قلبى. ولكن هذه هى الحياة، التى نتشبث بها، رغم شكوانا من قسوتها، وعدم عدالتها.
نحن نصحو من النوم، ولا نعلم ماذا تخبئ لنا شمس...
«المرأة»، منذ بدء الخليقة، تحمل آثام البشر، ولعنات الطبيعة. «المرأة»، يُزج بها، فى الصراعات السياسية، المحلية والدولية، وفى المعارك الانتخابية، وفى ترويج الشامبوهات، والزيوت، والصابون، والألبان خالية الدسم.
«المرأة»، كبش الفداء، للعُقد النفسية، والتعصبات الدينية.
«المرأة»، كائن تحار فيه...
مقال أهديه الى سيد درويش فى ذكرى ميلاده اليوم 17 مارس
كما توقعت، لم يسمعه أحد. لكن هذا طبيعى جدا. تاهت ذكراه فى صخب الأغنيات الركيكة، المتشابهة، المكررة، التى تلوث آذاننا بالقبح النشاز، والمنتشرة فى الإعلام، انتشار الذباب، أو حصار النمل الأبيض.
يوافق 17 مارس اليوم ، ذكرى ميلاد سيد درويش ،...
خطواتها بطيئة ، تتعثر فى بقايا خفقات القلب ، التى تخفيها فى المعطف الأسود . حين تتوارى الشمس ، تخرج الى عتمة الشارع ، وتدخل الى ضوء الذكريات .
منذ متى ، وهى تحرص على عناق هذا الطريق ، المغطى بالأشجار ، والذى يصبح فى الشِتاء ، طريقاً لها وحدها ؟؟؟
يسقط المطر ، تفتح مظلتها الخضراء ، تكمل السير،...