من الواضحِ أنَّ الوجودَ الطبيعي للأشياء(كينونةً وتشكلًا ثلاثيَّ الحالة) يسبقُ اللغة، أي يسبقُ الوجودَ الصوتي الذي أطلقهُ الإنسان كمسمىً على هذه الأشياء، أو ما يسمى بالوجود اللغوي(الدال)للأشياء، يعني أنّ الأشياءَ( الحجر والماء والريح والنار والشجرة وغيرها..) كانت موجودةً منذ القدم كما نعرفها الآن...
في الوقتِ الحاضرِ ونتيجةً للتلاقحِ مع آدابِ الأمم الأخرى تغيّرتِ الكثيرُ من المفاهيم وأخذ الشعرُ بالامتداد إلى أماكنَ أخرى كان يحتلها النثرُ بجدارةٍ والعكس صحيحٌ أيضا، فالنثّار أخذوا ينشدون القصيدةَ النثرية كالشعراء الذين كانوا ينشدون ويكتبون قصيدتهم المعروفة بأوزانها وقوافيها، وشاهدنا وجودَ...
حينما نتكلم عن النقد سيكون من المريع ألا نبحث بوساطته عن الجذور في النص الأدبي، وما نقصده بالجذور هي النصوص المؤسسة للثقافة الأولى لأمة معينة، وهذه الجذور المؤسسة مختفية في التراث الكتابي أو الشفوي سواء أكانت سردياتٍ أو شعر أو أساطير وخرافات متوارثة، وحتى نقوش ولقى وتماثيل، فالانقطاع عن الجذور...
هذا الموضوع تعليق على مقال الأستاذ عبد العزيز عسير الذي نشره مؤخرا في صفحته ودعاني مشكورا للمشاركة في الحوار وإبداء الرأي على مقاله المهم حول الإيقاع في الشعر الشعبي أو ما سماه ( بالزجل) بالرغم من اهتمامي بالشعر الفصيح حصرا، ولكن يبقى النظام العروضي بوصفه ظاهرة صوتية ينطبق على اللغات واللهجات...