ذياب شاهين - النبأ المستورُ

أنادياتِ الشفاهِ
لا تَعضَضْنَ الأصابعَ
كي لا يستفيقَ ندمي
منْ سباتهِ
فعيونُكن اللازورديّةُ
مغاراتُ سحرٍ وافتتانِ
وروحي الهائمةُ
كرحّالة صوفيٍّ تجوسُ منعرجاتِها
أسمعُ وجيبَ قلوبِكنَّ
حينما تهتزُّ هلعاً
من طيشِ الأقدارِ
وهي تختطفُ رجالَكنَّ الأحبَّةَ
فنفسي تتضورُ أسىً
عندما ترى الرياحَ المجنونةَ
تنفشُ شعرَ النخيْلاتِ الصغيراتِ
وتلفُّ خصلاتِكن
مع نواحِها
إنّهُ الفراتُ يا حَبيباتِ الطينِ
ومرآواتِ الشَّجنِ القاسي
لا الموجُ ولا الدمعُ،
ولا صمتُ الظلمةِ
شهداءُ حكاياتكِن المتوهِّجةِ
بالصدى واللوعةِ
بلِ النجومُ أيضاً
حينَما نقشتْها
على جلودِها الواهنةِ
ونقلتْها ضياءً للسُّدمِ البعيدةِ
إنَّ وقري يُصَكُّ
بفداحةِ الخساراتِ وأسى الخلاخيلِ
في أرجلكنَّ الباهرةِ
أيُّ عطلٍ أصابَ القلائدَ
في صدوركنَّ المرمريِّةِ اللامعةِ
وأيُّ أزيزٍ بين أضلاعي يمورُ
لرعشةٍ تعتري شفاهَكنَّ
آهٍ أيتُها الريامُ الخائفةُ
الفراشاتُ تحومُ حولَ النارِ
وأكفكنَّ تجمعُ أجنحتَها المحترقةَ
والرقيْماتُ الرقميَّة
تنقلُ الأنباءَ المَهيبةِ
كما سردَها الإخباريون
في الحقبِ القصيّةِ
سنكونُ أنا وأنتنَّ معاً
أوفياءَ
للكتبةِ المجهولينَ
ولكاهناتِ المعابدِ المقدَّسات
فأوروك
لا تزالُ المعبدَ الأولَ
والأخيرَ
تنزعُ الدهرَ الملتهبَ
ثوباً بعدَ ثوبٍ
وتبقى شابّةً أبديةً
كأفعى قلقميش
حتّى انطفاءِ الشمسِ

البصرة- الاثنين
‏20‏/09‏/2021‏ 12:17:16 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى