أنا من بلادٍ قُدّسَتْ فيها
إلاهاتٌ
بلا رُسُلٍ
بأذرُعِهنَّ وشمُ الحبّ لا التقوىٰ
يُصلّي في معابدهنَّ مثلي
ناسكٌ مشتاق
يبعثنَ من عليائهنّ الوحيَ آهاتٍ
ويهمسنَ الهوىٰ
شُهُباً بعينِ مُسبّحٍ أو ساهرِ
يرمينَ في ضوءِ النجومِ رسالةً
إنّا بَسَطنا الليلَ للعشّاقْ
في معبدي الورديِّ
هُنّ شعائري
عشتارُ...
أجاءَ الفِطام
وذي أنهُري
فاضَ سَبعينُها
عِمتُ فيها بلا وَقفَةٍ في الشَواطئ
بلا هُدنةٍ في المَرافئ
بلا عَودةٍ للظِلال
كأنَّ ارتِحالي يَبيضُ ارتِحال
فهل جَفّ ثَديُ اشتِهائي
وناءَتْ بحَمليَ ساقُ الهوىٰ
فانحَنيتُ
وما عادَ في الكأسٍ إلا قَليلٌ
يُبيحُ الفِصالْ
ظَننتُ الأماني كنَخلٍ
تَدومُ اخضِراراً...
في بلدي
تتهاوى أدعيةُ البؤساء
في أرضٍ لا ينبتُ فيها زرع
لا تسمعُهم سماء
إنْ رفعوا أيديهم بدعاء
أو سجدوا
إن هتفوا لنبيّ
أو وليّ
ما أكثرهم في بلدي الاولياء
*****
يُحدّثُ الجياعَ
ملتحيٌ فهيم
رسَمَتْ جمرةُ ملعقةٍ حديدية
على جبهتِهِ العريضةِ
ثقبا أسود
يبتلعُ التاريخ
ويشِعُّ صنوف الافك
تتناثرُ من...