عادل الحنظل - إبتلاء

في بلدي
تتهاوى أدعيةُ البؤساء
في أرضٍ لا ينبتُ فيها زرع
لا تسمعُهم سماء
إنْ رفعوا أيديهم بدعاء
أو سجدوا
إن هتفوا لنبيّ
أو وليّ
ما أكثرهم في بلدي الاولياء

*****

يُحدّثُ الجياعَ
ملتحيٌ فهيم
رسَمَتْ جمرةُ ملعقةٍ حديدية
على جبهتِهِ العريضةِ
ثقبا أسود
يبتلعُ التاريخ
ويشِعُّ صنوف الافك
تتناثرُ من فمهِ المقدسِّ
علومُ من عاش ومن مات
وحكاياتُ جميع الأجناس
يتربّعُ فوق الشبهات
يخاطبُ أفواها فَغَرَتْ
إنْ ضام أصغرَكُم كرْب
أو سام أكبرَكم ذل
إن طاف بكم بلاء
فذلك من فرط الايمان
يعلّمُ الحُفاة
مراسيمَ الطهارةِ
وآداب المضاجع
وعناوين بيوت الجنة
وخرائطَ دور الحوريات
وسواقي الخمر الابدي

*****
في بلدي
نسَجَتْ عناكبُ علمِ الجهل
آلافَ الأثواب
تتعرّى
إن لم تلبس منها
أو تتستّر في غير بلاد

تعليقات

يُحدّثُ الجياعَ
ملتحيٌ فهيم
رسَمَتْ جمرةُ ملعقةٍ حديدية
على جبهتِهِ العريضةِ
ثقبا أسود
يبتلعُ التاريخ
ويشِعُّ صنوف الافك
تتناثرُ من فمهِ المقدسِّ
علومُ من عاش ومن مات
وحكاياتُ جميع الأجناس
ـــــــــــــــــــــ
أخي الدكتور الشاعر المتميز عادل الحنظل:
لقد وضعت أصبعك على الجرح الذي نعاني منه جميعا ،
والسبب في هذا هو الجهل الذي ينوء بكلكله علينا،
ملتح جاهل يخاطب الجهلاء ولجهلهم يعدونه عارفا عالما،
كالعميان يصير عندهم الأعشى ملكا.
الجميل في قصائدك أخي عادل هو أن المرء يبدأ قراءتها
ولا يتركها إلا بعد أن ينهيها قراءة وفهما.
مودات عاليات مولانا.
 
الصديق الكريم الشاعر المتألق الأستاذ مصطفى معروفي
شكرا من القلب لحضورك البهي وتفاعلك الجميل مع النص.
نحن فعلا في بلداننا نتشابه في تعظيم الموروث المتشح بالجهل
والخرافة ونضيف عليه هالة من التقديس والتبجيل وصار انتقاده
حراما. ربما في بلدي صرنا في المقدمة في هذا المجال بعد أن
تملك الدجالون مقاليد الحكم وضيقوا على اصحاب الفكر فاضطروا
للنجاة بجلودهم في بلدان أخرى.
لا نملك يا صديقي غير الكلمة وهذه ليست سوى تنفيس للنفس وإلّا
فلا أحد يسمع.
شكرى مرة أخرى سيدي لتفضلك بالتعليق والمشاركة الوجدانية.
 
أعلى