جعفر الديري - تقاسيم

الكوفة..

أبو الطيب المتنبي:

المَاء المَاء..

أصيح المَاء..

وأسكب منه على قدَميْ قلبي

الماء بعيد عن شفتيَّ..

وليلٌ يضحك في قلمِي..

موتا.. ألماً

نافورة وجهٍ..

كنت أراه على الطُّرقاتِ..

بجنب الكوفة يصغر في عيني

المَاء المَاء..

وشيء مثل النخلة حين تجوعُ..

تدكُّ صدى صوتي..

وأصيح المَاء

***

منبج..

أبو فراس الحمداني:

لواحدةٍ من خلال الضبابِ..

تريني نوافذها..

لا تلّوحْ لقلبي بماء الشبابِ

دع الكون يصغر في ظلِّها..

ثم عرّج على ما تركت بمنبجَ..

ليلٌ تسمّر من تحت ظلّينِ..

يختطفان الشذى في متون الترابِ.

***

القاهرة..

ابن سناء المُلك:

عيناكِ..

لم يعد لديَّ في الظَّلام ما أراه

سكبت من أقلامي الخضراءِ..

ما توشّحت به الظنون

وكدت لا أراكِ..

غير أن بحراً يشبه الجنون

يموج في "الكنانة" السمراءِ..

مثل زورق على ضفاف النيلِ..

يوقظ الشجون

حدثته بالأمس عن عينيك حين تنظران

عن لون أفعى تخطف الأبصارَ..

في تشابك الغصون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى