عادل الحنظل

أنا من بلادٍ قُدّسَتْ فيها إلاهاتٌ بلا رُسُلٍ بأذرُعِهنَّ وشمُ الحبّ لا التقوىٰ يُصلّي في معابدهنَّ مثلي ناسكٌ مشتاق يبعثنَ من عليائهنّ الوحيَ آهاتٍ ويهمسنَ الهوىٰ شُهُباً بعينِ مُسبّحٍ أو ساهرِ يرمينَ في ضوءِ النجومِ رسالةً إنّا بَسَطنا الليلَ للعشّاقْ في معبدي الورديِّ هُنّ شعائري عشتارُ...
أنا لستُ دارَ الراحلينَ أجاورُ المَنأىٰ لتُدفَنَ فيَّ أحلامي وأقنطَ مثلما الذكرىٰ فأُركَنَ كالشواهدِ ماضغاً نسياني ليست صَحارىٰ أمنياتي تَقتَفي أثرَ السرابِ ... تُدافُ بالصمتِ المُريعِ .. لتنحني فيها عطاشىٰ كالذَرىٰ أغصاني مُتجّرِدٌ قلبي منَ الإذعانِ للنَجوىٰ فما أسْرَتْ بيَ الأوهامُ في وَهني...
أجاءَ الفِطام وذي أنهُري فاضَ سَبعينُها عِمتُ فيها بلا وَقفَةٍ في الشَواطئ بلا هُدنةٍ في المَرافئ بلا عَودةٍ للظِلال كأنَّ ارتِحالي يَبيضُ ارتِحال فهل جَفّ ثَديُ اشتِهائي وناءَتْ بحَمليَ ساقُ الهوىٰ فانحَنيتُ وما عادَ في الكأسٍ إلا قَليلٌ يُبيحُ الفِصالْ ظَننتُ الأماني كنَخلٍ تَدومُ اخضِراراً...
وحانَةٌ تَخالُها أسطورَةً من ألفِ لَيلةٍ ولَيلة يَجولُ في أركانِها الخَيّامْ يُزينُها قَمرٌ أُعِدَّ للإغواء في لَونهِ تَستَغرِقُ النُفوسُ في الأحلام تَعومُ في أنوارِهِ الأعناقُ والأثداء يَستَصرِخُ الرَغباتِ في صُنعِ الحَرامْ فوقَ المَوائدِ يَرقُصُ الشَمعُ الذي يَهتزُّ من زَفَراتِ آهْ يَتَقاسمُ...
الآكلونَ منَ القمامَة لا يَعرِفون كاتبَ الأجلْ ولا ادّعاءاتِ القِيامَة * مَزّعَ الجوعُ ثوبَها المُهَلهَل أطلّ نَهدُها العاري يَسخرُ من شَرفٍ يُباعْ * كلّ ألعابِ العالم في عَينَي طفلٍ جائع لها رائِحَةُ الخُبز * تكوّرَ فوقَ بَطنهِ الخاوي رَمَقَ السَماءَ بلَحظ يَنتظِرُ الجَواب * من يُقنِعُ...
صَلّيتُ في سِرّي وكأسي ملؤُها صُوَرٌ وأَفكارٌ تَحوكُ الضَوءَ أشرِعَةً لكي تَرقىٰ الىٰ عَهدِ الإلهْ وأقَمتُ في لَيلي .. نَجيّا داعيًا غيرَ الذي عَبدَ الصَلاةْ ووَلَجتُ في روحي لعَلّي أدرِكُ المَعنىٰ وأسبُرُ غَورَ مُنْغَلَقِ الحَياةْ أوليسَ هذا كانَ مَرمىٰ من يُصَلّي في أناةْ الليلُ يُبدي أنجُماً...
في بلدي تتهاوى أدعيةُ البؤساء في أرضٍ لا ينبتُ فيها زرع لا تسمعُهم سماء إنْ رفعوا أيديهم بدعاء أو سجدوا إن هتفوا لنبيّ أو وليّ ما أكثرهم في بلدي الاولياء ***** يُحدّثُ الجياعَ ملتحيٌ فهيم رسَمَتْ جمرةُ ملعقةٍ حديدية على جبهتِهِ العريضةِ ثقبا أسود يبتلعُ التاريخ ويشِعُّ صنوف الافك تتناثرُ من...
أنا عاري الضِفَتَين ما وَرائي يُشبهُ القادمَ من خلفِ الوعودْ تَسترُ الأحلامُ عَوراتِ الشُجون والمُنى جُرحٌ يُداوىٰ بالرقود وبإرثٍ طافَ آلافَ السنينْ ناسكاً صرتُ وقد كَلّتْ خُطاي قِبلَتي نافِذتان تَعشَقانِ الليلَ والإغفاءَ حَولي تُفتحُ الأولى على التاريخِ والأخرىٰ على مُستَقبلٍ أعمى وأمّا...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى