جلس تحت ظل شجرة صفصاف, تحتضن أحد أفرع النهر الكبير, تتدلى منها شعر أخضر يلامس صفحة الماء, فتصنع دوائراً من موجات تسلّم بعضها البعض في ألق, وتتوهج على قممها الضوء, فيعكس على صفحة الماء لوحة سيريالية مُبهجة . أخذ يصغي إلى حفيف أفرع الشجرة حين ملامستها وجه الماء, تحكي تاريخ نشأته مذ كان جدولاً...
تماماً.. وهي تغيب
تمتلئ الشوارع المكتظة ببوابات المرور
تتدحرج المقاهي حول رواد قد تصيّدوا مقاعدهم من الهواء
يتحلقون حول نافورة ترشُّ الأغاني الممنهجة في وجوههم الصامتة .
ويداعبون الملل بطرقعة أصابعهم اليابسة
فتنفلتُ من بين أناملهم كراتٌ من فراغ منهمر
تتحين فرصتها للانطلاق .
أشمُّ رائحة التماثيل...
الغيمةُ التي خبّأتها في ثلاجة البيتِ
ولدتْ غيماتٍ أخرياتٍ, سوداوات,
يتراشقن النِكات على البازلّاء الخضراء
ويرسمن وجوهاً للعابرين بملامح جديدة
تصلح لحفلات السمر كل مساء
هنالك,
حيث ترقد الأرض على البيضِ,
تنتظر حادثاً سعيداً,
لتُفرخ لنا كل صباحٍ نهاراً كفيفاً,
يعيدُ تشكيل الغيمات كما يُرتأى لها...