لا أمتلك إلا القليلَ القليلَ من التّجاعيد الفكريَّة
وبعضَ حماقاتٍ مدوَّنةٍ على دفاتر نبضي
لا أحصي إلا الكثيرَ من مسالكي المنحرفة
وبعضَ تطابقاتٍ واقعيّةٍ على سبيل الصَّفاقة...
لم تنصفني الحياةُ بكثرة معضلاتها
ولم تمنحني أكثرَ مما أستحق...
هكذا دوماً،
يطلقُ الجميعُ أحكامَهم المُبيَّتة...
في كلّ...
أستمزجكم...
فهل من رأي صائد للعثرات
يناجي ما تيسر من نقد مُباح؟
هل من طريق نختاره بحرية
نتفق عليه بعقلٍ يتيم؟
أستفتيكم...
فهل من مسارات تنضوي
في مراثينا الكونية الملونة
تشق عبابَ فضاءٍ مهجور
لا يقدح من عتمته إلا عزف النجوم
فينشدنا القمر؟...
أستفزّْكم...
هذي أنا أستمرئ نخر أدمغتكم
بتساؤلاتي...
بين خيالك الصافي وأوهامي المرتبكة
قد أعظمتُ بنارك
و ألهبتُ منابعَ هواك
فما اهتديتُ إليك
ولا أهديتَني أنتَ ما تيسَّر من قربك
ولا حتَّى النَّزر المرير من عتمة دربك...
بين جنونك المتأصِّل وانفصامي البديع
جعلتُ مني نسختين
تتسمان بالغباء
عساي أهرب مني إليَّ
وما رضيتَ أنتَ باختناقي
فطبعت إمضاءة شفاهك...
ربما كنتُ ظلالاً خفيّة
لقاماتٍ ذابلة في خيامٍ منسيّة
ربما كنتُ غابةً شقيّةً
في تلالٍ قد تقطّعت سوقُ أشجارها النديّة
ربما كنتُ حرفاً متهالكاً
على أوراق مذكراتٍ عتيقةٍ في مكتبٍ رحل عنه صاحبُه
أو بيتاً شعرياً في قصيدة حبٍّ او مرثيّة...
هاتوا...
ناولوني ما تبعثر مني يوماً
شدّوا كاحلي وانطقوا...
يحدّد الرّوائيّ شخصيّات روايته ابتداءً بالبطلين (ليلو وحِتِّن)
فيثير التناقضات بين ماهو معروفٌ في الواقع عن الأساطير بأحكامِه المتوارَثة بعدم وجود ليلو وحِتِّن حقيقةً وبين ما تحملُه روحُه رغم الطفولة البائسة بعفويّتها المقصودة إذ تؤكد له أنّهما موجودان والأسطورة موجودة تحت حجر النمل فوق صدر...
أنا التي رسمتْ ملامحي الفراشاتُ
و توسدتْ حمامةٌ بيضاء كتفَ معناي
فعمَّدتني في نهر الأمنيات ...
هذا الذي وُلِدَ بعدي
من ذا الذي يطوي المسافات العريقة بيننا ؟
من ذا الذي يريق الدمع بين قلاعي و معابده ؟
مهموز اللغة الصامتة هو
و القاف عندي تفضح قوافي النهايات
فما أنجبته الضاد الصامدة
و لا سمحت لي...
في بيوت من عجين
تسكن أرواحنا
تغفو على مهل
تنادم ماءها و ترابها
تقيس الحزن
و تسرد البؤس
تُحجم عن بذور قد نخرها السوس
و جرفتها مجاري الأكاذيب
فتغتصبها طبقات القهر
لا تلبث تقصي كل حجارتها
تطحن أسنانها
و تبتلع ألسنتها
فهي كما يصرخ الفقر العنيد :
لم تعد تجيد المضغ
و لا تلوك الآن إلا ذاتها
تحاول...
يقولون :
" لا تبحث عن محام يعرف القانون
بل ابحث عن عاهرة تعرف القاضي"
***** ***** *****
مع السواد الأعظم من المهووسين
بتنا في بلاد عجابية
المقابر الحية توازعت بيننا ...
* المقبرة الأولى لازالت بضمير حي
تزهر كلما رشوا المكان بالماء الملوث
تكتم أنفاسها و تسبح في الأحلام...