غادة الشعراني - وطن محكوم بالعاهرات

يقولون :
" لا تبحث عن محام يعرف القانون
بل ابحث عن عاهرة تعرف القاضي"

***** ***** *****

مع السواد الأعظم من المهووسين
بتنا في بلاد عجابية
المقابر الحية توازعت بيننا ...
* المقبرة الأولى لازالت بضمير حي
تزهر كلما رشوا المكان بالماء الملوث
تكتم أنفاسها و تسبح في الأحلام ...
* المقبرة الثانية تستخدم كل أنفاسها
فهي تجيد الضحك فقط
تقهقه و يرتفع صدى السخريات
و لا تتقن إلا النوم بعدها ...
* أما المقبرة الثالثة فتصرخ
كلما فتحت طاقة للتنفس
داس حذاء لامع من جلد طبيعي ثمين
و خبط بعنف على الأرض
فترتعد و ينتابها الخرس ...
* و المقبرة الرابعة تروم الأفق
تراقب تدقق و تخطط
" هل المقابر جميعها على ما يرام ؟ "
حينها تلملم تقاريرها
و تدفنها تحت الوسادة ريثما يأتي وقتها
* المقبرة الخامسة تسهب ورعاً
تلف بأرجلها العاجية رقبة المقبرة الرابعة القذرة
فتغدو لسان حالها و سلطتها ،
تدك حصونها و تفعل ما تشاء
تصرخ و تهدد كل المقابر و المقبرة الرابعة تبتسم
فالتقارير مهمة لكن النشوة أكثر أهمية
* و المقبرة السادسة تشعر بالأمان
تفعل ما تشاء فتلتهم كل العشب و الثمر
و تقضم زهر المقبرة الأولى
فالمقبرة العاهرة تسورها بأرجلها و ما بينهما ...
تصرخ المقبرة الثالثة بلحظة انفلات فاجر :
" هذي مقابر يحكمها النصابون و العاهرات و أصحاب الأحذية الفاخرة "
فيأتي صوت من سماء المقابر معنفاً :
" اخرسوا جميعاً و بلا جدال "
و يحتضن المقبرة العاجية لينجدل بعهرها ...

*غاده*

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى