غادة الشعراني

ربما كنتُ ظلالاً خفيّة لقاماتٍ ذابلة في خيامٍ منسيّة ربما كنتُ غابةً شقيّةً في تلالٍ قد تقطّعت سوقُ أشجارها النديّة ربما كنتُ حرفاً متهالكاً على أوراق مذكراتٍ عتيقةٍ في مكتبٍ رحل عنه صاحبُه أو بيتاً شعرياً في قصيدة حبٍّ او مرثيّة... هاتوا... ناولوني ما تبعثر مني يوماً شدّوا كاحلي وانطقوا...
يحدّد الرّوائيّ شخصيّات روايته ابتداءً بالبطلين (ليلو وحِتِّن) فيثير التناقضات بين ماهو معروفٌ في الواقع عن الأساطير بأحكامِه المتوارَثة بعدم وجود ليلو وحِتِّن حقيقةً وبين ما تحملُه روحُه رغم الطفولة البائسة بعفويّتها المقصودة إذ تؤكد له أنّهما موجودان والأسطورة موجودة تحت حجر النمل فوق صدر...
أنا التي رسمتْ ملامحي الفراشاتُ و توسدتْ حمامةٌ بيضاء كتفَ معناي فعمَّدتني في نهر الأمنيات ... هذا الذي وُلِدَ بعدي من ذا الذي يطوي المسافات العريقة بيننا ؟ من ذا الذي يريق الدمع بين قلاعي و معابده ؟ مهموز اللغة الصامتة هو و القاف عندي تفضح قوافي النهايات فما أنجبته الضاد الصامدة و لا سمحت لي...
في بيوت من عجين تسكن أرواحنا تغفو على مهل تنادم ماءها و ترابها تقيس الحزن و تسرد البؤس تُحجم عن بذور قد نخرها السوس و جرفتها مجاري الأكاذيب فتغتصبها طبقات القهر لا تلبث تقصي كل حجارتها تطحن أسنانها و تبتلع ألسنتها فهي كما يصرخ الفقر العنيد : لم تعد تجيد المضغ و لا تلوك الآن إلا ذاتها تحاول...
يقولون : " لا تبحث عن محام يعرف القانون بل ابحث عن عاهرة تعرف القاضي" ***** ***** ***** مع السواد الأعظم من المهووسين بتنا في بلاد عجابية المقابر الحية توازعت بيننا ... * المقبرة الأولى لازالت بضمير حي تزهر كلما رشوا المكان بالماء الملوث تكتم أنفاسها و تسبح في الأحلام...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى