تشير عقارب الساعة إلى الثانية ظهراً، لم يتبق من كسح الألغام سوى مساحة صغيرة لا تتجاوز مساحتها الكليو متر المربع، وتعد أشد المناطق خطورة، بعد أن تراكمت عليها كميات كبيرة من الرمال، جعلت تطهير الأرض ونزع الألغام أشد خطورة إذا خف ضغط الرمال من عليها.
الكل في حالة تأهب وحذر ..وشوق إلى تطهير سيناء...
هناك فى ميدان التحرير.. مهموماً بمشاكله التى أثقلت كاهله، يحاور نفسه بصوت مسموع، آثر السلامة.. تنحى جانبا بعيداً عن الركاب المنتظرين على محطة إنتظار الأتوبيس، كل العيون ترقب حواره الأحادي، يخفى عنهم حواره.. متفاديا اتهامهم له بالجنون فى حديثه مع نفسه، بعد أن أحتد في حواره مع نفسه، لتشاركه حواره...
دخلت هدى مسرعة على ضابط النوبتجية محمد أبو العدل بمركز الشرطة، دموعها أنهارا تغرق وجهها، انتبه مسرعا إليها يحاول أن يهدئ من روعها، لفهم كلماتها المتهتهة الغير مفهومة، يمد إليها يده بكوب الماء من على مكتبه، قائلا لها اتفضلي اشربي الأول ..استريحي واحكيلي، إيه اللي حصلك، إنت إسمك إيه الأول؟
بدأ قلب...
جلس أمام منزله الريفي المبنى بالطوب اللبن والطين، أفنى عمره في بنائه على مساحة أربعة قراريط، عدد غرفه عشرة، مسقوفة بالخشب والغاب, يتوسطها صحن الدار الفسيح كمضيفة كبيرة لاستقبال الضيوف، تراصت على أركانها الدكك الخشبية مفروشة بالحصير، بعد صحن الدار للداخل توجد غرفة غير مسقوفة, يتوسطها فرن الخبيز...
ليلة شتاء حالكة.. دامسة.. طويلة.. تحارب سهادها, تحاول سماح جاهدة أن ينال جسدها الذى أنهكته عوامل الزمن, قسطاً ولو قليلاً من الراحة.. خطت الأيام بملامحها على تفاصيل أنوثتها.. فترهلت.. تراجع تفاصيل حجرتها.. تحفظها عن ظهر قلب, تلهى تفكيرها بادعاء نسيان هذه التفاصيل.. تتوقف كثيراً عند الصورة المعلقة...