إلى المجاهد الكبير من اجتمع إلى حكمة الشيوخ عزمات الشباب صاحب الدولة (احمد باشا حلمي) وفقه الله في مهمته. . .
كان الوقت ليلا، وكانت السماء صافية الأديم، وكان القمر يرسل أضوائه الفضية الساطعة، فتملأ الأرجاء أمنا، وتغمرها نوراً، ولولا أن الجو تتمشى في جنباته موجات من يرد فبراير القارس لتبدلت...
لو قدر لكل إنسان أن يحب كما أحببت، وأن يمنى بالحبيبة كما منيت؛ لفاض ينبوع العواطف في هذه الدنيا.
لقد قضيت ريق شبابي على مقعد الدرس، وصرفت زهرة أيامي وأن أقلب صفحات الكتب. ولقد كنت أحسب أن هذه الأوراق الجامدة ستنال مني؛ فتحد نشاط عاطفتي. ولكني كنت مخطئاً في ظني؛ إذ كنت كلما انصرفت لحظة عن الدرس...
ــ 1 ــ
ــ عمي فلس واحد أشتري خبز .
ومد الرجل الهزيل يده إلى جيبه وفكر ملياً.. وقال : فلس واحد للخبز ومن أنت يا ولدي ؟ .. وتألق نور الطفولة في عيني الصبي وقال: آه ياسيدي ان امي ماتت قبل شهر وأبي غرق قبل سنة ...
وفكر الرجل مرة أخرى. فتش جيوبه وأجاب بحزن قاتل : فلس واحد للخبز . صدقني يا ولدي...
كان قد مضى موهن من الليل، وهجدت الحكة، ونامت الكائنات، وتوارت النجوم وراء ستار الغمام؛ فعمت العتمة وانبسط رواق الظلام!.
وكان هناك بصيص من نور يتسلل من خصائص نافذة منزل قائم على ناصية الطريق. . .
في هذا المنزل وفي هذه الغرفة بالذات؛ كان الشاعر يصغي إلى إحدى القطع الموسيقية تذاع من محطة (صوفيا)...
(طريق الدوفر) كوميدية مسرحية، ليست بذات الحوادث المعقدة، بل هي مسرحية بسيطة غاية البساطة تعالج مشكلة من أهم المشكلات. . . مشكلة الزواج بأسلوب تهكمي ساخر. وقد لاقت نجاحاً عظيماً عندما مثلت على أحد مسارح لندن. . . وهو لعمري نجاح تستحقه المسرحية ويستحقه كاتبها. أما مؤلفها فكاتب إنكليزي يدعى وهو ما...
كانت حياتها مثل نفسها، واضحة المعالم وخالية من العقد وكانت لهذه الحياة البسيطة حدود ضيقة عاشت في داخلها ولم تكد تحس بما وراءها.
ما عرفت لها أماً بل عرفت نفسها أماً لأخوتها الصغار ترعاهم وهي لا تكبرهم إلا قليلا وتقوم على خدمة أبيها. انصرفت إلى أداء واجبها نحوهم جميعاً بكل ما أوتيت من إخلاص وقوة...
صرح مؤخرا ضابط كبير من ضباط الجيش الأعظم رفض أن يذكر إسمه ، قال : " إن ما يزعمون تسميته بالإنذار الوهمي ،الذي سببه خطأ نسبوه إلى الحاسوب ، لم يكن وهميا على الإطلاق ، لقد كنا بالفعل معرضين لغزو ، و لكن مصدره الفضاء الخارجي !"
*****
الزمان : الرابع عشر من الشهر الثامن لعام ألفين و عشرة بعد الميلاد...
حدث هذا منذ بضع سنوات .
كنت أسير في جادة الصالحية ، في دمشق ، فحاذيت على الرصيف فتاة في مقتبل العمر جذبت اهتمامي بما تلبسه بأكثر ماجذبه مشوق قدها وجمال طلعتها ، وما كان هذان هينين ، كانت تلبس جنزاً أزرق من الذي أقبلت الفتيات في ايامنا ، وفي سائر مدننا ، على ارتداء مثله كلون طاغ من الموضة ...
- 1 -
- حنان!
- ماذا يا حازم؟
كانت حنان مستلقية على العشب تنظر إلى السماء بعينين حالمتين وقد شبكت يديها تحت رأسها لتتقي صلابة الأرض، وسقط شعرها الفاحم متدرجاً على ذراعيها الناصعتين والخضرة الناضرة فأكسب تآلف هذه الألوان وجهها جمالاً بارعاً، وكان حازم مضطجعاً على جانبه بالقرب منها يعبث بالعشب...
قال الرجل للطلاب الصغار الذين اختفت بطونهم وراء مقاعد الدراسة:
ـ درس الكيمياء لهذا اليوم يتعلق بالنقاط الثلاث التالية: التجزئة ـ التحلل ـ الضياع.
ثم لوح بأنبوبة زجاجية طويلة تظهر بداخلها سائلاً لا لون له، فاشرأبت الأعناق إليه يحرك الأنبوبة في الهواء وكأنه يلوح لعيونهم المندهشة بمفاجأة...
كان قطار الليل يشق طريقه المظلم إلى الصعيد. . .
وكانت هذه المرة الأولى التي يستقل فيها الدكتور فؤاد هذا القطار في طريقه إلى مقر عمله الجديد.
لقد عاش طول حياته في العاصمة، وكان طبيباً بإحدى مستشفياتها. . . وأخيراً، وبعد نزاع مع رئيسه، نقل إلى إحدى المستشفيات الصغيرة بأعالي الصعيد، وكان يمكنه أن...
كانت ممرضة وكان معلما، تزوجا، كان أسمر داكنا أسود إذا شئت، لم تكن سمرتها داكنة بيضاء إذا شئت، كان انفه أفطس لكنه لم يكن قبيحا، وكان أنفها افريقيا جذابا بأي قياس قسته، وكان شعرها نحاسي اللون ناعما وطويلا، وكانت عيناها رماديتين تذكران الرائي بأمسيات رائعة.
وكانت عيناه سوداوين، وكذا شعره الذي لم...
. . . إيلو، أو، إيلا، أو إيلي، أو إيلين، أو ما تشاء من أسماء التحبب والتدليل. ولكن (اليزا) هو اسمها الصحيح الذي سماها به أبواها وعمداها به في الكنيسة.
جميلة في غاية الجمال. وذكية جداً، ولبقة جداً.
لها عينان براقتان، وفم صغير رقيق الشفتين يلذ لك أن تتابع بعينك تثنيهما وتلويهما حين تتحدث إليك، وأن...
وأخيراً. . مزقتها ثائراً ثم محوتها محواً بعود ثقاب. . .
(مسكين أنت! لا تعرف من الحب غير اسمه الساحر الخلاب، تتوهم أنك فائز بأطايب الحب جميعاً وأنت محروم منها، محروم. وكيف ترضى أن تكتفي من حبيبتك ببسمتها الوضاءة، ونظرتها الحنون دون أن تهفو إلى ما وراء ذلك من المتع العذاب!؟
(لا، يا صاحبنا، لا...
جلست في المقعد المجاور لمقعدي في الطائرة، التفت نحوها فإذا بها فتاة جميلة في
العشرينات من عمرها، أخرجت مرآة صغيرة من محفظتها ومشطاً صغيراً سرّحت به شعرها، ثم أخرجت أحمر شفاه وخضبت به شفتيها، كانت تتحرك إلى جانبي بنزق ظاهر ، ما أن بدأت الطائرة بالتحليق نحو السماء ، حتى بدت لي متوجسة وخائفة ،...