كان ظهور حمدي فجأة في أفق حياة سنية إعصارا مدمرا قلب كل شيء وجعلها تضيق بحياتها وتسأل نفسها فيم إصرارها على العزوبة وفيم تحاشيها للرجال. وأخذت تستعرض صور حياتها التي تجردت من كل ما يبعث النفس البهجة، وأطياف ماض كان حافلا بالأسى والحزن.
إنها عندما ولدت ووطأت قدماها الصغيرتان شاطئ الحياة أقلعت...
يُحكى أنه في غابر الزمان كانت هناك فتاة ممشوقة القوام نحيلة، جسمها لم يتدور بعد. كانت جميلة كالفراشة الملونة، لها جناحان تفتحهما للريح، وتُحلق في السماء، فيتطلع إليها الناس السائرون في شوارع المدينة، الآتون من مسافات ليتجمعوا في الميدان. كانوا يندهشون لشعرها الأحمر كالعُرف، تتطاير خصلاته...
استدارة مؤخرتها تملأ حيزا كبيرا من السرير العريض،، ثنية ردفيها الثقيلين مثقلة بنتوءات لحمية متزاحمة..
من داخل بلعومها الوشيك على الغثيان انتشرت في الفراغ المحيط برأسها رائحة أمعاء فارغة. قاومت النوم في جفونها،، فركت يديها. نظرت إلى أسفل قدميها،، إلى أسفل جلستها المتربعة،، نظرت إليه،، أظافره...
تقطن خديجة في الطرف القصيّ من الدار البيضاء، وتشتغل في الطريق القصي من الدار البيضاء، تستقلّ كلَّ يوم حافلتين للذهاب والإياب معا، وفي المساء تدخل غرفتَها وقدماها منتفختان من كثرة الوقوف في المحطّات والمعمل. لا تعرف خديجة شيئا اسمه الفطور أو الغذاء. في الصباح تغسل وجهها بالماء البارد وتخرج وتمرّ...
كان كل شئ يمكن أن يستمر كما كان في حياة نرجس ، لولا أن يدها اصطدمت صدفة بظهر نبوية ، فارتطمت أصابعها بكرة طرية من اللحم، ورأت عيناها المندهشتان بروزین صغیرین يهتزان تحت جلبابها ، مع اهتزازات ذراعيها وهى تغسل أمام الحوض.. لأول مرة تكتشف أن لنبوية ردفين .. نبوية التى جاءت إليهم من البلد العام...
(إلى صاحب القلب الكبير الذي كتب (من وراء الأبد). . .
إلى صديقي الأستاذ أنور المعداوي أهدي هذه القصة).
عزيزي. . .
حين تصلك رسالتي أكون قد غادرت أرض الكنانة ميمماً شطر وطني. . . وبين جوانحي قلب مضطرب، ونفس مغممة بشتى الأحاسيس. . . قلب جريح تجرع كؤوس الأسى مترعة، ونفس عصفت بها رياح صارمة...
في صدر أيامه لم يطاوعه طموحه على الزواج من ابنة عمه؛ بداله يومئذ أنه خليق بالفرار من بيئته إلى بيئة أعلى وأقدر.
ولما قيل له: بنت فلان أشهر تاجر في الحي مهذبة وجميلة، رأى أن آماله أسمى أيضاً من هذه البنت وأبيها، ورأى قدْرته أجدرَ أن تُنيله نسباً أجلً. . .
وأحس أن آمال كثيرات من صبايا الحيّ...
كل شيء كان يتعذب. . . الطيور في ظل الأغصان فاغرة أفواهها تلهث، والبهائم في مرابطها تتألم في استكانة وصمت، والزبد يتناثر من أشداقها في لهثات مطردة متقطعة، وأوراق الأشجار متراخية في ركود وإعياء، والحقل متمدد تحت لهب يوليو العنيف يتلوى ويرسل من جوفه أبخرة حارة تشارك السماء في لعنتها على قطيع...
في يوم من أيام عام 1717م أضاءته شمس الجنوب اللامعة الباسمة، ترنحت عربة رثة متربة خلال مدخل كابيونيا أحد مداخل نابلي، وقد جلس في داخلها غلام في عامه الثامن، تحمل الرحلة المرهقة القاسية وحيداً من قرية جيزي إلى نابلي. وما كان معه من سند غير بعض كتب التوصية لنفر من البيوتات النابولية الرفيعة.
كان...
كان ممدّدا فوق الحصى. أحسّ بدبيب في جنبه الأيسر، الدبيب كان ملحّا. نتر فروته وبصق الحشرة.
اكفهرّت السماء ودوّى الرّعد في البعيد. انكمش في مكانه وحرّك أذنيه. أغمض عينيه. تراءت له نفسه وهو في بيت خشبي وأغصان صفصافة وارفة ترقص في انتظار المطر. أمام بيته الخشبي يربض سطل ماء ووعاء ترك فيه بقايا عظم...
في إحدى قباب بغداد قرأ المنصور ورقة تشكو، ثم قبضها في يده تتلوى، وقد ظل يردد كلماتها، يكاد يتمزع من الغضب، كأنه سحاب راعد: في عينيه برقه، وعلى جبينه قطره، وفوق سمرته غيمه، ولم يكد يخفف عن الورقة قبضته حتى انتفضت، كأنها منخنقة فك خناقها، فبدت آثاره على صفحاتها اثناء، وعلى كتابتها شحوباً!
ألقى...
تشرق الشمس وتغيب. تفتح المخازن والمصارف والمحلات والدكاكين أبوابها في الصباح، ثم تغلق الأبواب في المساء
أدفع باب المصرف برفق، فينبعث قليل من النور إلى الداخل، ولا يلبث الباب أن ينغلق بآلية فيتقلص النور إلى الخارج ويربض عند عتبة الباب.
أخطو بضع خطوات في الزحام، بين الواقفين، وأتوقف أمام حاجز...
ساح دمي على الطوار. انفصل الرأس عن الجسد كأنما قطعه سيف بتار. عز علي أن تظل جثتي ملقاة على الإسفلت فتدوسها شاحنة أو عربة نقل. حاولت أن أصدر الأوامر إلى يدي لترفعا الجثة. لكني أدركت أنهما لم تعودا خاضعتين لتوجيهاتي. الشرايين والأوردة تتدفق نافورة جامحة فتتسع البقعة، متطلعة، ربما، إلى تحقيق مشروع...
(لا تزال أطلال مدينة (تدمر) قائمة بالقرب من دمشق ينقب فيها العلماء عن الآثار، وقد حكمت هذه المدينة من سنة 267 إلى 272 بعد الميلاد فتاة تدعى (زينوبيا) فاتنة عنيدة شديدة المراس لاقى منها الرومانيون الأهوال، وقصتها ممتعة شائقة)
- مولاتي. . . مولاتي. . . أين مولاتي؟
- ما ورائك يا مرندا؟
- إنه...
كنت أعمل في أحد المدارس في هذا المكان حيث لاحظت أحد الطالبات التي تتمتع بجمال لا يمكن ان تغفل عنه عين إلا أنني ابتعدت بنفسي عن خوض مثل تلك التجارب نظرًا لعدم امتلاكي القوة الكافية لخوض تلك المعارك الغرامية وكذلك فكرة أن يكون طرف تلك الحكاية طالبة لدي في المدرسة.
استمر الحال كما هو إلا أن مشاعري...